في ظل اقتراب ذروة الطلب على الطاقة خلال فصل الصيف، دخلت الحكومة المصرية في مفاوضات مكثفة مع عدد من الدول والشركات العالمية لتأمين إمدادات ضخمة من الغاز الطبيعي، في محاولة لتجنّب تكرار أزمات انقطاع الكهرباء التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين.

ووفقًا لتقارير نشرتها وكالتا رويترز وبلومبرغ، تشمل المحادثات شركاء إقليميين ودوليين مثل قطر والجزائر، إلى جانب شركات كبرى من بينها أرامكو السعودية، وترافيغورا، وفيتول، بهدف التوصل إلى اتفاقيات لاستيراد ما بين 40 و60 شحنة من الغاز الطبيعي المسال، بتكلفة قد تصل إلى 3 مليارات دولار.

وتأتي هذه التحركات استجابة لتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدّد، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لضمان استقرار إمدادات الكهرباء خلال فصل الصيف، ومنع الانقطاعات المتكررة التي أثرت على المواطنين في السنوات الماضية.

إنتاج متراجع واستيراد من إسرائيل ينخفض

وبينما تواجه مصر تراجعًا ملحوظًا في إنتاجها المحلي من الغاز، حيث سجّل أدنى مستوياته منذ 9 سنوات في فبراير الماضي، تقلّصت أيضًا كميات الغاز المستوردة من إسرائيل، والتي وصلت خلال مايو الجاري إلى 500 مليون قدم مكعب يوميًا، مع توقعات بانخفاض إضافي خلال شهري يوليو وأغسطس إلى ما بين 800 و850 مليون قدم مكعب يوميًا، مقارنةً بنحو مليار قدم مكعب حاليًا، نتيجة زيادة الاستهلاك المحلي في إسرائيل.

خيارات بديلة وتمويل مرن

ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن مصر تدرس كذلك استيراد نحو مليون طن من زيت الوقود كخيار بديل في حال ارتفاع أسعار الغاز، رغم تفضيلها للغاز المسال نظرًا لمرونة خيارات الدفع. وقال أحد المصادر: "الغاز هو محور المفاوضات، لكن زيت الوقود يبقى خيارًا مطروحًا".

عروض دولية ومفاوضات ممتدة

من جانبها، أفادت بلومبرغ أن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) تلقت 14 عرضًا من شركات عالمية لتوريد الغاز الطبيعي المسال، بعقود تتراوح مدتها بين 18 شهرًا و3 سنوات، وسط سعي القاهرة لتأمين الإمدادات حتى نهاية 2025 وربما حتى 2028، في خطوة تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في ملف الطاقة.

من طموح التصدير إلى الاستيراد مجددًا

وكانت مصر، التي سعت خلال السنوات الأخيرة إلى ترسيخ مكانتها كمصدر رئيسي للغاز نحو أوروبا، قد عادت مؤخرًا إلى موقع المستورد الصافي، بفعل التراجع الحاد في الإنتاج وارتفاع الاستهلاك المحلي، ما فرض على الحكومة البحث عن حلول عاجلة قبيل صيف يتوقع أن يكون ساخنًا على جميع الأصعدة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك