في لحظة بدت وكأنها تصعيد سياسي يسبق عاصفة، خرج وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث برسالة حادة مباشرة إلى إيران، واضعًا خطوطًا حمراء لا تحتمل التأويل. رغم الأجواء الدبلوماسية المتوترة، التي تشهد محاولات متكررة لإحياء الاتفاق النووي، جاءت تهديدات هيجسيث بمثابة مؤشر واضح على أن واشنطن لا ترى في الحوار مبررًا لتجاهل ما تصفه بـ"الدعم الإيراني الخطير" للحوثيين في اليمن.

تحذير عسكري صريح من وزير الدفاع الأمريكي

أطلق وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، تحذيرًا علنيًا لإيران من خلال منشور على صفحته الرسمية في موقع "إكس"، قال فيه: "رسالة إلى إيران: نرى دعمكم الفتاك للحوثيين. نعرف جيدًا ما تفعلونه، أنتم تدركون تمامًا قدرات الجيش الأمريكي، وقد تم تحذيركم. ستدفعون الثمن في الوقت والمكان اللذين نختارهما".

التحذير لم يكن مجرد تصريح عابر، بل بدا كبيان استراتيجي يحمل في طياته تهديدًا مباشرا بتصعيد عسكري محتمل.

واشنطن تُلوح بالعصا رغم التفاوض

اللافت أن هذا التحذير الحاد جاء في وقت تجري فيه الولايات المتحدة محادثات غير مباشرة مع إيران، بوساطة سلطنة عمان، من أجل التوصل إلى تسوية تقضي بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها عليها واشنطن في السنوات الأخيرة. وقد عُقدت حتى الآن ثلاث جولات تفاوضية لم تصل إلى اتفاق نهائي.

ترامب يُعيد التهديد ويُذكّر بالمسؤولية

في موقف داعم لتحذيرات وزير دفاعه، أعاد هيجسيث نشر رسالة قديمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سبق وأن نشرها في مارس الماضي على منصة "تروث سوشيال"، أكد فيها أن إيران ستكون مسؤولة عن أي اعتداءات تُنفذها جماعة الحوثي في المنطقة، معتبرًا أن الدعم الإيراني يشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية وللاستقرار الإقليمي.

الخليج بين نارين: دبلوماسية ومواجهة

مع استمرار المواجهات بين الحوثيين والتحالف العربي، وتزايد الحديث عن الدور الإيراني في تسليحهم وتوجيههم، تبدو منطقة الخليج وكأنها تسير على حافة الهاوية. فبين مفاوضات نووية متعثرة، وتصريحات أمريكية نارية، يظهر أن العلاقة بين طهران وواشنطن تمر بأدق مراحلها، وأن أي خطأ في الحسابات قد يشعل صراعًا واسعًا في المنطقة.