نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الإنفاق على الـ AI".. شركات التكنولوجيا تبعث برسائل حاسمة, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 07:44 صباحاً
ورغم التقلبات الجيوسياسية والضغوط المرتبطة بالتجارة العالمية، تظهر تقارير الأرباح الأخيرة مؤشرات لافتة حول توجهات الإنفاق، لا سيما في بناء مراكز البيانات وتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
في هذا السياق، تكشف قراءة معمقة لنتائج عمالقة التكنولوجيا عن صورة مزدوجة: من جهة، طفرة استثمارية غير مسبوقة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية؛ ومن جهة أخرى، تحديات متنامية بفعل الرسوم الجمركية والاضطرابات التجارية.
ويشير تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي إلى أن:
- "شركات التكنولوجيا الكبرى أخبرت الأسواق مؤخراً -في تقارير أرباحها- أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي لا يتباطأ، وأن التعرفات الجمركية - حتى الآن - لا تشكل عبئًا كبيرًا على الأعمال التجارية".
- حققت مجموعة من شركات التكنولوجيا العملاقة أرباحًا قوية ، مما يوفر على الأقل بعض الإجابات على الأسئلة الملحة حول كيفية أداء الصناعة في خضم الحرب التجارية التي يشنها الرئيس ترامب.
- لم تظهر أمازون وميتا ومايكروسوفت أي علامات على التراجع عن الإنفاق على مراكز البيانات والبنية الأساسية، على الرغم من التقارير الأخيرة التي حذرت من تباطؤ الصناعة.
رفعت شركة ميتا الأسبوع الماضي توقعاتها للإنفاق لعام 2025 بنحو 8 بالمئة، إلى نطاق يتراوح بين 64 مليار دولار و72 مليار دولار، وعزت هذه القفزة إلى "الاستثمارات الإضافية في مراكز البيانات لدعم جهودنا في مجال الذكاء الاصطناعي. كما لم تغير مايكروسوفت إرشاداتها بشأن الإنفاق للنصف الثاني من العام عما أشارت إليه في يناير.
وأنفقت أمازون 10 مليارات دولار أكثر في الربع الأول مقارنة بالعام الماضي، وكان ذلك بشكل أساسي على البنية التحتية للتكنولوجيا لدعم الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقرير، قال مسؤولون تنفيذيون إن المستثمرين لا يتراجعون عن استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، حتى وإن كانوا يشدون أحزمتهم استعدادًا لبيئة نمو أقل، وهو ما يعكس الرسالة التي أطلقتها شركة ألفابين، الشركة الأم لــ "فوفل" في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا في مكالمة أرباح الشركة يوم الأربعاء: "إن السحابة والذكاء الاصطناعي هما المدخلات الأساسية لكل شركة لتوسيع الإنتاج وخفض التكاليف وتسريع النمو".
فيما يتعلق بالتعرفات الجمركية وعدم اليقين لدى العملاء، قدمت شركات التكنولوجيا الكبرى رسالة مختلطة إلى حد ما.
- كما أسهمت ساهمت الأرباح القوية التي حققتها شركة ميتا في تهدئة مخاوف المستثمرين من انسحاب المعلنين الحذرين بشأن النمو. في الوقت نفسه، أقرّت الشركة بتوقعها ارتفاع تكاليف معدات البنية التحتية، مما أسهم في رفع توقعاتها للإنفاق السنوي. وكانت شركة ألفابت قد وجّهت رسالة مماثلة في وقت سابق من هذا الشهر.
- قدّرت شركة آبل أن خطط التعرفات الجمركية الحالية ستُضيف 900 مليون دولار إلى تكاليفها في الربع المالي المنتهي في يونيو. لكن الشركة تُخطط بالفعل لمحاولة خفض هذه التكاليف بشكل أكبر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك في مكالمة الأرباح للشركة إن الشركة تتوقع أن تأتي غالبية هواتف آيفون المباعة في الولايات المتحدة من الهند، نتيجة لتنويعها من الصين كما تم الإبلاغ عنها سابقًا. وأضاف أن مبيعات أجهزة iPad وMac وApple Watch وAirPods في الولايات المتحدة ستأتي كلها تقريبا من فيتنام.
بينما شهد مؤتمر أمازون للأرباح ظهور كلمة "رسوم جمركية" 17 مرة. وصرح الرئيس التنفيذي أندرو جاسي بأن عملاق التجزئة لم يشهد أي ارتفاع ملحوظ في أسعار البائعين حتى الآن، بحسب التقرير.
رسائل مزدوجة
من جانبه، يقول خبير أسواق المال والعضو المنتدب لشركة "أي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية"، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية".
- نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الأميركية للربع الأول من العام 2025 كشفت عن صورة متنوعة، إلا أنها بشكل عام جاءت إيجابية، ورسمت ملامح مهمة لمستقبل هذا القطاع الحيوي.
- أول ما يلفت الانتباه بقوة هو استمرار طفرة الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة رئيسية للنمو، وهو ما انعكس في الأداء القوي لشركات عملاقة مثل مايكروسوفت وميتا (الشركة الأم لفيسبوك)، وكذلك ألفابت، التي تجاوزت نتائجها المالية التوقعات في كثير من الأحيان.
- الذكاء الاصطناعي وخدمات الحوسبة السحابية، مثل أزور من مايكروسوفت وغوغل كلاود، كانا من أبرز العوامل التي قادت هذا الزخم، كما أن شركات متخصصة في تصنيع الرقائق مثل إنفيديا و"إي إم دي" أظهرت بدورها أداءً لافتاً، مدفوعاً بالطلب المتزايد على معالجاتها المستخدمة في مراكز البيانات وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويضيف: ما يلفت النظر أيضاً هو أن هذه الشركات لا تراهن فقط على الحاضر، بل تبدي ثقة عالية بمستقبل الذكاء الاصطناعي، يتجلى ذلك في قراراتها بزيادة في النفقات الرأسمالية لبناء وتوسيع مراكز البيانات والبنية التحتية.
على سبيل المثال، أعلنت مايكروسوفت عن خطط إنفاق بنحو 80 مليار دولار، ورفعت ميتا تقديراتها إلى ما بين 64 و72 مليار دولار، فيما أكدت غوغل أنها ستنفق نحو 75 مليار دولار هذا العام على البنية التحتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
لكن، في المقابل، يجب أن نُقرّ بأن "الصورة ليست وردية بالكامل. فقد كشفت النتائج عن تحديات لا يمكن تجاهلها، أبرزها التوترات التجارية والتعرفات الجمركية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين، ما خلق مناخاً من الحذر لدى بعض الشركات الكبرى مثل أمازون وآبل، على الرغم من تجاوز أرباحهما التوقعات في الربع الأول"، وفق سعيد.
ويشير إلى أن آبل، على سبيل المثال، أشارت إلى أن التعرفات الجمركية قد تُكلفها نحو 900 مليون دولار في الربع القادم، وأعلنت عن خطط لنقل جزء من إنتاج هواتف آيفون إلى الهند لتقليل الأثر. كذلك أمازون بدورها تحدثت بلهجة حذرة بشأن الربع الثاني، مشيرة إلى حالة من الضبابية التي تكتنف التجارة العالمية، وحتى غوغل تحدثت عن رياح معاكسة طفيفة قد تؤثر على أعمالها الإعلانية بسبب تغييرات في القواعد التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية.
ويختتم حديثه قائلاً: برأيي، الرسالة التي تحملها نتائج الربع الأول مزدوجة؛ فهناك فرص واعدة جداً في قطاعات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي من المتوقع أن تقود النمو في السنوات المقبلة، وفي الوقت نفسه هناك عوامل خارجية أبرزها السياسات التجارية التي قد تلقي بظلالها على تكاليف التشغيل وربحية الشركات بل وحتى على قرارات الإنفاق الاستهلاكي.
الإنفاق على الذكاء الاصطناعي
ونقل موقع "تيك رادار" نتائج دراسة بحثية جديدة تشير إلى أن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تجاوز الأمن السيبراني، حيث تتطلع الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتصنيع وتجارة التجزئة إلى اعتماد التكنولوجيا.
ونتيجة لذلك، قامت ثلاث من كل خمس منظمات بتعيين رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي أو ما شابه ذلك للإشراف على استراتيجيتها، وفقًا لأحدث مؤشر اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي من شركة الحوسبة السحابية العملاقة.
وبحسب التقرير، فإن ما يقرب من جميع المنظمات (90 بالمئة) تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في بعض القدرات، حيث انتقلت 44 بالمئة منها بالفعل من مرحلة التجريب إلى التنفيذ الكامل.
نتائج الأعمال
أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، يقول لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن نتائج أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى للربع الأول من 2025 شهدت في المجمل أداءً قويًا، مما يعكس استمرار الزخم في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية والرسوم الجمركية المتزايدة.
- مايكروسوفت: حققت إيرادات بلغت 70.1 مليار دولار، بزيادة 13.2 بالمئة على أساس سنوي، مدفوعة بنمو خدمات Azure والحوسبة السحابية.
- ألفابت (غوغل): سجلت إيرادات قدرها 90.2 مليار دولار، بزيادة 12 بالمئة، مع نمو قوي في إيرادات Google Cloud بنسبة 28 بالمئة، مدفوعة بالطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.
- أمازون: بلغت إيراداتها 155.7 مليار دولار، بزيادة 8.7 بالمئة، مع نمو إيرادات AWS بنسبة 17 بالمئة، رغم التحديات المتعلقة بالرسوم الجمركية.
- ميتا: حققت إيرادات بلغت 42.3 مليار دولار، بزيادة 16 بالمئة، مع ارتفاع أرباح الإعلانات المدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي.
- آبل: سجلت إيرادات قدرها 95.4 مليار دولار، بزيادة 5 بالمئة في الربع الثاني من عامها المالي، مع نمو في قطاع الخدمات، رغم تراجع المبيعات في الصين بسبب الرسوم الجمركية.
- إيه إم دي: حققت إيرادات بلغت 7.44 مليار دولار، بزيادة 36 بالمئة، مدفوعة بنمو قوي في قطاع مراكز البيانات بنسبة 57 بالمئة.
وأفاد بأن الشركات أبلغت عن استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، فمايكروسوفت: رفعت توقعات الإنفاق الرأسمالي لعام 2025 إلى 80 مليار دولار، مع التركيز على تطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. وميتا زادت توقعاتها للإنفاق الرأسمالي إلى 64-72 مليار دولار، مع التركيز على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. كذلك ألفابت أعلنت عن التزامها بإنفاق 75 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي خلال العام، مع زيادة الإنفاق الرأسمالي بنسبة 43 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
ويشير إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي أشارت فيه الشركات إلى التحديات المرتبطة بالرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية، فعلى سبيل المثال شركة آبل أشارت إلى تأثير الرسوم الجمركية بقيمة 900 مليون دولار في هذا الربع. كذلك أمازون حذرت من أن الرسوم الجمركية والسياسات التجارية قد تؤثر على توقعاتها المستقبلية، خاصة في ظل اعتمادها على الواردات من الصين. وإيه إم دي توقعت تكبد رسوم بقيمة 800 مليون دولار بسبب القيود الجديدة على تصدير الرقائق إلى الصين.
مرونة نسبية
وفي تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، يتحدث المستشار الأكاديمي في جامعة "سان خوسيه" الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، إن تقارير أرباح الربع الأول من الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا توفر لمحة حيوية عن حالة القطاع وتوجهات الاقتصاد العالمي.
هذه التقارير لا تقتصر على تقديم الأداء المالي فحسب، بل تكشف أيضًا عن العديد من الاتجاهات والمستجدات التي تحدد مستقبل الصناعة.
ويشدد على أن من بين أبرز تلك الاتجاهات ما يرتبط بـ "الابتكار والتوسع في السوق"، لا سيما أن معظم الشركات سلطت في تقاريرها الضوء على استثماراتها في تقنيات جديدة أو مشاريع توسعية. سواء في مجالات الذكاء الاصطناعي أو الحوسبة السحابية أو غيرها من المجالات الناشئة، وتكشف التقارير عن استراتيجياتها لتنويع محفظتها والتهيؤ للمستقبل.
كما كشفت عن بعض المرونة الاقتصادية، فوسط التحديات الاقتصادية العالمية، تظهر هذه التقارير مدى قدرة الشركات على التكيف مع الظروف المتغيرة بشكل نسبي؟
ويستطرد: تعكس نتائج الربع الأول قدرة الشركات على التكيف مع بيئة السوق التنافسية. سواء كان ذلك في مجالات الذكاء الاصطناعي أو السحابة أو الأجهزة الاستهلاكية، تكشف هذه التقارير عن كيفية تكيف الشركات مع المتغيرات الجديدة لتظل قادرة على المنافسة.
0 تعليق