رغم مرور أكثر من خمس سنوات على عرضه الأول، عاد مسلسل "تشيرنوبل" من إنتاج شبكة HBO لتصدر قوائم المشاهدة على منصة Netflix، في ظاهرة لافتة تشير إلى تجدد الاهتمام الجماهيري بقضايا السلامة النووية، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة.

المسلسل الذي يوثق بتفاصيل دقيقة واحدة من أكبر الكوارث النووية في التاريخ، وهي انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، نجح في تقديم معالجة درامية مشحونة بالواقعية العلمية، مما منحه مكانة خاصة بين الأعمال الوثائقية الدرامية. وقد أشاد كثير من المتابعين بتناول العمل لتداعيات الحادث على الإنسان والبيئة، بأسلوب يدمج بين المعلومة الدقيقة والبُعد الإنساني المؤثر.

اهتمام متجدد بسبب "القلق النووي"

التفاعل الكبير مع المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي جاء مدفوعًا بتزايد القلق العالمي من الحروب النووية والكوارث المحتملة. وعبّر العديد من المشاهدين عن رغبتهم في فهم كيفية إدارة الأزمات النووية من خلال متابعة "تشيرنوبل"، حتى أن بعض التعليقات أخذت طابعًا ساخرًا يحمل في طياته قلقًا حقيقيًا، إذ كتب أحدهم: "أتابع تشيرنوبل حتى لو حصل تلوث إشعاعي، أكون عرفت أتصرف!"

وأشادت تعليقات أخرى بثراء المسلسل معرفيًا، إذ قال أحدهم: "عرفت من المسلسل كيف يتفاعل المفاعل النووي وينقسم إلى ذرات غير مستقرة. لم أكن أعلم شيئًا عن هذا من قبل."

أداء تمثيلي بارز وقصة إنسانية مؤثرة

المسلسل من إخراج السويدي يوهان رينك، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، من أبرزهم:

جاريد هاريس

ستيلان سكارسغارد

إميلي واتسون

جيسي باكلي

آدم ناغيتيس

بول ريتر

وتدور القصة حول بطولات رجال الإطفاء والعلماء والمسؤولين الذين واجهوا الكارثة في لحظاتها الأولى، وبينهم شخصية "أليكسي"، الذي يجد نفسه وسط واحدة من أخطر الأحداث في التاريخ السوفيتي المعاصر، رغم رغبته في الابتعاد عن الخطر بعد عودته إلى حب قديم.

دراما تجمع العلم والتشويق

وصف عدد من المشاهدين المسلسل بأنه "أحد أفضل ما قدمته الدراما العالمية في العقد الأخير"، مشيرين إلى أنه يتجاوز كونه مجرد سرد لكارثة، ليغدو شهادة فنية وإنسانية. وقال أحد المتابعين: "تشيرنوبل ليس فقط عملًا دراميًا، بل تجربة معرفية وعاطفية فريدة. لا يمكن مقارنته حتى بمسلسلات شهيرة مثل Game of Thrones أو Breaking Bad."

المسلسل مكوّن من خمس حلقات متوفرة على نتفليكس، ويُعد خيارًا مثاليًا لمحبي الدراما الواقعية، والمهتمين بالتاريخ السياسي والعلمي، وكذلك الباحثين عن فهم أعمق لكيفية تعاطي البشر مع الكوارث النووية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك