ترامب يهدد برد أعنف.. وإيران تستعد لـ"حرب طويلة"

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يهدد برد أعنف.. وإيران تستعد لـ"حرب طويلة", اليوم الأحد 22 يونيو 2025 03:26 مساءً

مع تسارع وتيرة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، بدأ المشهد الإقليمي ينزلق إلى ما وصفه البعض بـ"حافة الهاوية"، لا سيما بعد الضربات الجوية التي نفذتها واشنطن على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض. وجاء تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليرفع منسوب التوتر، إذ توعد بأن "أي رد من إيران سيقابل بقوة تفوق بكثير ما شهدتموه الليلة"، في تهديد مباشر يشير إلى أن ما جرى قد يكون مجرد بداية.

وجاء تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليرفع منسوب التوتر، إذ توعد بأن "أي رد من إيران سيقابل بقوة تفوق بكثير ما شهدتموه الليلة"، في تهديد مباشر يشير إلى أن ما جرى قد يكون مجرد بداية.

وفي قراءة أولية لما حدث، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ناجي ملاعب أن حجم الضربة كان بالغ الدقة والتأثير، كاشفاً في حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن "ثماني قاذفات استراتيجية شاركت في العملية انطلاقاً من قاعدة دييغو غارسيا"، وهو ما يعكس – بحسب ملاعب – "النية الأميركية في إنهاء قدرات إيران النووية، أو على الأقل شلّها لفترة طويلة".

الأهداف النووية تحت الأرض

وأشار ملاعب إلى أن الضربة الأميركية طالت منشآت كانت تُعتبر عصية على التدمير، خصوصاً تلك الواقعة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو. ويعتقد أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وأجهزة الطرد المركزي تحديداً، ستكون لها تبعات طويلة الأمد على برنامج إيران النووي"، مضيفاً: "إسرائيل كانت تضرب المنشآت فوق الأرض، أما اليوم، فأميركا تضربها تحت الأرض (...) وهذا تطور خطير".

هذا التطور يضع إيران أمام خيارين، وفق تعبيره: "إما الرد الفوري، أو الدخول في مرحلة انكفاء تكتيكي بانتظار ظروف أفضل". غير أن المؤشرات القادمة من طهران توحي بأن الرد قد لا يتأخر.

السلام الأميركي "سلام المتفجرات"

من الجانب الإيراني أو المقرّب منه، جاء الرد الإعلامي والسياسي لافتاً من مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، الذي قلل من مصداقية تصريحات ترامب حول "فتح باب للسلام"، قائلاً: "السلام الذي يدّعيه الرئيس ترامب غير حقيقي، هو سلام المتفجرات".

وفي حديثه إلى سكاي نيوز عربية، استعرض غروي سجلاً من الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، مشيراً إلى أن "إسرائيل اخترقت الأجواء اللبنانية أكثر من 3500 مرة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن".

وأضاف: "هذا الأميركي هو نفسه من خدع لبنان في السابق، وهو نفسه من يقصف اليوم المستشفيات والمنشآت بأطنان المتفجرات"، في إشارة إلى التناقض بين الدعوة للسلام والسياسة الفعلية التي تمارسها واشنطن.

ويذهب غروي أبعد من ذلك حين يلمّح إلى أن إيران "باتت جاهزة لحرب طويلة"، قائلاً: "الاقتصاد في استخدام الصواريخ مؤخراً يؤشر إلى أن الإيرانيين يعدّون العدة لحرب استنزاف طويلة، تبدأ بالتدريج، وتستهدف المصالح الأميركية في المنطقة بشكل متصاعد". كما شدد على أن الرد الإيراني بات "واجباً وطنياً" في ظل وعود النظام لشعبه بـ"الثأر والكرامة".

القرار الأميركي مدروس ويرتبط بالصين

من جهة مقابلة، قدّم الخبير في السياسة الخارجية الأميركية هارلي ليبمان رؤية تحليلية توضح الخلفيات الأوسع للقرار الأميركي. واعتبر أن واشنطن لم تتخذ قرار قصف إيران فجأة، بل هو "جزء من خطة مدروسة منذ وقت طويل"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تمتلك استخبارات قوية وقدرات عسكرية عالية، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة".

واعتبر ليبمان أن الضربة الأميركية لها أبعاد تتجاوز إيران، وتصل إلى المنافسة الجيوسياسية مع الصين، قائلاً: "الصين تعتمد بنسبة 90 بالمئة على النفط الإيراني. استهداف البنية التحتية للطاقة في إيران سيضعف قدرة طهران على تمويل حلفائها، وسيؤثر سلباً على الاقتصاد الصيني في نهاية المطاف".

ولفت إلى أن إيران تمتلك قدرات عسكرية أكبر مما يُعتقد، محذراً من صعوبة التكهن بمسار الحرب: "كما في أوكرانيا، يصعب التنبؤ بمصير الحروب. لكن الولايات المتحدة مستعدة لكل السيناريوهات، ولديها خطط مضادة لأي رد إيراني، سواء باستهداف منشآت الطاقة أو البنية التحتية بالكامل".

توازن الردع

ما بين تحذيرات ترامب وتأكيدات طهران على الرد، يبدو أن منطق "الردع" هو الحاكم الفعلي للمشهد، لكن حدود هذا الردع باتت موضع شك. فبحسب محمد غروي، "لم يعد أمام إيران وشعوب المنطقة إلا الدفاع بالنار"، في حين يؤكد ملاعب أن "الضربة الأميركية أحدثت شللاً كبيراً في القدرة الإيرانية على تخصيب اليورانيوم"، ما قد يجرّ إيران إلى خيارات غير محسوبة.

أما ليبمان، فيرى أن الولايات المتحدة تراهن على "كبح الطموحات الإيرانية عبر القوة، وتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب الصين، دون الانزلاق إلى حرب شاملة". لكن هذه المقاربة تحمل مجازفة كبيرة، إذ أن استمرار التصعيد قد يخرج عن السيطرة، خصوصاً مع دخول أطراف أخرى على خط النار، كحزب الله أو الميليشيات الموالية لطهران في سوريا والعراق.

الشرق الأوسط على صفيح ساخن

في السياق الأوسع، تعكس التطورات الأخيرة مرحلة جديدة من المواجهة في الشرق الأوسط، عنوانها "لا خطوط حمراء". فقد باتت المنشآت النووية هدفاً مباشراً، وتم تجاوز قواعد الاشتباك القديمة، ما يفتح الباب على احتمال اتساع رقعة النزاع ليشمل دولاً أخرى في الإقليم.

وإذا ما نفذت إيران تهديداتها بردّ "بالحديد والنار"، كما قال غروي، فإن واشنطن لن تتوانى عن استخدام ترسانتها الكاملة، بما فيها ضرب قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما يؤكده ليبمان بقوله: "أميركا قادرة على شلّ الاقتصاد الإيراني بالكامل إن تعرضت قواتها للهجوم".

لحظة اختبار 

الشرق الأوسط اليوم يقف عند مفترق طرق حاسم. فإما العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة يفرضها منطق القوة، كما يلوّح ترامب، أو الدخول في نفق "الحرب الطويلة" التي يحذر منها الإيرانيون.

وفي ظل التوتر المتصاعد، تظل الاحتمالات مفتوحة على كافة السيناريوهات: من تصعيد واسع النطاق قد يطال إسرائيل ودول الخليج، إلى عمليات انتقام محدودة تكتيكياً لكنها رمزية سياسيا.

القرار الآن في يد إيران، لكن الرسالة الأميركية كانت واضحة: أي هجوم سيقابله رد أعنف. وفي هذه المعادلة، لا يبدو أن أحداً مستعد للتراجع، ما يجعل الأيام المقبلة اختباراً صعباً لميزان القوى، وقدرة الأطراف على التحكم في كرة النار قبل أن تتحول إلى بركان لا يمكن احتواؤه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق