مدير وكالة الطاقة يبلغ مجلس الأمن بالآثار الكارثية للهجمات على المنشآت النووية الايرانية

الإمارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدير وكالة الطاقة يبلغ مجلس الأمن بالآثار الكارثية للهجمات على المنشآت النووية الايرانية, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 10:11 مساءً

حذر رافائيل ماريانو غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية، من الآثار الكارثية التي قد تسببها الهجمات المسلحة على المنشآت النووية الايرانية، والتي أشار إلى أنها قد تؤدي إلى انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة داخل حدود ايران وخارجها، داعيا في هذا الخصوص إلى التقيد بانتهاج أقصى درجات ضبط النفس.

وفي إحاطته التي قدمها اليوم لأعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعهم الطارئ حول تطورات الصراع الدائر، شدد غروسي على ضرورة عدم استهداف المواقع النووية في إيران، لافتا الى أن الهجمات التي تعرضت لها هذه المنشآت حتى الآن تسببت في تدهور حاد في السلامة والأمن النوويين في إيران، على الرغم من أنها لم تُسفر حتى اللحظة عن أي تسرب إشعاعي يؤثر على الجَمهور، محذراً من وقوع مثل هذا الخطر.

وتعهد مدير الوكالة بمواصلة تقديم تحديثات عامة لمجلس الأمن الدول حول التطورات في جميع المواقع النووية الايرانية، وحول عواقبها الصحية والبيئية المحتملة.

وأعلن أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا النزاع الخطير، معرباً عن استعداده للسفر الفوري والتواصل مع جميع الأطراف المعنية، للمساعدة في ضمان حماية المنشآت النووية واستمرار الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وفقًا لولاية الوكالة، بما في ذلك نشر خبراء ومفتشي الوكالة في مجال السلامة والأمن النوويين في إيران، حيثما كان ذلك ضروريًا، داعيا مجلس الأمن الدولي الى دعم تحركه بهذا الصدد.

ولفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب عن كثب الوضع في المواقع النووية الإيرانية منذ أن بدأت إسرائيل هجماتها قبل أسبوع، موضحا أنه وكجزء من مهمتها، تُعد الوكالة بمنزلة المركز العالمي للمعلومات المتعلقة بالسلامة النووية والإشعاعية، ويمكنها الاستجابة لأي حالة طوارئ نووية أو إشعاعية.

واستعرض المسؤول الدولي بعض المعلومات المتاحة حتى الآن للوكالة حول الوضع الحالي في المواقع النووية الإيرانية، مشيرا إلى أن موقع تخصيب "نطنز" الايراني، يحتوي على منشأتين، الأولى هي محطة تخصيب الوقود الرئيسية، كاشفا عن الهجمات الاسرائيلية الأولية بتاريخ 13 يونيو استهدفت البنية التحتية للكهرباء في المنشأة ودمرتها، بما في ذلك محطة كهرباء فرعية، ومبنى إمداد الطاقة الرئيسي، وإمدادات طاقة الطوارئ ومولدات احتياطية.

ولفت الى أنه في اليوم نفسه، يبدو أن قاعة الشلال الرئيسية تعرضت لهجوم باستخدام ذخائر تخترق الأرض.

أما بشأن المنشأة الثانية في نطنز وهي محطة تخصيب الوقود التجريبية وتتألف من قاعات شلال فوق الأرض وتحتها، فأشار غروسي الى أن الهجمات الاسرائيلية دمرت الجزء فوق الأرض وظيفيًا، ووصف الضربات على قاعات الشلال تحت الأرض بالمدمرة للغاية.

وقال إنه رغم أن مستوى النشاط الإشعاعي خارج موقع نطنز ظل دون تغيير وفي مستوياته الطبيعية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة، فإنه حذر من وجود تلوث إشعاعي وكيميائي داخل منشأة نطنز، ومن المحتمل أن تكون نظائر اليورانيوم الموجودة في سادس فلوريد اليورانيوم، وفلوريد اليورانيوم، وفلوريد الهيدروجين منتشرة داخل المنشأة.

وأوضح أن الإشعاع الذي يتكون أساسًا من جسيمات ألفا، يشكل خطرًا كبيرًا في حال استنشاقه أو ابتلاعه، ويمكن إدارة أثارة الخطرة بفاعلية من خلال اتخاذ تدابير وقائية مناسبة، مثل استخدام أجهزة التنفس الصناعي، ويتمثل مصدر القلق الرئيسي داخل المنشأة في السمية الكيميائية.

كما تطرق المسؤول الأممي إلى محطة فوردو وهو موقع التخصيب الرئيسي في إيران لتخصيب اليورانيوم ويحتوي على 60%، مشيرا إلى أن الوكالة ليس لديها حتى الآن أي معلومات تشير وقوع أي أضرار في هذه المحطة.

وحول موقع أصفهان النووي، أشار المسؤول الأممي إلى تضرر أربعة مبانٍ في هذه المنشأة في الهجوم الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي، حيث تضرر المختبر الكيميائي المركزي، ومحطة تحويل اليورانيوم، ومحطة تصنيع وقود المفاعلات في طهران، ومنشأة معالجة معادن اليورانيوم المخصب، التي كانت قيد الإنشاء، مؤكدا في هذا الصدد عدم تبليغ الوكالة بأي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذا الموقع، لافتا الى أنه كما هي الحال في منشأة نطنز، فإن مصدر القلق الرئيسي يكمن في السمية الكيميائية.

وكشف عن تعرض مفاعل خُنداب لأبحاث الماء الثقيل، قيد الإنشاء في أراك، للقصف الاسرائيلي بتاريخ 19 يونيو، وقال "نظرًا لأن المفاعل لم يكن يعمل ولم يكن يحتوي على أي مواد نووية، فلا يُتوقع حدوث أي آثار إشعاعية، كما يُقدر أن محطة إنتاج الماء الثقيل القريبة قد تعرضت للقصف، وبالمثل لا يُتوقع حدوث أي آثار إشعاعية".

وأشار الى تحديث أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 18 يونيو في مركز طهران للأبحاث، مشيرا الى تعرض مبنى واحد في هذه المحطة، من دون أن يترك استهدافها أي تأثير إشعاعي داخليًا أو خارجيا.

وحول محطة بوشهر للطاقة النووية، حذر المسؤول الأممي من استهداف هذا الموقع النووي الرئيسي في إيران، لافتا الى أن أي هجوم عليه ستكون عواقبه أشد وطأة، لا سيما أنها محطة طاقة نووية عاملة، وتستضيف آلاف الكيلوغرامات من المواد النووية الخطرة.

وقال إنه في حال وقوع هجوم على محطة بوشهر للطاقة النووية، قد تؤدي ضربة مباشرة إلى انبعاث كميات كبيرة جدًا من الإشعاع في البيئة، وبالمثل، فإن ضربة تُعطل الخطين الوحيدين اللذين يُغذيان المحطة بالطاقة الكهربائية قد تُسبب ذوبان قلب المفاعل، مما قد يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الإشعاع في البيئة.

ولفت إلى أنه في أسوأ الأحوال، يتطلب كلا السيناريوهين اتخاذ إجراءات وقائية، مثل إجلاء السكان وإيوائهم أو الحاجة إلى تناول اليود المستقر، مع امتداد نطاق التأثير إلى مسافات تتراوح بين بضع مئات إلى مئات الكيلومترات.

وحذر من أن أي إجراء ضد مفاعل طهران للأبحاث النووية قد تكون له عواقب وخيمة، ربما على مناطق واسعة من مدينة إيران وسكانها، موضحا أنه وفي مثل هذه الحالة، سيلزم اتخاذ إجراءات وقائية.

وقال إن الوكالة موجودة وستظل موجودة في إيران، وستستأنف عمليات التفتيش هناك، وفقًا لالتزامات إيران بالضمانات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، مشدداً في هذا الصدد على أهمية احترام أمن وسلامة مفتشي الوكالة العاملين على الأرض.

وأكد أنه واستنادًا إلى نتائج عمليات التفتيش التي أُجرتها الوكالة في المنشآت النووية الايرانية ذات الصلة منذ ذلك الحين، لا تزال مخزونات اليورانيوم الإيرانية خاضعة للضمانات وفقًا لاتفاقية الضمانات الشاملة لإيران، مشيرا الى أن هناك أكثر من 400 كيلوغرام من هذا المخزون هو يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 60% من اليورانيوم-235.

وشدد على ضروري أن تستأنف الوكالة عمليات التفتيش في أقرب وقت ممكن لتقديم ضمانات موثوقة بأنه لم يتم تحويل أيٍّ من هذا المخزون، مشيرا الى أن وجود ودعم وتحليل وتفتيش الخبراء الفنيين أمر بالغ الأهمية للتخفيف من حدة المخاطر على السلامة والأمن النوويين.

واختتم المسؤول الدولي إحاطته أمام جلسة مجلس الأمن الطارئة، بالتأكيد على أهمية الدعم المستمر للمجتمع الدولي للدور الذي تقوم به الوكالة في هذا الوقت العصيب بالذات، مشدد في هذا الصدد على أن الحل الدبلوماسي لهذه المسألة في المتناول إذا توافرت الإرادة السياسية اللازمة.  

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق