في عمق مياه البحر المتوسط، تنسج مصر قصة نجاح جديدة عبر حقل ظهر العملاق، حيث يتواصل حفر الآبار وتطوير التقنيات الحديثة لتأمين احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي، وضمان استمرارية الكهرباء، وتعزيز قوة الاقتصاد الوطني.

تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ظهر

تعمل وزارة البترول والثروة المعدنية في مصر على تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ظهر، عبر زيادة الإنتاج من بئر ظهر 6 إلى ما بين 40 و50 مليون قدم مكعب يوميًا خلال شهر يونيو الحالي. 

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تقليل انقطاع التيار الكهربائي وتخفيف الأحمال على الشبكة الكهربائية.

تسارع شركة "إيني" الإيطالية، بالتعاون مع شركة "بتروبل" المصرية، جهودها لإطلاق الإنتاج من البئر الجديد، حيث تسعى لضمان توريد كميات كافية من الغاز لتلبية الطلب المتزايد في قطاعات الكهرباء والصناعة. 

ومن أجل الحفاظ على جودة الإنتاج واستقراره، تقوم الشركة بإجراءات متقدمة لمنع تسرب المياه في الآبار باستخدام تقنيات الحقن والمواد الكيماوية الخاصة.

حوالي 30% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز

ويبلغ إنتاج حقل ظهر حاليًا نحو 1.1 إلى 1.2 مليار قدم مكعبة يوميًا، ما يعادل حوالي 30% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز، مما يجعل الحقل أحد الأعمدة الأساسية في منظومة الطاقة الوطنية.

تعول الحكومة المصرية على استكمال عمليات الحفر والتقييم في حقل ظهر لتوسيع قدرات الإنتاج، حيث نجح الشركاء في حفر 8 آبار جديدة وتقييم 8 أخرى منذ يوليو 2024 وحتى مايو 2025، محققين 5 اكتشافات جديدة خلال هذه الفترة، هذه الإنجازات تفتح آفاقًا واسعة لزيادة إمدادات الغاز وتلبية احتياجات السوق المحلي.

على الرغم من جهود التوسع، شهد الإنتاج المحلي تراجعًا دفع مصر إلى الاستعانة بخطوط أنابيب وشحنات الغاز المسال لتغطية نحو 25 إلى 30% من الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، بكمية تتجاوز 1.6 مليار قدم مكعبة يوميًا.

في خطوة دعم مهمة، فازت الشركة الوطنية المتحدة للخدمات البترولية "NESR" بعقد توريد مواد كيماوية لمنع تسرب المياه في حقل ظهر بقيمة 120 مليون دولار، تعزز بذلك استقرار الإنتاج.

وأكدت الاستثمارات الضخمة التي تجاوزت 39 مليار دولار، منها 13.5 مليارًا خصصت لتطوير حقل ظهر، عزم مصر على توسيع آفاق الإنتاج مستقبلاً، عبر خطط تطويرية متقدمة تعزز مكانة البلاد كقوة إقليمية في مجال الطاقة.