نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«بيونج يانج لاعب الظل».. هل تتدخل كوريا الشمالية في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 11:33 صباحاً
أظهرت كوريا الشمالية موقفاً حاداً تجاه إسرائيل في أعقاب الهجمات الأخيرة على إيران، حيث وصفت بيونج يانج في بيان رسمي صادر عن وزارة خارجيتها إسرائيل بأنها "كيان سرطاني" مدعوم من الغرب ومسؤول رئيسي عن تدمير السلام العالمي.
وجاءت هذه الإدانة بعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، التي اعتبرتها كوريا الشمالية انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وجريمة ضد الإنسانية، مؤكدة أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط هو نتيجة حتمية لـ"البطش المتهور" لإسرائيل.
جذور الصراع.. من حرب أكتوبر إلى التحالف الإيراني
يعود العداء بين كوريا الشمالية وإسرائيل إلى عقود طويلة، حيث شاركت بيونج يانج بشكل مباشر في الصراع العربي-الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973، أرسلت حينها 20 طياراً و19 خبيراً عسكرياً لدعم الجيش المصري ضد إسرائيل، ما وضعها في مواجهة غير مباشرة مع تل أبيب.
وتطور هذا العداء لاحقاً إلى دعم بالوكالة من خلال تزويد إيران وسوريا وحزب الله بالتكنولوجيا الصاروخية والنووية، ففي عام 2007، كشفت الاستخبارات الإسرائيلية عن تعاون كوري شمالي لبناء مفاعل نووي سوري على غرار نموذج "يونجبيون"، وهو ما مثل تهديداً وجودياً لإسرائيل.
تحالف كوري-إيراني في مواجهة الازدواجية الغربية
يرتكز الدعم الكوري الشمالي لإيران على ركيزتين أساسيتين: الأولى هي التجربة النووية المشتركة، حيث ترى بيونج يانج أن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية تذكرها بتهديدات الولايات المتحدة التاريخية ضد برنامجها النووي.
والثانية هي رفض المعايير المزدوجة للغرب، خاصة فيما يتعلق بالترسانة النووية الإسرائيلية غير الخاضعة للمحاسبة الدولية، فيما عبرت الخارجية الكورية عن تضامنها الصريح مع إيران بعد الهجمات الأخيرة، محذرة من أن هذه الضربات "تنذر بحرب شاملة" في المنطقة.
احتمالية التدخل بين القيود الجغرافية ودروس أوكرانيا
رغم الخطاب المتصاعد، تواجه كوريا الشمالية عقبات جوهرية تحول دون تدخل عسكري مباشر في الصراع الإيراني-الإسرائيلي، فالعزلة الجغرافية وغياب قواعد إقليمية في الشرق الأوسط يحدان من قدرتها على إنشاء جسر لوجستي فعال.
لكن بيونج يانج قد تعتمد على استراتيجيات غير مباشرة مستفيدة من خبرتها في أوكرانيا، حيث نشرت آلاف الجنود لدعم روسيا، ووفقاً لتقارير استخباراتية، فقد أرسلت كوريا الشمالية حوالي 11,000 جندي إلى أوكرانيا، مما وفر لها خبرة قتالية حديثة يمكن تسخيرها لصالح إيران، خاصة في مجالات المدفعية وتكنولوجيا الصواريخ.
الرد الإسرائيلي.. الخوف من "محور التمرد النووي"
تعتبر إسرائيل كوريا الشمالية تهديداً وجودياً غير مباشر، لا سيما بعد دورها في تمكين خصوم تل أبيب عسكرياً، فقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيجدور ليبرمان من تشكل "محور شر" يضم بيونج يانج وطهران ودمشق.
كما كشفت وثائق استخباراتية عام 2010 عن مساعدة كورية شمالية لحزب الله في بناء أنفاق هجومية تحت الحدود اللبنانية، مما يعزز مخاوف إسرائيل من نقل التكنولوجيا العسكرية الكورية إلى إيران.
ويعكس التحالف الروسي-الكوري الشمالي بعداً استراتيجياً أوسع لمواجهة النفوذ الغربي، فمعاهدة الشراكة الاستراتيجية التي وقعها بوتين وكيم جونج أون في يونيو 2024 تنص صراحة على "المساعدة العسكرية المتبادلة" في حال تعرض أي منهما لهجوم.
هذا التحالف قد يمهد لتدفق الأسلحة الكورية إلى إيران عبر شبكات روسية، مستفيداً من البنية التحتية القائمة مثل خط السكك الحديدية بين روسيا وكوريا الشمالية والمشروع الجديد لبناء جسر فوق نهر تومين.
بيونج يانج لاعب الظل
رغم محدودية إمكاناتها المالية والعسكرية المباشرة، تظل كوريا الشمالية لاعباً مؤثراً في الصراع الإيراني-الإسرائيلي من خلال قدرتها على تصدير الأزمات وتوحيد جبهة "الممانعة" ضد الهيمنة الغربية. فخطابها الأيديولوجي الحاد، مدعوماً بشبكة تحالفات مع موسكو وطهران، يمكن أن يتحول إلى قوة فعلية إذا تدفقت الأسلحة الكورية إلى إيران أو حلفائها في المنطقة.
0 تعليق