أصدرت محكمة في ولاية نيويورك الأمريكية، حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا على المتهم بجريمة الاعتداء الوحشي على الكاتب البريطاني من أصل هندي، سلمان رشدي، وذلك بعد إدانته بارتكاب جريمة الطعن التي وقعت في أغسطس من عام 2022.

وكان الجاني، الشاب اللبناني الأمريكي هادي مطر (27 عامًا)، قد اعتدى على الكاتب العالمي خلال ظهوره في ندوة أدبية بمدينة شتوتسبريغ، شمال ولاية نيويورك، حيث كان من المقرر أن يشارك في مؤتمر يركز على حرية التعبير وحماية الكتّاب. وقد قام مطر بطعن رشدي عدة طعنات بسكين أمام نحو ألف متفرج، ما أثار ذعرًا واسعًا بين الحضور قبل أن يتمكن بعض الأشخاص من السيطرة عليه ومنعه من الاستمرار في الاعتداء.

وتعرض رشدي لإصابات بالغة الخطورة، شملت طعنات في الرقبة والكبد والأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلى تمزق في أعصاب الذراع، مما أدى إلى تعرضه لشلل جزئي، وفقدانه البصر بشكل كامل في عينه اليمنى، فضلًا عن تدهور حالته الصحية العامة التي استلزمت خضوعه لعلاج مكثف على مدى أشهر.

وبعد الحادثة مباشرة، تم تحرير محضر بالواقعة وإبلاغ الجهات الأمنية والقضائية المختصة، التي باشرت على الفور إجراءات التحقيق مع المتهم، الذي تم اعتقاله في مكان الحادث. وقد وجهت إليه المحكمة تهمة الشروع في القتل، وعدة تهم أخرى مرتبطة باستخدام العنف وحيازة السلاح، ليتم الحكم عليه أخيرًا بالسجن لمدة 25 عامًا دون إمكانية الإفراج المشروط قبل انقضاء هذه المدة.

يُذكر أن سلمان رشدي قد تعرض سابقًا لحملات انتقاد واسعة وتهديدات بسبب روايته "آيات شيطانية"، التي صدرت عام 1988 وأثارت ردود فعل غاضبة في بعض الدوائر الإسلامية، وهو ما جعله مستهدفًا على مدار عقود، وظل تحت حماية أمنية مشددة لسنوات طويلة.

ويأتي هذا الحكم كرد فعل قانوني صارم ضد العنف الذي يستهدف الشخصيات الفكرية والأدبية، ويؤكد على أهمية حماية حرية التعبير وحق الكتّاب في العمل دون خوف من الاعتداء أو التهديد.