نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر تستثمر 13.6 مليون متر مكعب يوميًا عبر محطات غاز روسية لتعزيز موقعها الإقليمي في الطاقة, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 04:11 صباحاً
في زمن تتشابك فيه خيوط الطاقة العالمية بين التحديات والفرص، تبرز مصر كلوحة فنية جديدة على مسرح الغاز الطبيعي، حيث تتلاقى الطموحات الروسية والمصرية في تحالف استراتيجي يعيد رسم خريطة النفوذ في البحر المتوسط وأفريقيا.
ارتفاع الطلب المحلي وتراجع إنتاج الحقول المحلية
تسير روسيا بثبات نحو الجنوب، مستغلة مصر كبوابة استراتيجية ليس فقط لتصريف فائض الغاز المسال، بل لتعزيز موقعها الجيوسياسي في البحر المتوسط والقارة الأفريقية، وتواجه مصر تحديات حقيقية في قطاع الطاقة، خاصة مع ارتفاع الطلب المحلي وتراجع إنتاج الحقول المحلية، مما اضطرها إلى استئناف استيراد الغاز للمرة الأولى منذ سنوات.
مفاوضات مكثفة خلال مايو 2025
في ضوء هذه المعطيات، اتجهت القاهرة نحو شراكة مع روسيا لإقامة محطات للغاز الطبيعي المسال على أراضيها، مشروع يحمل في طياته فرصًا كبيرة لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وجاءت هذه الخطوة في ظل مفاوضات مكثفة خلال مايو 2025، وتعكس رغبة موسكو في توسيع نفوذها عبر تطوير البنية التحتية وتوفير الغاز للأسواق الأفريقية والعالمية.
شراكة مع روسيا لإقامة محطات للغاز الطبيعي المسال
من جهة أخرى، تواجه مصر عدة قيود تقنية واقتصادية تحد من قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي، ما يجعل الشراكة مع روسيا ذات أهمية كبيرة لتحديث بنيتها التحتية وزيادة كفاءة استيعاب الغاز المسال، وقد وصلت بالفعل وحدات تخزين وتحويل عائمة لتعزيز القدرة الاستيرادية والتشغيلية في موانئ مثل الإسكندرية.
تحالف استراتيجي يعيد تشكيل موازين الطاقة في المنطقة
يمثل هذا المشروع الروسي-المصري مثالًا على تحالف استراتيجي يعيد تشكيل موازين الطاقة في المنطقة، في وقت تبحث فيه أوروبا وآسيا عن مصادر آمنة وبديلة للغاز، وتضع مصر في قلب هذا التنافس الدولي، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية في قطاع الغاز.
يمثل التعاون المصري الروسي في مجال الغاز الطبيعي المسال نقطة تحوّل استراتيجية على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.
مع قدرة يومية تصل إلى 13.6 مليون متر مكعب، تسعى مصر لتعزيز أمنها الطاقي وتلبية الطلب المحلي المتزايد، بينما توسع نفوذها الإقليمي كمركز إقليمي لتداول الطاقة، رغم التحديات التقنية والاقتصادية التي تواجهها، يفتح المشروع آفاقًا واسعة للاستثمار والتنمية، ويؤكد أهمية الشراكات الدولية في مواجهة تقلبات السوق العالمية.
يبقى المستقبل مرتبطًا بمدى قدرة القاهرة على استثمار هذه الفرصة لتحويل نفسها إلى لاعب رئيسي في سوق الغاز الطبيعي العالمي.
0 تعليق