في تصعيد غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، أعلنت إيران أن إحدى غارات الجيش الإسرائيلي أصابت مبنى تابعًا لوزارة الخارجية في العاصمة، ما أسفر عن إصابة عدد من الموظفين المدنيين، وفقًا لما نقله التلفزيون الرسمي عن نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده.

الغارة، التي وُصفت بأنها "متعمدة" من قبل طهران، تأتي ضمن سلسلة ضربات جوية إسرائيلية بدأت فجر الجمعة، واستهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، إلى جانب تدمير مواقع استراتيجية حساسة.

بالتزامن، كشف الجيش الإيراني مساء الأحد أنه أطلق موجة جديدة من الصواريخ الباليستية، تجاوز عددها 50 صاروخًا، استهدفت مقار عسكرية إسرائيلية ومواقع يُعتقد أنها تُستخدم في اتخاذ القرار، إضافة إلى أماكن سكن قادة وعلماء بارزين في إسرائيل. وأكدت وكالة "إرنا" أن الضربات الصاروخية جاءت ردًا مباشرًا على انفجار خمس عبوات ناسفة في العاصمة الإيرانية طهران خلال الساعات الماضية.

وفيما تستمر الحرب الجوية بين الجانبين، قال محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، إن المعركة لن تتوقف قبل تحقيق "الهزيمة الكاملة لإسرائيل"، وفق تعبيره.

في الجانب الإسرائيلي، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين بوزارة الدفاع تأكيدهم تقليص الوجود العسكري في قطاع غزة لصالح تعزيز الجبهتين الشمالية والشرقية، تحسبًا لاحتمال تدخل مليشيات مدعومة من إيران عبر الأردن وسوريا، أو دخول حزب الله على خط المواجهة.

كما أغلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية عددًا من سفاراتها وممثلياتها في الخارج تحسبًا لهجمات انتقامية قد تطال بعثاتها.

ويُظهر تسارع الأحداث أن المواجهة بين إيران وإسرائيل دخلت مرحلة أكثر اتساعًا وخطورة، مع تبادل الضربات المباشرة والتهديدات الصريحة، وسط ترقب دولي لتداعيات محتملة على استقرار الإقليم بأكمله.