سرايا - نشر الزميل هاشم الخالدي عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، رسالة وصلته من أحد أولياء الأمور أو الطلبة، تتعلق بأخطاء وتناقضات لغوية في امتحان اللغة العربية (الدوائر) لطلبة الثانوية العامة (التوجيهي) الذي عُقد يوم السبت الماضي.

وجاء في الرسالة أن الأسئلة (4، 16، 22) ضمن نموذج الامتحان تحتمل أكثر من إجابة صحيحة من بين الخيارات المطروحة، وهو ما أربك الطلبة وأضاع عليهم وقتًا ثمينًا في قاعة الامتحان. وطالب المرسل بإضافة علامة تلك الأسئلة لجميع الطلبة، مشيرًا إلى إمكانية التأكد من ذلك عبر الرجوع إلى كبار المتخصصين في اللغة العربية.

لكن الرسالة تجاوزت مجرد الملاحظات الفنية، لتطرح تساؤلاً عميقًا حول أحد الأسئلة التي أثارت جدلًا واسعًا بين أساتذة جامعات ومتخصصين في اللغة العربية على منصات التواصل الاجتماعي، دون أن يتمكنوا من الاتفاق على إجابة واحدة صحيحة.

السؤال، بحسب الرسالة، تضمن عبارة بلاغية تقول: "ودخلوا الجنة دخلة الخلود التي لا يعقبها خروج"، وطلب من الطلبة ضبط حرف "الدال" في كلمة "دخلة" بما يتناسب مع المعنى المقصود في العبارة، وقد كُتب ذلك بخط عريض وغامق في نص السؤال، مما دفع الطلبة إلى التفكير بعمق.

وأوضحت الرسالة أن ضبط الكلمة بكسر الدال (دِخلة) يجعلها اسم هيئة، وهو ما قيل إن الوزارة اعتمدته، بينما فتح الدال (دَخلة) يجعلها اسم مرة، وهو ما اختاره عدد من الطلبة المتميزين الذين قرأوا العبارة بتمعّن وربطوا معنى "دخلة الخلود التي لا يعقبها خروج" بتأويل أعمق.

وتابعت الرسالة أن هؤلاء الطلبة الذين ظنوا أن الوزارة تسعى لتمييز الطلبة المتفوقين بأسئلة مهارات تفكيرية عليا، وقعوا في "مصيدة لغوية"، والأنباء تشير إلى أن الوزارة ستسلبهم علامة السؤال رغم عمق فهمهم وتحليلهم البلاغي، وتمنحها لمن قدم الإجابة السطحية فقط.

واختتمت الرسالة بنداء موجه إلى وزير التربية والتعليم، مؤكدة أن مثل هذا النوع من الأسئلة يجب أن يشجع التفكير الإبداعي ويكافئ الفهم المتعمق، لا أن يعاقب عليه.

وطالب مرسل الرسالة باحترام الاجتهادات الصحيحة المتعددة، خاصة إذا كان أساتذة جامعيون أنفسهم لم يتفقوا على إجابة واحدة، مشددًا على ضرورة احتساب العلامة لجميع الإجابات الصحيحة المحتملة.