نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل ترفع دمشق العلم الإسرائيلي قريباً؟.. حقيقة تطبيع سوريا, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 10:25 صباحاً
منذ أن أطاحت رياح ديسمبر بنظام بشار الأسد، لم تهدأ العاصفة السياسية في سوريا، خاصة بعد صعود الرئيس المؤقت أحمد الشرع إلى سدة الحكم، وتصاعد الحديث عن تطبيع محتمل مع إسرائيل، في مشهد بدا صادمًا للبعض، ومثيرًا للتكهنات لدى آخرين.
ترامب يزيل القيود... وبوادر تقارب تظهر
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج في مايو حملت معها قرارًا مفاجئًا برفع العقوبات عن دمشق، بعد لقائه الشرع، مع دعوة واضحة للانفتاح على إسرائيل. بالتزامن، توالت التسريبات عن لقاءات مباشرة بين الجانبين السوري والإسرائيلي، في محاولة لتقليل التوتر على الحدود، وتجنب انفجار عسكري جديد في الجنوب.
لقاءات ومفاوضات... ولكن عبر وسطاء
في باريس، وخلال لقائه الرئيس الفرنسي ماكرون، لم ينكر الشرع أن مفاوضات غير مباشرة تجري مع الجانب الإسرائيلي عبر وسطاء دوليين، في محاولة لاحتواء أي انفلات محتمل في المشهد الإقليمي، خاصة في ظل التوتر في غزة.
تطبيع مع العراقيل: من الجولان إلى المزاج الشعبي
القضية لا تبدو بهذه البساطة. فالماضي الثقيل بين دمشق وتل أبيب، الممتد عبر حروب 1948 و1967 و1973، لا يزال حاضرًا في وجدان السوريين. ومرتفعات الجولان المحتلة منذ 1967 تمثل أكبر معضلة، خاصة بعد أن ضمتها إسرائيل رسميًا في 1981، وتلقت دعمًا أمريكيًا في 2019.
ثلاث معسكرات... والمشهد الشعبي منقسم
أستاذة العلوم السياسية رهف الدغلي تقسم المزاج السوري تجاه التطبيع إلى ثلاثة تيارات: الأول يرى السلام خطوة ضرورية لإنهاء المعاناة، والثاني يرفض التوقيع دون تفويض شعبي، والثالث يرفض التطبيع بشكل قاطع، خاصة في ظل مشاركة فصائل مسلحة موالية لإسرائيل أو معادية لإيران.
استطلاع رأي: مؤيدون رغم الصدمة
استطلاع لمركز "مدى" في أبريل كشف أن 46.35% من السوريين لا يؤيدون التطبيع، بينما أيده نحو 40%، وهي نسبة يعتبرها القائمون على الدراسة "عالية" مقارنة بالمواقف السورية التقليدية. لكن نحو 60% أبدوا رفضهم لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية.
موقف الأكاديميين: الجولان هو العقدة الأكبر
الدكتور كمال العبدو من جامعة الشمال يعتبر أن أي مفاوضات سلام لن تحظى بمصداقية أو دعم شعبي دون حل شامل لقضية الجولان المحتل، خاصة أنه يمثل رمزًا للسيادة السورية، ونقطة حساسة في أي اتفاق مع إسرائيل.
من حافظ إلى الشرع: الطريق الطويل نحو التسوية
في تسعينيات القرن الماضي، كاد حافظ الأسد أن يدخل قاطرة التطبيع ضمن اتفاقات أوسلو، بدعم أمريكي، بعد مشاركته في التحالف ضد العراق. لكن اغتيال رابين أفشل مسار التفاهم، وفشلت لاحقًا جولات التفاوض مع ابنه بشار.
التطبيع بين الواقعية والرفض القومي
رغم تغير المواقف الإقليمية، لا يزال حزب البعث السوري يحتفظ بخطابه الرافض لإسرائيل. وفي الداخل، لا تزال فئات عديدة ترى أن أي اتفاق سلام يضرب جوهر القضية الفلسطينية، ويخالف إرث الصراع القومي الممتد.
الحرب في غزة: عامل جديد في المعادلة
الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، وردود الفعل الإسرائيلية، فجّرت الموقف الشعبي من جديد، مع خروج مظاهرات في دمشق تندد بالحرب، وتعيد الجدل حول الموقف السوري من إسرائيل والتطبيع معها.
الأقليات: بين الأمل والمخاوف
في ظل الحديث عن تعاون فصائل مسلحة مع إسرائيل، تبدي بعض الأقليات السورية خشيتها من عمليات انتقامية، إذا ما مضت الحكومة الانتقالية نحو اتفاق سلام، خاصة مع تصاعد نبرة الرفض المسلح للتطبيع.
إسرائيل تقرأ المشهد... وتنتظر الخطوة التالية
بحسب مصادر دولية، فإن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى تسوية جزئية مع سوريا الجديدة، إذا ما تم ضمان الأمن على حدود الجولان، وإيجاد ترتيبات تحول دون سيطرة قوى معادية في الجنوب السوري.
هل يحمل الشرع مفاجأة؟
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل سيكون أحمد الشرع أول رئيس سوري يوقع اتفاقًا مع إسرائيل؟ وهل يمنحه الظرف الانتقالي مساحة للمناورة أم يدفعه إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر في بلد لا يزال جريحًا؟
الخلاصة: سلام مؤجل أم تصعيد مؤكد؟
رغم الأجواء المشجعة لبعض العواصم الغربية، واللقاءات غير المعلنة، فإن تطبيع سوريا مع إسرائيل يظل محفوفًا بعقبات داخلية وخارجية، من الجولان إلى غزّة، ومن معسكرات الرفض إلى الشارع المنقسم.
وفي النهاية، يبقى المشهد السوري مفتوحًا على كل الاحتمالات.
0 تعليق