نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خُلود الشمري.. امرأة مختلفة وفارسة تُغيّرها «مكالمة», اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 05:19 مساءً
يتطبع الإنسان السويّ من نشأته موقعًا وعادة.. فمن نشأ في أرضٍ ذات إرثٍ تاريخي، وأصالة ثابتة، تأبى نفسه أن تشُذّ عن ذلك، حتى وإن كانت مغريات الحقبة الزمنية، التي يعيش فيها، كثيرة.. ومن نشأ على عادة الكرم والصدق لا يشبُه ذاك الذي تخلى عنها، بقصد، أو من دون قصد.
«كل فارس كريم، وكل كريم صادق، وكل صادق أمين» هذه من أمثلة العرب قديمًا.. الفروسية وفنونها من أبرز صفات النبلاء آنذاك، التي امتدت إلى عصرنا الحالي.. الفارس لا يشبه أحدًا.. كيف لا وهو الذي تُضرب فيه الأمثال.
في تيماء، المحافظة التابعة لمنطقة تبوك، الواقعة شمال السعودية، نشأت خلود الشمري، الفارسة والهجّانة والصقّارة السعودية، المتوّجة أخيرًا بكأس البطولة الآسيوية الأولى للهجن «فئة السيدات» بميدان الوثبة، الكائن في أبوظبي العاصمة الإماراتية، بالمطية «بشّار».
خلود «المرأة المختلفة» منذ عامها الثامن بدأت في الركوب الحُر على متن الجواد «العميّد» مواصلة التدريب الذاتي بشكل شبه يومي، حتى تمكنت من إتقان مهارات الفروسية كاملة.
استمرت خلود، مثل قريناتها، في الدراسة مع الاهتمام بالفروسية على الصعيّد الشخصي.. وكانت في قرارة نفسها قد رسمت معالم مستقبلها.. دراسة، ثم شهادة أكاديمية، وبعدها انطلاقة، واستثمار بالموهبة.
نالت الفارسة السعودية شهادة البكالوريوس في علوم الرياضيات، لتُدشن بعدها حياة جديدة، وتبدأ بالتسجيل في الإسطبلات، والمشاركة بالمنافسات المختصة بعروض الخيول العربية.
«مجال الخيّل جعلني أتنقل بين الطائف وحائل والعُلا»، هذا ما أكدته لـ«الرياضية» خلود في تصريح خاص.
كشفت خلود عن كواليس انتقالها من مجال الخيل إلى الهجن، وقالت: «في أحد الأيام كنت في الإسطبل، برفقة إحدى شخصيات الخيل، وأثناء ذلك جاءته مكالمة من شخصية في الهجن، طلب منه بأن أُشارك في مسابقة تنظم قريبًا للسيدات، وللمرة الأولى في السعودية، تختص بركض الهجن.. تناقشنا طويلًا وبما أني أُعدّ فارسة عروض بهلوانية، وأتمتع بالشجاعة، جذبني العرض، وأعطيت الموافقة حينها».
احتاجت خلود إلى موسم واحد فقط من أجل اعتلاء المنصات، وتحقيق «النواميس» داخل ميادين الهجن، وبدأت المشوار عام 2023، وتحديدًا بمهرجان ولي العهد في الطائف، وحققت خلاله المركز الرابع، ونالت، بعدها في مهرجان خادم الحرمين الشريفين، المركز السابع، لتحصد الثاني في كأس العُلا.
وفي عام 2024 سجلت خلود اسمها أول بطلة لكأس العالم للقدرة والتحمل الدولية للهجن، المنظمة للمرة الأولى في العُلا عبر المطية «جبّار»، بتوقيت «36:59.918» دقيقة.
لتُعيد الكرّةَ مرة أخرى في عام 2025، ويُدون اسمها صاحبة الذهب الأول في كأس البطولة الآسيوية، المنظمة بنسختها الأولى.
«لديّ صقر اسمه معزيّ.. وحرصت أن اقتنيه، وأُشارك في منافسات الصقور، وذلك للجمع بين رياضات الموروث كُلها.. فروسية.. هجانة.. صقارة»، هذه مخططات خلود المستقبلية «المرأة المختلفة»، التي اختارت أن تُنمي بداخلها أصالة أرضها، وتُحافظ على موروثها بالممارسة، والتعلم، ثم الإنجاز.
خلود لم تُهمل موهبتها، ووضعتها أساسًا تنطلق من خلاله في حياة تحصد فيها الجوائز والأوسمة، وتحظى بالتكريم على منصات الذهب.
خلود الفارسة، التي غيرتها «مكالمة»، نالت في الهجن الألقاب، وتؤمن بأن تُتوج بمثلها في الصقارة عمّا قريب.
0 تعليق