قُتل 14 عالماً نووياً إيرانياً على الأقل منذ فجر الجمعة، في هجمات متعددة شنتها إسرائيل داخل إيران، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدرين إقليميين مطلعين. وأكدت المصادر أن بعض هؤلاء العلماء قضوا إثر تفجيرات بسيارات مفخخة في العاصمة طهران، في تصعيد نوعي وصفته طهران بأنه تغيير في أسلوب الاغتيال داخل أراضيها.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" إن خمس عبوات ناسفة انفجرت، الأحد، في مواقع متفرقة من طهران، في ما وصفه مصدر أمني إيراني بأنه "تفجيرات مدبرة" مرتبطة بالتصعيد العسكري الجاري مع إسرائيل.

والسبت أكدت إيران وإسرائيل، مقتل تسعة من كبار العلماء والخبراء النوويين الإيرانيين في غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران، في إطار التصعيد العسكري المستمر منذ مساء الجمعة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجمات استهدفت "العقول الفاعلة" في برنامج إيران النووي، وهم: فريدون عباسي (خبير في الهندسة الذرية)، محمد مهدي طهرانجي (فيزياء)، أكبر مطلب زاده (هندسة كيميائية)، سعيد برجي (هندسة مواد)، أمير حسن فكهي (فيزياء)، عبد الحميد منوشهر (فيزياء مفاعلات)، منصور عسكري (فيزياء)، أحمد رضا ذو الفقاري دارياني (هندسة ذرية)، وعلي باكوايي كتريمي (ميكانيك).

وعصر اليوم الأحد، دوّت صفارات الإنذار، في تل أبيب ومدن إسرائيلية عدة، بما في ذلك الجليل وحيفا ومستوطنات الضفة الغربية، في ظل تصعيد عسكري متواصل بين إيران وإسرائيل. وأكد الجيش الإسرائيلي أن أنظمة الرصد التابعة له سجلت إطلاق 50 صاروخًا جديدًا من إيران باتجاه أهداف داخل إسرائيل، ولاحقا أعلن اعتراض معظمها.

ويأتي هذا في أعقاب هجوم واسع شنّته إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، على إيران تحت اسم "الأسد الصاعد"، استُخدمت فيه عشرات المقاتلات لقصف منشآت نووية ومواقع عسكرية في طهران وأصفهان وكرمانشاه، ما أدى إلى مقتل عدد من القادة والعلماء النوويين.

وردّت إيران مساء اليوم نفسه بعملية مضادة أطلقت عليها "الوعد الصادق 3"، استخدمت خلالها صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة استهدفت مدنًا إسرائيلية عدة، أبرزها تل أبيب وحيفا، وأسفرت عن مقتل 13 شخصًا على الأقل وإصابة المئات، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية وممتلكات مدنية.

وتستمر الهجمات المتبادلة بين الطرفين لليوم الثالث على التوالي.