نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرد الروسي على ضرب إيران.. دبلوماسية على صفيح ساخن, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 10:06 صباحاً
استنكرت روسيا بشدة الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، معتبرة أنها "تصعيد خطير يعرض الاستقرار الإقليمي للخطر"، ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى إنهاء الأعمال العدائية، والعودة إلى المسار السياسي والدبلوماسي.
وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، قال الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف من موسكو إن "روسيا لن تتدخل عسكرياً إلى جانب إيران، لكنها ستواصل تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي، وستكثف تنسيقها مع دول حليفة في الملف النووي".
وحذر سيدروف من تداعيات الضربة الأميركية على العلاقات الروسية الأميركية، قائلا: "بدأت تظهر مؤشرات على تطبيع محتمل بين موسكو وواشنطن، لكن هذه الضربة نسفت أي تقدم كان يمكن أن يتحقق"، لافتًا إلى أن التحرك الأميركي "قد يضر أيضًا بالملف الأوكراني، من خلال تحويل الدعم العسكري الغربي من كييف إلى إسرائيل".
هجمات إيرانية بـ"صواريخ خيبر" واستنفار في إسرائيل
أعلنت إيران تنفيذ الموجة العشرين من عملية "الوعد الصادق 3"، مستخدمة للمرة الأولى صواريخ "خيبر" بعيدة المدى. واستهدفت الضربات، بحسب طهران، مواقع حساسة في إسرائيل، بينها مراكز أبحاث بيولوجية ومواقع لوجستية وعسكرية.
وقال مراسل "سكاي نيوز عربية"، فراس لطفي، إن الهجوم الإيراني الأخير كان "الأعنف منذ بداية التصعيد، وأدى إلى دمار واسع في مناطق جنوب تل أبيب"، مشيرًا إلى أن "الصواريخ أصابت نحو 10 مواقع حساسة، بعضها في محيط حيفا وتل أبيب، وأسفرت عن إصابة 15 شخصاً على الأقل، بينهم حالات خطرة".
وأكد لطفي أن "الجيش الإسرائيلي لا يزال ينسق بشكل مكثف مع الجانب الأميركي، وأن حالة الطوارئ مستمرة، مع تعليمات صارمة للمواطنين بالبقاء في المنازل، وسط مخاوف من موجات قصف إضافية".
إسرائيل ترد بغارات واسعة واستهداف للبنية التحتية
في المقابل، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على أهداف عسكرية في إيران، استهدفت مطارات ومنصات صواريخ ومقاتلات في غرب البلاد.
وقال الجيش إنه دمر 8 منصات صاروخية، بينها 6 كانت جاهزة للإطلاق، كما استهدف طائرتين مقاتلتين في مطار دزفول، ومواقع في مطار أصفهان.
وفي مداخلة من القدس، قال نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية"، إن "الضربة الأميركية نُفذت بتنسيق مباشر مع إسرائيل، والجيش الإسرائيلي كان على اطلاع لحظة بلحظة داخل غرفة عمليات مشتركة مع الأميركيين".
وأكد كناعنة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يعتبر الضربة نهاية المواجهة، بل بداية لتورط أميركي أوسع في الصراع مع إيران"، مشيرًا إلى أن نتنياهو "سيسعى إلى البناء على هذه الضربة، لإقناع إدارة ترامب بمزيد من الضغط العسكري والسياسي على طهران".
وأضاف: "بالنسبة لنتنياهو، كل تصعيد إضافي هو ذريعة لزيادة الضغط، سواء لإجبار إيران على التفاوض بشروط مشددة أو لاستمرار الهجوم بهدف إضعافها بالكامل".
موسكو تلوح بأفكار سياسية لكنها تستبعد وساطة مباشرة
ورداً على سؤال حول إمكانية أن تلعب موسكو دوراً وسيطًا في التهدئة، قال سيدروف إن "الرئيس فلاديمير بوتين لا يطرح وساطة رسمية، بل يقدّم أفكارًا لتخفيف التصعيد"، لكنه أقرّ بأن "فرص قبول هذه المقترحات من قبل طهران أو تل أبيب تبقى محدودة".
وشدد سيدروف على أن روسيا "تتحرك بدافع من مصالحها الاستراتيجية، وليس بدافع الدفاع عن طرف ضد آخر"، مضيفًا: "أي تصعيد إضافي في الشرق الأوسط سيضر بمساعي روسيا لتحسين علاقاتها مع واشنطن، وسينعكس سلباً على التوازنات الدولية".
نتنياهو يستثمر سياسيا.. وإسرائيل تراقب الرد الإيراني بحذر
قال نضال كناعنة إن نتنياهو "يعتبر الضربة الأميركية ورقة سياسية مهمة"، وأضاف: "ليس هدفه فقط وقف البرنامج النووي الإيراني، بل جلب إدارة ترامب إلى معركة شاملة، أو على الأقل إلى مرحلة ضغط أقسى تُجبر طهران على التراجع".
وأشار إلى أن "نتنياهو يرى في أي هجوم إيراني ذريعة لتعميق التدخل الأميركي"، محذّرًا من أن "إسرائيل قد تدفع ثمن هذا التورط إذا خرجت الأمور عن السيطرة".
تشير التطورات إلى أن المنطقة أمام مرحلة شديدة الحساسية، حيث التصعيد بين إسرائيل وإيران بلغ مستويات غير مسبوقة، وسط مشاركة مباشرة من واشنطن، وتورّط إقليمي محتمل.
وفي وقت لا تزال فيه أبواب التهدئة مفتوحة نظريًا، إلا أن الواقع الميداني وسقوط عشرات الصواريخ ينذر بأن "بوابة الحل" قد تتحول سريعًا إلى "بوابة الحرب"، إذا لم تتدخل القوى الكبرى بجدية لوقف الانحدار نحو مواجهة مفتوحة.
0 تعليق