من خارج الحدود.. شبكات خفية تدير حسابات وهمية لإشعال الطائفية في سوريا

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من خارج الحدود.. شبكات خفية تدير حسابات وهمية لإشعال الطائفية في سوريا, اليوم الأحد 11 مايو 2025 01:54 مساءً

كشف تحقيق استقصائي النقاب عن شبكات من الحسابات الوهمية المنظمة، التي تعمل على منصة إكس (المعروفة سابقاً بتويتر)، بهدف تأجيج الصراع الطائفي في سوريا، ونشر خطاب الكراهية، وترويج المعلومات المضللة.

حرب الظل.. حملات منسقة من خارج الحدود

رصد فريق بي بي سي لتقصي الحقائق أكثر من مليوني منشور مرتبط بالأحداث السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، مع تحليل عينة شملت 400 ألف منشور على المنصة. وتبيّن أن جزءاً كبيراً من هذه المحتويات يُدار من حسابات خارجية، تتبع أجندات مُعدّة مسبقاً، سواء لدعم أو معارضة الإدارة السورية الجديدة.

كشف التحقيق أن 60% من المنشورات الكاذبة أو غير الموثوقة ضد الحكومة السورية صدرت عن حسابات موزعة جغرافياً في العراق، اليمن، لبنان، وإيران. هذه الحسابات تستخدم تكتيكات متطورة، مثل: الحسابات الروبوتية التي تنشر المحتوى تلقائياً، وإعادة تدوير الفيديوهات القديمة وتقديمها على أنها أحداث راهنة، والتنسيق بين الحسابات الوهمية لنشر الروايات نفسها في وقت متزامن.

كنيسة مار إلياس والادعاءات الملفقة

في 9 مارس 2024، انتشر ادعاء كاذب يفيد بأن كاهن كنيسة مار إلياس أُعدم على يد "عصابات الجولاني". تم تداول الخبر عبر عشرات الحسابات بنفس الصياغة والصور، مستغلةً خوارزميات المنصة لتحقيق انتشار واسع. لكن الكنيسة نفت الحادثة لاحقاً، مؤكدةً أنها مجرد أكذوبة أطلقها ناشطون مجهولون.

التلاعب بالذاكرة الجماعية.. فيديوهات قديمة تُعاد تدويرها

من الأساليب الشائعة أيضاً استغلال مقاطع فيديو تاريخية وإلباسها ثوب الأحداث الحالية. ففي ديسمبر/كانون الأول 2024، انتشر مقطع يُظهر رجلاً يُحطم تمثالاً للسيدة العذراء، مع ادعاءات بأن "عصابات الجولاني" تقف وراء الفعل.

 لكن التحقق كشف أن الفيديو يعود إلى 2013، ولا صلة له بالواقع الراهن. الغريب أن الحسابات التي روّجت له كانت تنتمي إلى شبكات موزعة بين العراق وإيران، وتنشر محتوى مؤيداً للقيادات الشيعية.

الوجه الآخر.. حملات التأييد المزيفة

إلى جانب الحملات المعادية، رصدت بي بي سي شبكة موازية من الحسابات المؤيدة للرئيس السوري أحمد الشرع، والتي تنشط بشكل لافت في تركيا والسعودية، وهذه الحسابات تنشر أكثر من 80 ألف منشور تروج لصورة الشرع كـ"قائد إصلاحي"، باستخدام عبارات متطابقة، مما يشير إلى تنسيق خلف الكواليس.

الطائفية الرقمية.. تحريض ممنهج ضد الأقليات

لا تقتصر الحملات على الصراع السياسي، بل تمتد إلى استهداف الأقليات الدينية، وخاصة الطائفة العلوية. فمنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نشرت حسابات موزعة بين السعودية وتركيا أكثر من 100 ألف تعليق تحريضي ضد العلويين، تتضمن مصطلحات مثل: "النصيرية" (وصف طائفي قدحي)، "كفار" (تكررت في 50 ألف تعليق)، "مجرمين" (48 ألف مرة).

بعض هذه التعليقات تضمن دعوات صريحة للقتل، مثل: "لا حل إلا بإبادة العلويين!"، و"هؤلاء عصابات يجب القضاء عليهم!"

جرمانا.. الفتنة صناعة رقمية

تصاعد الخطاب الطائفي بشكل واضح خلال أحداث العنف التي شهدتها مدينة جرمانا في أبريل/نيسان 2024، بعد تداول تسجيل صوتي مفبرك نُسب إلى الشيخ الدرزي مروان كيوان، ويحتوي على إساءات للنبي محمد. رغم نفي الشيخ والسلطات السورية للتسجيل، إلا أنه استُخدم كذريعة لاندلاع اشتباكات دامية.

كشف التحقيق أن الحملة بدأت بحسابات داخل سوريا، ثم تم تضخيمها عبر حسابات في العراق والسعودية، مما يؤكد وجود تكتيك تصدير الأزمات عبر الحدود.

استقطاب وخوارزميات.. لماذا ينجح التضليل؟ 

في حديثه لـبي بي سي، يوضح رسلان تراد، الباحث في مختبر أبحاث الأدلة الرقمية (DFRLab)، أن المناخ الرقمي في سوريا أصبح: "بيئة معقدة، مجزأة، وتعاني استقطاباً شديداً على أسس طائفية وسياسية."، وويشير إلى أن بعض الحملات تُدار من إيران، تركيا، روسيا، وحتى إسرائيل، بهدف تعميق الانقسامات وفرض سرديات تخدم مصالح هذه الدول.

--

المصدر: [تحقيق بي بي سي الاستقصائي حول التضليل الطائفي في سوريا].

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق