نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما النتائج المُنتظرة من جولة ترامب الخليجية؟, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 08:21 صباحاً
في عالم تعصف به التوترات الإقليمية والتغيرات الجيوسياسية، تستقطب الجولة الخليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "السعودية والإمارات وقطر" اهتمام العالم، وتسلط الضوء على الثقل الاقتصادي والسياسي لهذه الدول.
الزيارة -التي تعد أول جولة خارجية رسمية للرئيس الأميركي- ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل تبعث برسائل استراتيجية واقتصادية عميقة، تعكس إدراك الولايات المتحدة للدور المحوري الذي باتت تلعبه هذه الدول في صياغة معادلات الإقليم والعالم.
من امتلاكها لثلث احتياطي النفط العالمي و20 بالمئة من احتياطي الغاز، إلى حيازتها أصولًا سيادية تتجاوز 4.9 تريليون دولار، تبرز دول الخليج كقوة اقتصادية لا يُستهان بها، تُشكّل 37 بالمئة من الصناديق السيادية في العالم، وتضخ استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأميركي بمئات المليارات. هذه الأرقام لا تعكس فقط الثقل المالي، بل تؤكد أيضًا تحول الخليج إلى مركز ثقل دبلوماسي واقتصادي في منطقة تعجّ بالصراعات.
4.9 تريليون دولار أصول سيادية تملكها دول الخليج تمثل 37 بالمئة من إجمالي الأصول السيادية العالمية، ما يعكس الثقل الاستثماري الكبير لهذه الدول على مستوى العالم.
- تستحوذ دول الخليج على ثلث احتياطي النفط المؤكد على مستوى العالم ما يجعلها متحكم رئيس في سوق الطاقة العالمي.
- دول الخليج تمتلك أيضاً نحو 20 بالمئة من احتياطي الغاز الطبيعي العالمي.
- الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج مجتمعة يصل إلى 2.2 تريليون دولار.
- أعلنت الإمارات عن خطة لاستثمار 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات في أميركا، بينما تعهدت المملكة العربية السعودية باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار خلال أربع سنوات.
- هذه الأرقام تعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين الخليج والولايات المتحدة وتأثير الاستثمارات الخليجية على الاقتصاد الأميركي.
إدراك أميركي لمحورية دول الخليج
"اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية كأول محطة في جولته الخليجية، ثم قطر والإمارات، يحمل دلالات استراتيجية واقتصادية بالغة الأهمية".. هذا ما يؤكده رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية بالمنظمة الأوروبية للسياسات، ناصر زهير، في حديثه مع برنامج "بزنس مع لبنى" على شاشة سكاي نيوز عربية، موضحاً أن هذا الاختيار يعكس إدراك الولايات المتحدة للدور المحوري الذي تلعبه هذه الدول في تحقيق التوازنات الإقليمية والدولية. ويضيف أن الأهمية الاقتصادية لدول الخليج، بما تملكه من أصول سيادية ضخمة واحتياطيات نفط وغاز، تجعلها شريكًا لا غنى عنه للولايات المتحدة.
ويشير زهير إلى أن زيارة ترامب تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، حيث تتصدر الملفات الساخنة جدول أعمال القادة في هذه الدول. ويؤكد أن الملف الإيراني سيكون حاضراً بقوة في المباحثات، حيث تسعى دول الخليج إلى تهدئة الوضع وتجنب التصعيد، بينما تواصل الولايات المتحدة توجيه رسائل قوية إلى طهران. ويضيف أن الوضع في غزة يمثل تحدياً آخر، حيث يستمر الصراع وتلوح في الأفق أزمة إنسانية، وهو ملف سيناقشه ترامب مع قادة الدول الثلاث.
بوصلة الدبلوماسية العالمية
رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية بالمنظمة الأوروبية للسياسات، يؤكد أيضاً أن الزيارة تعكس الأهمية المتزايدة التي تحتلها دول الخليج على الساحة السياسية والاقتصادية العالمية. ويوضح زهير أن هذه الدول لم تعد مجرد لاعب إقليمي، بل أصبحت "بوصلة الدبلوماسية العالمية"، وتلعب دوراً محورياً في أزمات تتجاوز حدود الشرق الأوسط، مثل الأزمة الأوكرانية، حيث كان للسعودية والإمارات وساطات مهمة.
ويضيف أن هذه الزيارة تحمل رسائل أميركية واضحة، مفادها أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تأكيد شراكتها الاستراتيجية مع دول الخليج، بعد فترة من "الجمود" في العلاقات. ويؤكد أن الشراكة المستقبلية ستكون شاملة، تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية، وربما تتجاوز ما كان متوقعًا في السابق. كما يشير إلى أن اختيار ترامب لدول الخليج كأول وجهة خارجية رسمية يعكس الأهمية القصوى التي يوليها لهذه الدول في سياساته المحورية المقبلة.
ملفات ساخنة على جدول أعمال القادة
ويوضح أن زيارة ترامب تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متصاعدة، حيث تتصدر الملفات الساخنة جدول أعمال القادة. ويؤكد أن ترامب يسعى إلى "إنهاء كثير من الملفات أو اتخاذ قرارات بشأنها" خلال هذه الزيارة.
ويشدد على أهمية "الاستماع" إلى قادة دول الخليج، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق مع إيران، بعد الاعتراضات التي أبدتها هذه الدول على اتفاق 2015. ويضيف أن دول الخليج تسعى إلى لعب دور إيجابي في استيعاب إيران ودفعها إلى أن تكون "جارًا مهمًا في الشراكات الاقتصادية والتنمية المنشودة في المنطقة".
ويوضح زهير أن قضية غزة تمثل الملف الأكثر تعقيدًا، حيث يسعى ترامب إلى تحقيق "شكل السلام الذي ينشده"، والذي قد يسهم في تحقيق هدفه بالحصول على جائزة نوبل للسلام. ويضيف أن الملف السوري يمثل قضية "بسيطة معقدة".
كما يشير إلى أن عدم زيارة ترامب لإسرائيل تعكس وجود خلافات مع نتنياهو، وتؤكد على استقلالية القرار الأميركي. ويضيف أن ترامب يركز على بناء شراكة استراتيجية مع دول الخليج، ويعتمد على دورها في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. لاسيما وأن دول الخليج لديها رؤية واقعية للصراعات الإقليمية، وتسعى إلى تقريب وجهات النظر وتحقيق السلام.
شراكات اقتصادية واستثمار متبادل
ويضيف زهير أن الشراكات الاقتصادية والاستثمار المتبادل تمثل محورًا هامًا في زيارة ترامب، حيث:
- تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والصناعات الدفاعية.
- دول الخليج تمثل بيئة استثمارية آمنة وجاذبة، وتسعى إلى تنويع سلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على الصين.
- التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة تهدف إلى تأمين الممرات الملاحية الحيوية، في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
- المرحلة المقبلة ستشهد اتفاقيات هامة، وسعي حثيث من ترامب إلى خفض التصعيد مع إيران وتشجيع السلام في المنطقة.
- الزيارة تثبت أن دور دول الخليج محوري في التوازنات الإقليمية والدولية، وتحقيق التنمية والازدهار في المنطقة.
ملفات إقليمية
وحول سوريا، يقول إن الملف السوري يمثل قضية معقدة.. ويشير إلى أن ترامب سيستمع إلى وجهات نظر قادة السعودية وقطر والإمارات حول هذا الملف، خاصة وأن لهم تأثيرًا كبيرًا على مجريات الأحداث في سوريا.
كما ويؤكد أن الملف اللبناني سيكون أيضًا على طاولة المباحثات، حيث يواجه لبنان أزمة اقتصادية وسياسية متفاقمة، وتلعب دول الخليج دورًا هامًا في تقديم الدعم والمساعدة.
ويشدد رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية بالمنظمة الأوروبية للسياسات، على أن ترامب يسعى إلى "إنهاء كثير من الملفات أو اتخاذ قرارات بشأنها" خلال هذه الجولة الخليجية.
ويختتم زهير حديثه بالإشارة إلى أن زيارة ترامب للدول الخليجية الثلاث تمثل فرصة هامة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وهذه الدول، وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
0 تعليق