كشفت مصادر محلية في مدينة عدن عن انتشار واسع لقوات أمنية ومدرعات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدد من المواقع الحيوية بالمدينة، خاصة في مديرية خور مكسر، وذلك في ظل التحضيرات الجارية لفعالية "مليونية العدالة" التي دعت إليها قبيلة الجعادنة في محافظة أبين، تنديداً بمرور ستة أشهر على اختفاء القائد العسكري المقدم علي عشال الجعدني، دون الكشف عن مصيره حتى اللحظة.

وأوضحت المصادر أن القوات الأمنية قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة العروض في مديرية خور مسكر، والتي كان من المقرر أن تكون مركزاً لانطلاق الفعالية الجماهيرية الكبرى التي دعت لها مشايخ وأبناء قبيلة الجعادنة، ضمن حراك متزايد يطالب بالكشف عن مصير أحد أبرز الشخصيات العسكرية والاجتماعية في الجنوب.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر ميدانية أن موكباً كبيراً لمناصري القبيلة قادماً من محافظة أبين تم إيقافه بشكل قسري في نقطة العلم شرق عدن، ومنع مرافقوه من الوصول إلى ساحة الاحتفال، في خطوة تُعد الأحدث ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى تعطيل أو تقليل زخم المشاركة الجماهيرية في هذه الفعالية.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الإجراءات المشددة تأتي في إطار محاولة جهات نفوذ داخل المجلس الانتقالي الجنوبي، الحد من انعقاد المليونية أو إظهارها بمظهر ضعيف، وهو ما اعتبره ناشطون ومراقبون تجاوزاً جديداً في التعامل مع الغضب الشعبي المتزايد حول ملف الاختفاء القسري وغياب آليات تحقيق العدالة.

ويُذكر أن المقدم علي عشال الجعدني، القيادي البارز في المقاومة الجنوبية، اختفى منذ نحو ستة أشهر بعد اعتقاله من قبل جهات أمنية في عدن، دون أن تصدر أي جهة رسمية بياناً يوضح مصيره، مما أثار استياء واسعاً بين أبناء القبيلة والرأي العام الجنوبي، ودفعهم إلى الدعوة لتنظيم فعالية مليونية تطالب بكشف مصيره ومحاسبة المسؤولين عن اختطافه.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات السياسية والأمنية في المحافظات الجنوبية، حيث تستمر الانتقادات الدولية والمحلية لتجاوزات الأطراف المتنازعة في التعامل مع الملفات الحقوقية والإنسانية.