مدارس خاصة تحذر من جهاز «الطاقة عبر الاستنشاق»

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدارس خاصة تحذر من جهاز «الطاقة عبر الاستنشاق», اليوم السبت 24 مايو 2025 11:25 مساءً

حذرت مدارس خاصة في الدولة من منتج جديد يروج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويقدم على أنه مستخلص طبيعي بنكهة النعناع، «يمنح طاقة إضافية وتركيزاً عالياً»، مؤكدة أنه غير مناسب للأطفال، ويثير القلق من حيث طريقة الاستخدام والمكونات والتأثيرات المحتملة، خصوصاً لطلبة المرحلة الابتدائية.

وأكدت إدارة إحدى المدارس الابتدائية في تعميم وزع على أولياء الأمور، أن «بعض الطلاب بدأوا يتحدثون عن المنتج أخيراً، ويتداولون الأخبار عن فاعليته»، مشيرة إلى أن الترويج له يتم على نطاق واسع عبر الإنترنت وبطريقة تستهدف اليافعين، من دون وجود رقابة واضحة على المحتوى للتأكد من مدى ملاءمته لهذه الفئة العمرية.

وأفادت إدارة مدرسة بأن «المعلومات المتداولة حول المنتج أثارت قلق الكادر التعليمي، لما قد يحمله من تبعات صحية ونفسية على الطلبة»، مضيفة أنه «من المهم أن نكون جميعاً على دراية بالاتجاهات والمستجدات المنتشرة على الإنترنت، ومواصلة الحوار مع أبنائنا حول الموضوعات التي تناقش بينهم».

وشدد التعميم على أن «المنتج يعتبر محظوراً داخل المدرسة، ولا يسمح بتداوله أو استخدامه تحت أي ظرف»، داعياً أولياء الأمور إلى التحقق من محتويات المشتريات التي يجلبها أبناؤهم، ومراجعة التطبيقات والمواقع التي يتفاعلون معها إلكترونياً.

وأجرت «الإمارات اليوم» بحثاً حول توافر هذا النوع من الأجهزة في الأسواق الإلكترونية المحلية، وتبين أنه غير متاح على المنصات المحلية (مثل «نون» و«أمازون الإمارات»)، في حين تم رصده في بعض الأسواق الإلكترونية العالمية، حيث يعرض بأسعار منخفضة تبدأ من ستة دراهم تقريباً.

وحذر استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، من هذا النوع من المنتجات التي تعتمد على الاستنشاق عبر الأنف، موضحاً أن «هذه الأجهزة ظهرت خلال العامين الماضيين، وتسوَّق بشكل كبير بين الأطفال واليافعين، خصوصاً في الأسواق الرقمية».

وأشار إلى أن «المنتج يروج على أنه يمنح طاقة ونشاطاً ذهنياً فورياً قبل المدرسة، إلا أن تركيبته لم تخضع لدراسات علمية موثوقة، ولا أدلة كافية على فاعليته»، محذراً من أن «الاستنشاق المتكرر قد يتسبب في تلف بطانة الأنف لدى الأطفال، ويؤدي إلى التهابات ومضاعفات صحية متكررة».

ولفت إلى أن «هذا النوع من السلوك قد ينمّي عادات استنشاق غير صحية على المدى الطويل، ما قد يمهد مستقبلاً لاستخدام مواد ضارة أو غير مرخصة تحت غطاء النشاط والتركيز»، مشدداً على أهمية الرقابة الأسرية وتوعية الأبناء بمخاطر هذه المواد.

وأكدت استشاري طب الطوارئ والعناية المركزة، الدكتورة عائشة مصبح المعمري، أن «لجوء الطلبة إلى مثل هذه الأجهزة بهدف تحقيق نشاط فوري يُعد سلوكاً غير مجدٍ، وقد يترتب عليه أضرار صحية على المدى البعيد»، مشددة على أن «الحل الأمثل يكمن في تبني عادات صحية مدروسة تعزز الأداء الدراسي، خصوصاً خلال فترات الامتحانات».

وأوضحت أن «تعزيز تركيز الطلبة وتحسين أدائهم الذهني يبدأ من الالتزام بثلاثة محاور أساسية: التغذية السليمة، والمداومة على النشاط البدني، والحصول على قسط كافٍ من النوم»، مؤكدة أن «هذه العوامل مجتمعة تشكل الأساس لبناء نمط حياة متوازن وصحي ومستدام».

وأوضحت أن «تناول وجبة إفطار متوازنة في بداية اليوم يسهم في تحسين التركيز والذاكرة، ويقلل من التشتت الذهني»، لافتة إلى أهمية الأطعمة الغنية بالبروتينات، والألياف، والفيتامينات مثل البيض، والمكسرات، والخضراوات في دعم النمو العقلي والجسدي.

وأضافت المعمري أن تخصيص 10 إلى 15 دقيقة يومياً لممارسة النشاط البدني، كالمشي أو اللعب النشط، يعزز تدفق الدم إلى الدماغ، ويحسن الوظائف الإدراكية والمزاج العام وجودة النوم، مشددة على ضرورة النوم لمدة تراوح من 8 إلى 10 ساعات يومياً، لدوره الأساسي في تعزيز قدرة الطالب على الاستيعاب والتذكر.

ولفتت إلى أهمية دور الأسرة في توفير الدعم النفسي والاجتماعي، من خلال قضاء الوقت مع الأبناء ومشاركتهم الهوايات، الأمر الذي يسهم في تخفيف التوتر وتعزيز التواصل وتحسين الأداء الأكاديمي، مشيرة إلى أن دمج هذه العادات في الروتين اليومي يسهم في بناء نمط حياة متوازن ومستدام لمستقبل صحي.

وأكدت المستشارة الأسرية والتربوية، عائشة علي البيرق، أن ترويج الأجهزة عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تيك توك»، بات يستهدف فئة اليافعين بأساليب جذابة، مضيفة أن «المحتوى الإعلاني الجديد يظهر المنتج كمصدر سريع للطاقة والتركيز، دون الإشارة إلى تحذيرات طبية أو ضوابط عمرية، ما يُثير القلق حول الأثر السلوكي والنفسي لهذه المواد على الطلبة».

وأشارت إلى أن مرحلة المراهقة تعد من أكثر المراحل حساسية، إذ يتسم المراهق بحب التجربة والرغبة في تقليد ما يراه، سواء عبر الإنترنت أو من المحيطين به، ما يجعل الرقابة الأبوية عاملاً حاسماً في التوعية والوقاية، وليس المنع فقط.

وأوضحت البيرق أن «غياب المتابعة الأسرية الفعلية لمحتوى المنصات الرقمية، وعدم الحوار مع الأبناء حول ما يشاهدونه، قد يؤدي إلى انخراطهم في سلوكيات سلبية دون وعي بالعواقب»، لافتة إلى أن «بعض الأسر تكتفي بأسلوب العقاب دون تقديم التفسير أو التوعية».

وأكدت أن «بناء الوعي الداخلي لدى الطفل والمراهق، وتوفير بيئة أسرية حوارية قائمة على الفهم والثقة، يُعزّزان مناعته النفسية ويُقللان من انجراره خلف أي سلوكيات قد تؤثر سلباً في صحته وسلوكه».

كما أكدت أن المجتمع المدرسي بدوره يواجه صعوبة في رصد هذه السلوكيات، فبعض الطلبة يتعمدون إخفاءها عن المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين، ما يسمح بانتشارها بصمت داخل الأوساط الطلابية، مضيفة أن اختلاف المرجعيات الفكرية بين الطلبة داخل المدرسة يجعل بعضهم يبرر أو يشجع على تجربة هذه المنتجات.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق