«هدايا تذكارية» رسومات على الجوارب تسخر من بشار الأسد في أسواق دمشق

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«هدايا تذكارية» رسومات على الجوارب تسخر من بشار الأسد في أسواق دمشق, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 04:51 مساءً

بعد عقود من القبضة الحديدية لعائلة الأسد التي كانت تحكم سورية، تحولت الجوارب في دمشق العاصمة  إلى لوحات فنية تحمل تاريخاً من الألم والسخرية، حيث لم تعد الجوارب مجرد قطعة قماش تدفئ الأقدام، بل وسيلة للتعبير عن فرحة شعب بانتزع حريته من بين أنياب نظام الأسد.

وسلطت " إندبندنت عربية» في تقرير الضوء على تلك الظاهرة في العاصمة دمشق، وأجرت لقاءات مع البائعين منهم باسل الساطي، البائع الثلاثيني، الذي يقف أمام متجره المتواضع في شارع الحمرا، حيث تتدلى من واجهته جوارب بيضاء تحمل رسوماً كاريكاتيرية لبشار الأسد، الرئيس المخلوع الذي تحولت عباراته المتغطرسة إلى نكات يرددها السوريون بين ضحكة وأخرى.

"ندوسهم".. من التهديد إلى رمز للهزيمة 

على إحدى الجوارب، تظهر صورة بشار الأسد مصحوبة بعبارته الشهيرة "ندوسهم"، التي هدد بها معارضيه في بداية الثورة السورية عام 2011، لكنها اليوم تحولت إلى رمز لهزيمته. 

وعلى جوارب أخرى، يطل وجه حافظ الأسد، الأب الذي حكم سوريا بقبضة من حديد لثلاثة عقود، مصحوباً بعبارة "هكذا تنظر الأسود"، في إشارة إلى أسطورة القوة الزائفة التي بنى عليها نظامه. أما الجوارب الأكثر طلباً، فهي تلك التي تحمل صورة ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع، مع لقب "ملك الكبتاجون"، تذكيراً بدوره في تحويل سوريا إلى مركز لتجارة المخدرات عبر سيطرته على الفرقة الرابعة، حسب تقرير إندبندنت عربية

سوق السخرية.. من المحظور إلى المتاح

قبل سقوط نظام الأسد، كانت مجرد التفكير في السخرية من بشار كفيلة بإرسال الشخص إلى أقبية المخابرات، أما اليوم، يضع باسل صور الأسد على أرض متجره، ويدعو زبائنه إلى أن يدوسوا عليها، في طقس رمزي يشبه "دفن الماضي". يقول باسل: "هذا احتفالنا الخاص بكل السوريين الذين حلموا بهذه اللحظة ولم يتمكنوا من الاحتفال في ساحة الأمويين".

وشهدت ساحة الأمويين بدمشق، أياماً من الاحتفالات الصاخبة بعد الإطاحة بالأسد، حيث تجمع آلاف السوريين رافعين علم الاستقلال ذي النجوم الثلاث، الذي أصبح رمزاً للثورة ثم علماً رسمياً للبلاد بعد إقرار الإعلان الدستوري المؤقت.

الجوارب تتحول إلى هدايا تذكارية

لم تقتصر ظاهرة "جوارب الأسد" على السوريين داخل البلاد، بل امتدت إلى المغتربين الذين توافدوا على متجر باسل لشراء هذه القطع كتذكار يخلد سقوط النظام. بينهم عفاف سبانو، التي عادت إلى دمشق بعد عشر سنوات من اللجوء في ألمانيا، لتجد نفسها تتجول في سوق الحريقة بحثاً عن "جوارب السخرية". 

وفي التقرير الذي نشرته «إندبندنت عربية»  تقول تقول عفاف: "اشتريت أكثر من عشر قطع لأصدقائي في الخارج، فهم لم يتمكنوا من العيش هذه اللحظة معنا". ثم تضيف بابتسامة عريضة: "لم نكن نتخيل أننا سنسخر منه يوماً، حتى في أحلامنا!".

دمشق.. من الخوف إلى مدينة الضحك

لم تعد دمشق تلك المدينة التي كان يسودها الصمت خوفاً من بطش النظام. اليوم، تتحول شوارعها إلى معرض مفتوح للسخرية من طغمة حكمت بالحديد والنار. المحلات التي كانت تبيع صور الأسد بالذهب أصبحت تعرض جوارب تحمل رسوماً تسخر منه، والمقاهي التي كانت تذيع خطاباته أصبحت تردد نكاتاً عن "أيام العظمة الزائفة".

في زاوية من متجر باسل، تظهر لوحات تحمل اقتباسات لشعراء وكتاب سوريين عارضوا النظام، إلى جانب أوشحة تحمل ألوان علم الاستقلال. كل شيء هنا يذكر بأن الحرية، وإن تأخرت، لا بد أن تأتي. والسخرية، التي كانت يوماً جريمة يعاقب عليها بالإعدام، أصبحت اليوم لغة الشارع السوري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق