تفقّد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الدكتور خالد بن عبدالله العبدالقادر, روضة السبلة بمحافظة الزلفي إحدى أبرز الروضات الطبيعية في المملكة، التي تُعد نموذجًا ناجحًا لجهود المركز في إعادة تأهيل وتطوير الروضات والمحميات النباتية. ويُعد تأهيل روضة السبلة أحد مخرجات مبادرة تنمية الفياض والرياض، التي أطلقها المركز, بهدف إعادة تأهيل الروضات واستعادة جمالها وتنوعها الطبيعي، وتبلغ مساحتها نحو 20 ألف هكتار وتزخر بتنوع نباتي طبيعي.

وشملت أعمال التطوير التي نفذها المركز في الروضة استزراع (250) ألف شتلة من النباتات والأشجار المحلية، ونثر قرابة (2) طن من بذور الشجيرات الرعوية، وأهمها الأرطى والرغل والقيصوم والعرفج والشيح والرمث، باستخدام التقنيات الحديثة، وعمل المركز على استعادة موائل الأرطى والغضا بتجربة استزراع العقل في البيئات الرملية في الروضة، بالإضافة إلى الاستفادة من مياه الأمطار باستخدام تقنية الفاليراني (الدلفينو) لحصاد مياه الأمطار بالروضة.

وتضمنت أعمال التطوير في روضة السبلة تركيب لوحات إرشادية وتوعوية؛ لتثقيف الزوار حول السلوكيات البيئية السليمة، وتنظيم دخول المركبات والرعاة، إضافة إلى تسييج الروضة بطول 58 كيلومترًا, بهدف حماية الموقع من التعديات وضمان استدامته.

والتقى الدكتور العبدالقادر خلال الزيارة رئيس جمعية النحالين بالزلفي، الذي قدم شكره للمركز نيابة عن النحالين؛ للسماح لهم بالرعي في الروضة، خلال موسم الأزهار لهذا العام, مما انعكس على ارتفاع إنتاجية العسل وجودته، مؤكدًا استعداد النحالين لمشاركة المركز في برامج المحافظة على الغطاء النباتي بالمنطقة.

واستمع العبدالقادر لاحتياجات النحالين المستقبلية, مشيدًا بما تحقق من نتائج ملموسة في روضة السبلة، بفضل التعاون بين المركز والجهات ذات العلاقة، مثمنًا التزام المجتمع المحلي بالحفاظ على الغطاء النباتي، مما أسهم في تعزيز التنوع البيئي، وتوفير بيئة آمنة للنباتات والحياة الفطرية.

وتأتي الزيارة لروضة السبلة؛ للوقوف على سير مشاريع المركز، واستمرار تطوير المواقع الطبيعية ورفع جاهزيتها للزوار، وتشهد إقبالًا متزايدًا خاصة في المناسبات والأعياد، بما يعزز من فرص الاستمتاع بها، ويحقق أهداف "مبادرة السعودية الخضراء"، ويحافظ على استدامة النظم البيئية.