نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إقبال غير مسبوق.. أكثر من 300 ألف طلب حتى الآن للمشاركة في المشروع السعودي الضخم «على خُطاه» لمحاكاة هجرة النبي, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 02:28 صباحاً
300 ألف طلب مؤكد حتى الآن، للقيام بتجربة "على خُطاه" التي تحاكي طريق هجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة المنورة، في إشارة واضحة لحجم التفاعل الكبير مع مشروع "درب الهجرة النبوية"، الذي أطلقته المملكة العربية السعودية كأول مبادرة من نوعها لإحياء أبرز محطة في السيرة النبوية، بأسلوب يجمع بين التوثيق التاريخي والتقنية الحديثة والتجربة الحسية العميقة.
وبحسب الجهات المنظمة، فإن التجربة ستفتح رسميًا أمام الزوار في نوفمبر المقبل، ومن المتوقع أن تصل طاقتها الاستيعابية إلى 12 ألف زائر يوميًا، ضمن جدول محكم، وتجهيزات ميدانية وبنية تحتية متطورة، تهدف لجعل الزائر يعيش الرحلة كما عاشها النبي ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه قبل أكثر من 14 قرنًا.
تجربة «على خُطاه».. رحلة في قلب السيرة
تمثل تجربة "على خُطاه" أحد أبرز مكونات مشروع "درب الهجرة النبوية"، حيث تمتد على مدار 9 أيام، ويمكن للزائر أن يؤديها سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل نقل بيئية تراعي خصوصية التجربة مثل الإبل أو عربات كهربائية مخصصة، وتغطي المسافة الكاملة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والبالغة 470 كيلومترًا.
تم تحديد أكثر من 40 موقعًا تاريخيًا ضمن هذا المسار، بناءً على دراسات وبحوث ميدانية دقيقة أجرتها دارة الملك عبد العزيز، بالتعاون مع عدد من الجهات الأكاديمية والتاريخية. وتشمل المواقع محطات شهيرة في رحلة الهجرة، مثل:
غار ثور خيمة أم معبد في وادي قديد منطقة سراقة بن مالك وادي القاحة مسجد قباءوقد تم تجهيز التجربة بالكامل بنظام تفاعلي يُتيح للزائر استيعاب كل محطة عبر مرشدين متخصصين، تقنيات الواقع المعزز، لوحات تعريفية متعددة اللغات، ومراكز استراحة ومبيت ومتاحف صغيرة متنقلة.
انطلاقة رسمية في محيط جبل أحد
شهد المشروع إطلاقًا رسميًا في فعالية كبيرة أُقيمت بجوار جبل أحد، في حضور الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وعدد من المشايخ، والعلماء، وكبار المسؤولين من الجهات ذات الصلة، وعلى رأسهم ممثلون عن هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة ووزارة السياحة ووزارة الحج والعمرة ورنامج جودة الحياة ورنامج خدمة ضيوف الرحمن والهيئة العامة للترفيه وشركة صِلة المطور التنفيذي للمشروع
رؤية 2030: الدين في قلب التنمية
يأتي المشروع في سياق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للسياحة الدينية والثقافية، عبر تطوير التجربة الروحية للحجاج والمعتمرين والزائرين، وتوسيع دائرة المقاصد الدينية التاريخية خارج الحرمين الشريفين.
ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن الطلبات جاءت من دول مثل: ماليزيا، تركيا، باكستان، مصر، إندونيسيا، والمملكة المتحدة، إضافة إلى طلبات من مواطنين داخل السعودية من مختلف الجنسيات الإسلامية المقيمة.
بنية متكاملة وتجهيزات ميدانية
لتنفيذ هذه التجربة الفريدة، أنشأت المملكة:
8 مخيمات مبيت مجهزة بكافة الخدمات
أكثر من 50 محطة استراحة موزعة كل 5 كيلومترات
مراكز إسعاف وأمن ومرشدين دينيين
مطاعم وأسواق تراثية
تطبيق إلكتروني لحجز التجربة وتحديد المواقع والمسارات
كما تعمل الجهات المنظمة على إطلاق "متحف الهجرة النبوية" في نهاية المسار، ليكون ختام الرحلة ومركزًا دائمًا للتوثيق والتعليم.
سياحة الروح والوعي
في ظل الضغوط والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي، تبدو تجربة "على خُطاه" بمثابة محاولة واعية لربط الأجيال الجديدة بالسيرة النبوية بأسلوب معاصر، يمنحهم فهمًا واقعيًا للتضحيات التي قدمها النبي ﷺ لنشر الإسلام، ويعيد صياغة العلاقة بين المسلمين وتاريخهم من منظور وجداني وعلمي في آنٍ واحد.
وتُراهن السعودية على أن تتحول هذه التجربة إلى مقصد سنوي دائم، يُدرّ عوائد اقتصادية، ويُسهم في تشكيل هوية سياحية وروحية متميزة للمملكة.
0 تعليق