يُدين فريق باريس سان جيرمان الأول لكرة القدم بلقبه الأول في مسابقة دوري أبطال أوروبا إلى سبعة من لاعبيه بدءًا من عثمان ديمبيلي إلى الدولي الإيطالي جانلويجي دوناروما، حارس مرماه.

عثمان ديمبيلي، نقطة التحول
من كان يراهن في بداية الموسم على أن ديمبيلي سينسي جماهير النادي النجم كيليان مبابي، الذي رحل إلى ريال مدريد الإسباني؟ مع 33 هدفًا و13 تمريرة حاسمة، أظهر الرقم 10 مهارة أمام المرمى لم تكن معروفة لديه من قبل.
المدرب الإسباني لويس إنريكي هو من وجد الصيغة السحرية لديمبيلي: تحويله من جناح أيمن إلى قلب هجوم «وهمي»، وهو مركز بين المهاجم الصريح وصانع الألعاب.
وجد الفرنسي في طليعة عملية بناء الهجمات واللمسات الأخيرة، كما ظهر بهدفه في لندن ضد أرسنال الإنجليزي في ذهاب نصف النهائي. وبخلاف مبابي، فهو يشارك، بل ويبدأ الضغط عندما يفقد الكرة.

جانلويجي دوناروما، استعادة المستوى
عاد حارس المرمى الدولي الإيطالي إلى قمة مستواه، الذي مكّنه من الفوز بجائزة أفضل لاعب في كأس أوروبا 2021، وهي البطولة التي توج بلقبها مع منتخب بلاده.
كان تعاقد باريس سان جيرمان مع حارس المرمى الدولي الروسي ماتفي سافونوف سببًا في الضغط على «جيجيو». وبعد بضعة أخطاء فادحة، ولا سيما ضد أرسنال بدور المجموعة الموحدة في الأول من أكتوبر الماضي، وجد حارس المرمى نفسه تحت مرمى انتقادات وسائل الإعلام.
اختبر لويس إنريكي، الحريص على أن يكون حارس المرمى متقنًا للعب بالكرة بقدمه، سافونوف في مواجهة بايرن ميونيخ الألماني بدور المجموعة الموحدة في نوفمبر الماضي، لكن من دون نجاح يُذكر، وبالتالي احتفظ دوناروما بمكانته في التشكيلة الأساسية، ولكنه بدءًا من مباراة إياب ثمن النهائي ضد ليفربول الإنجليزي، وعقب تألقه في ركلات الترجيح المذهلة، تمكن من إسكات المنتقدين. ودخل الإيطالي بعد ذلك بعدًا آخر، حيث قدم تصديات حاسمة في اللحظات الحاسمة ضد أستون فيلا وأرسنال الإنجليزيين في ربع ونصف النهائي تواليًا.

ديزيريه دويه، فنيات مبهرة بتسجيله الهدفين الثاني والثالث وصناعته الهدف الأول
تألق دويه في المباراة النهائية، السبت، وهو في التاسعة عشرة من عمره، متوجًا أداءه الرائع في النصف الثاني من الموسم، حيث تأقلم بشكل مثالي مع نادٍ بحجم باريس سان جيرمان، ومع مدربه إنريكي، الذي حصل على خدماته الصيف الماضي قادمًا من رين. لقد دخل عن جدارة إلى دائرة أفضل اللاعبين على الإطلاق.

فابيان رويس، استعاد التوهج
بدوره استعاد الإسباني فابيان رويس، لاعب الوسط الدولي، الكتوم داخل غرفة الملابس، مستواه الذي حققه مع منتخب إسبانيا المتوج بكأس أوروبا 2024 في ألمانيا. بعد أن ظل لفترة طويلة في ظل البرتغاليين فيتينيا وجواو نيفيش هذا الموسم، وأُجبر على الجلوس على مقاعد البدلاء في بدايته بسبب تألق وارن زائير إيمري، فإن رويس هو، ربما أكثر من هؤلاء اللاعبين المهمين الآخرين، رمز خط وسط باريس سان جيرمان المهيمن في عام 2025.
كان يسخر منه الناس بسبب بطئه، لكنه الآن هو من يتحكم في إيقاع المباراة، وفي بعض الأحيان يعيد الأمور إلى نصابها، ويجعل صوته مسموعًا في الملعب، بفضل أسلوبه، ورؤيته الثاقبة للملعب، وتمريراته الرائعة التي تكسر الخطوط. وكان هدفه في نصف النهائي ضد أرسنال بتسديدة مفاجئة من حافة المنطقة حاسمًا في تهدئة هيمنة الفريق اللندني على مجريات المباراة منذ البداية.

أشرف حكيمي
ينطلق المدافع الدولي المغربي البالغ من العمر 26 عامًا بلا كلل على طول الجانب الأيمن من الملعب، في بعض الأحيان يذهب إلى العمق لاستقبال الكرة وتمريرها عرضية، وفي بعض الأحيان يسددها بنفسه. وبفضل حرية الحركة الكبيرة، التي منحها إياها إنريكي، يجد حكيمي نفسه في كثير من الأحيان داخل منطقة الجزاء للفرق المنافسة ومحيطها، مستعدًا لتوجيه ضربة قاتلة. غلته هذا الموسم ثمانية أهداف و14 تمريرة حاسمة في 47 مباراة، تجعله أحد أكثر المدافعين فعالية في العالم. ويبدو أن موسم 2022ـ2023 الأقل بزوغًا بالنسبة له كونه اتهم بالاغتصاب، حيث لا يزال التحقيق جاريًا، لكنه اتخذ بعدًا جديدًا هذا الموسم باختياره وصيفًا لقائد الفريق البرازيلي ماركينيوس. ساهم في صنع التاريخ، السبت، بتسجيله الهدف الأول في المباراة النهائية.

خفيتشا كفاراتسخيليا، المحارب والساحر
لم تكن مهمة الدولي الجورجي، الذي سجل أيضًا في المباراة النهائية، سهلة عندما وصل من نابولي الإيطالي في يناير الماضي. كانت طريقة لعب باريس سان جيرمان متطورة وكان برادلي باركولا على الجناح الأيسر يقدم موسمًا مثاليًا. لكن بعد بضعة أسابيع، أظهر خفيتشا بسرعة سبب التعاقد معه. أولًا، بعض المراوغات المذهلة، وهدف رائع في مرمى أستون فيلا على ملعب بارك دي برانس، نال إعجاب الجميع. وبعد ذلك، هناك عقلية المحارب التي توجع الفرق المنافسة، لدرجة أن إنريكي يقضي وقتًا أطول في الثناء على أهميته الدفاعية من رؤيته بالكرة عند قدميه.

ويليان باتشو
لم يكن الكثير من مشجعي باريس يعرفونه عندما وقع عقدًا في الصيف الماضي قادمًا من آينتراخت فرانكفورت الألماني. ومع ذلك، أثبت باتشو أنه أحد أفضل صفقات صندوق قطر للاستثمار الرياضي منذ عام 2011. فمنذ البداية، وبفضل إحساسه بالتمركز ومعرفته بالمواجهات الثنائية وثباته، أثبت نفسه في المركز الاستراتيجي لقطب الدفاع، حيث لا يملك باريس سان جيرمان الكثير من الخيارات.