في اليوم الـ59 من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت المناطق من خان يونس جنوبًا إلى جباليا شمالًا، موجة جديدة من المجازر الدموية، أودت بحياة أكثر من 114 فلسطينيًا، وفق ما أعلنته مصادر طبية محلية.

وتركّزت الغارات على مدينة خان يونس، حيث سُجلت الحصيلة الأكبر من الشهداء منذ ساعات الفجر، وسط قصف مكثف استهدف منازل مدنيين وأحياء سكنية. إلى ذلك استُشهد الصحفي الفلسطيني حسن سمور، الذي كان يعمل مذيعًا في إذاعة "صوت الأقصى"، في قصف استهدف منزل عائلته.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن اغتيال سمور يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة، محذرًا من أن استمرار استهداف الصحفيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، ويكشف نية واضحة لضرب الرسالة الإعلامية الفلسطينية.

وحمل المكتب الإعلامي، في بيان صحفي، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، شريكة في العدوان من خلال دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل.

وطالب البيان بتحرك عاجل من الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكافة المؤسسات المعنية بحرية الإعلام، لمحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، ووقف ما وصفه بجريمة الإبادة الجماعية المستمرة، مع توفير الحماية الكاملة للصحفيين والإعلاميين العاملين في قطاع غزة.

وكانت إسرائيل قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة في 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. ورغم سريان الاتفاق، فإن قوات الاحتلال واصلت خرق بنوده مرارًا، وفق تأكيدات فلسطينية ودولية.

في الوقت الذي تتوالى فيه التقارير عن مجازر وانتهاكات جسيمة، تتصاعد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل وقف العدوان، وضمان حماية المدنيين والصحفيين، وفتح تحقيقات دولية في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.