ما هي القطاعات الأكثر استفادة من اتفاقيات جولة ترامب؟

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما هي القطاعات الأكثر استفادة من اتفاقيات جولة ترامب؟, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 07:45 صباحاً

رافق ترامب في هذه الزيارة عدد كبير من رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين، وسط تقديرات بأن تعيد هذه الجولة رسم خطوط المصالح الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي.

وبينما تم الإعلان عن اتفاقيات استثمارية مليارية تشمل قطاعات متعددة كالدفاع والطيران والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تبقى الأسئلة الجوهرية متمحورة حول هوية الشركات الأميركية الأكثر استفادة من هذه الجولة، والقطاعات التي حظيت بالاهتمام الأكبر ضمن خريطة التعاون الاقتصادي الجديد.

وفي ظل هذه المستجدات، تتجه الأنظار إلى تداعيات هذه التحركات على وول ستريت، حيث بدأت بعض المؤشرات بالفعل في التفاعل مع تلك التطورات، ذلك أن الجولة لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية تقليدية، بل شكلت منصة استراتيجية لإطلاق تحالفات تجارية ومشاريع مشتركة تتجاوز الحدود التقليدية للتعاون الاقتصادي. ويبدو أن قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والدفاع والطاقة والطيران دخلت مرحلة جديدة من الشراكة العميقة بين واشنطن وعواصم الخليج الرئيسية، في سياق تحولات إقليمية ودولية تُعيد ترتيب أولويات الاستثمار والنفوذ.

وأعلن الرئيس الأميركي عن اتفاقيات استثمارية مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة بقيمة تزيد على 2 تريليون دولار لمشاريع في الدفاع والطيران والذكاء الاصطناعي، من بين مشاريع أخرى، خلال رحلته الأسبوع الماضي إلى الشرق الأوسط، حيث انضم إليه العشرات من كبار رجال الأعمال الذين شاركوا في الصفقات.

الشركات المستفيدة

يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الشركات الأميركية هي المستفيد الأكبر من جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، مشيراً إلى أن التأثير الإيجابي سيشمل عدة قطاعات، ولكن على رأسها قطاع الصناعات الدفاعية والطيران والتكنولوجيا.

ويضيف: "شركة بوينغ تأتي في مقدمة المستفيدين، إذ تم الإعلان عن صفقات في السعودية تشمل ما يقارب 30 طائرة (من جانب شركة أفيليس المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي).. كما أن الإعلان الأكبر جاء من قطر التي عبّرت عن نيتها شراء 160 طائرة بوينغ خلال السنوات المقبلة"، كما أعلن ترامب عن طلبية لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية بقيمة 14.5 مليار دولار لشراء طائرات "بوينغ".

ووقعت الخطوط الجوية القطرية، خلال زيارة ترامب للدوحة، اتفاقاً لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ عريضة البدن. ووفقاً للبيت الأبيض فإن قيمة الصفقة التي تشمل طائرات 777إكس، و787، بمحركات من جنرال إلكتريك، تصل إلى 96 مليار دولار.

وتقدم الصفقة دفعة قوية لبوينغ وأكبر الشركات التي تزودها بالمحركات في وقت تعاني فيه الطرازات الكبيرة من إيرباص إيه350 المنافسة، والتي تعمل بمحركات رولز رويس، من مشاكل صيانة نتيجة التشغيل في المناطق شديدة الحرارة بما في ذلك منطقة الخليج.

كما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يُعد من أبرز القطاعات المستفيدة؛ مع وجود استثمارات كبيرة من الإمارات في هذا المجال بشكل خاص، مشيراً إلى مبادرة إنشاء "سيليكون فالي" إماراتي، ما يجعل الشركات الأميركية مثل "إنفيديا" و"AMD" في موقع ممتاز للاستفادة.

وشهد رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في قصر الوطن في أبوظبي، إعلان تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي- الأميركي الشامل بسعة قدرها 5 غيغاوات. ويعد المركز الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وسيحتضن هذا المجمّع شركات أميركية قادرة على الاستفادة من الإمكانات لتوفير خدمات الحوسبة الإقليمية مع إمكانية خدمة دول الجنوب العالمي. كما يوفر سعة قدرها 5 غيغاوات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في أبوظبي، مما يخلق منصة إقليمية تمكن الشركات الأميركية العملاقة من تقديم خدمات سريعة لما يقرب من نصف سكان العالم.

وينوّه يرق أيضا بأن أن قطاعي الترفيه والسياحة كذلك من بين المستفيدين الرئيسيين؛ نتيجة للتعاون في مجالات التدريب والتطوير مع الشركات الأميركية، إضافة إلى قطاع الدفاع الذي شهد توقيع اتفاقيات بقيمة 142 مليار دولار بين السعودية والولايات المتحدة.

ويختتم يرق تصريحاته بالتأكيد على أن الطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، والتكنولوجيا بشكل عام، كلها قطاعات ستشهد دفعة كبيرة نتيجة لهذه الجولة، كما حدث في جولة ترامب السابقة عام 2017، وهو ما سيعزز الاستثمارات الأميركية في المنطقة بشكل عام.

كيف تأثرت أسهم الشركات في "وول ستريت"؟

في "وول ستريت"، وفي أسبوع أخضر للمؤشرات الرئيسية، كانت أسهم التكنولوجيا حصاناً رابحاً بدعم من الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وكذلك المشاريع والاتفاقيات التي أبرمها الرئيس ترامب خلال جولته الخليجية.

ويشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية إلى أن الأسبوع الأخير كان مميزاً لأسهم التكنولوجيا بفضل انحسار التوترات العالمية وزيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.

  • قفزت أسهم شركتي تسلا وإنفيديا بنسبة 17 بالمئة و16 بالمئة على التوالي خلال الأسبوع، مع تراجع التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وفي الوقت الذي سلطت فيه جولة ترامب في الشرق الأوسط الضوء على صفقات التكنولوجيا.
  • أعلنت كل من الصين والولايات المتحدة تعليقًا مؤقتًا للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، في خطوة أشارت إلى تهدئة كبيرة للحرب التجارية العالمية الشاملة التي هزت الأسواق منذ أبريل.
  • خلال زيارة إلى الشرق الأوسط بقيادة البيت الأبيض الأسبوع الماضي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، عن خطط لبيع أكثر من 18 رقاقة ذكاء اصطناعي من طراز بلاكويل إلى شركة هومين السعودية لتشغيل مراكز البيانات.
  • وأعلنت AMD أنها ستزود هومين بالرقائق. وارتفع السهم بنسبة تقارب 14% خلال الأسبوع.
  • وكانت أسهم بالانتير وتايوان لصناعة أشباه الموصلات من بين أسهم التكنولوجيا الأخرى التي ارتفعت بأكثر من 10 بالمئة.
  • كما زار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، المملكة العربية السعودية، وصرح بأن المملكة وافقت على استخدام خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" من سبيس إكس في قطاعي الطيران والنقل البحري. وصرّح ماسك بأنه يخطط لجلب سيارات أجرة آلية إلى المملكة.

قطاعات حيوية

استاذ الاقتصاد الدولي، الدكتور علي الإدريسي، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن جولة الرئيس ترامب الخليجية شهدت اهتماماً واسعاً من الأوساط السياسية والاقتصادية، نظراً لما حملته من دلالات استراتيجية وصفقات تمسّ قطاعات حيوية، من شأنها أن تسفر عن مكاسب كبيرة لعدد من الشركات الأميركية الكبرى، خصوصاً في مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا.

ويرى أن شركات الدفاع تأتي ضمن قائمة المستفيدين الرئيسيين، مثل لوكهيد مارتن ورايثيون، وحتى بوينغ التي وجدت هذه الجولة فرصة لتعزيز وجودها في أسواق الشرق الأوسط، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والحاجة المتزايدة إلى منظومات دفاع جوي متقدمة.

ويشار إلى أن البيت الأبيض، أعلن يوم الثلاثاء، عن توقيع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية على "أكبر صفقة أسلحة في التاريخ". وقال إن واشنطن والرياض وقعتا صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار هي "الأكبر في التاريخ".

ويستطرد الإدريسي: "كما تحظى الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا بنصيب وافر من الاستفادة، إذ برزت  بقوة ضمن أجندة الجولة الأخيرة، خاصة مع توجه دول كالسعودية والإمارات نحو التحول الرقمي والمدن الذكية"، مشيراً إلى أن شركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت وأوراكل وأوبين إيه آي تسعى للاستثمار في مراكز البيانات والأمن السيبراني، كما تنشط شركات متخصصة في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي مثل بالانتير في هذا السياق.

في الوقت نفسه، يعتقد بأن المرحلة المقبلة ستشهد تعاون أكبر مع شركات البنية التحتية والإنشاءات، والتي هي في وضع يؤهلها للاستفادة من أي اتفاقيات قادمة تتعلق بالمشاريع العمرانية الكبرى، لا سيما في ضوء المشاريع الطموحة مثل "نيوم" السعودية.

كما لا يغيب عن المشهد قطاع الفضاء، الذي بات محط اهتمام واضح من بعض الدول العربية. إذ تسعى شركات مثل سبيس إكس إلى فتح أبواب تعاون في مجال إطلاق الأقمار الصناعية أو بناء بنية تحتية فضائية بالمنطقة.

وكان الرئيس التنفيذي لشركتي سبيس إكس وتسلا، إيلون ماسك، قد قال، الثلاثاء، إن المملكة العربية السعودية وافقت على استخدام خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك في قطاعات الطيران والملاحة البحرية داخل المملكة.

وأضاف خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في العاصمة السعودية الرياض، أن هذه الخطوة تمثل دفعة قوية لتوسيع نطاق خدمات ستارلينك في المنطقة، خاصة في القطاعات الحيوية المرتبطة بالنقل والخدمات اللوجستية.

ويختتم الإدريسي حديثه قائلاً: "في المجمل، فإن جولة ترامب في الشرق الأوسط شكّلت منصة اقتصادية ضخمة أفضت إلى اتفاقيات تعيد تشكيل خريطة المصالح الأميركية في المنطقة، وتمنح كبرى الشركات الأميركية فرصاً ذهبية للتمدد والنفوذ، في إطار من التفاهمات الثنائية والمصالح المتبادلة".

جولة استثنائية

خبير العلاقات الاقتصادية الدولية، محمد خفاجي، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه خلال جولة الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، وهي أول جولة خارجية له، والتي وُصِفَت بالجولة الاقتصادية الأبرز لرئيس أميركي في العقود الأخيرة، تم توقيع صفقات بمئات المليارات من الدولارات، وقد استفادت أربعة قطاعات اقتصادية رئيسية من هذه الجولة؛ وهي: الطيران المدني، وشركات الدفاع، والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والطاقة.

ويضيف: في قطاع الطيران المدني، برزت صفقة بين الخطوط الجوية القطرية وشركة بوينغ لشراء 160 طائرة من طرازات متعددة.. وفي السعودية، فكانت الصفقات الأبرز مع شركات الدفاع الأميركية (لوكهيد مارتن، ورايثيون، وجنرال دايناميكس، ونورثروب غرومان)، وشملت أنظمة دفاع جوي، وصواريخ دقيقة، وطائرات، وتجهيزات عسكرية متقدمة، بقيمة تقديرية بلغت نحو 142 مليار دولار. وفي قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كانت شركات مثل إنفيديا، ومايكروسوفت، وآي بي إم، وسبيس إكس من أبرز المستفيدين، إذ وقّعت عقوداً في السعودية وقطر لتطوير بنية تحتية رقمية، وخدمات إنترنت فضائي، ومشاريع ذكاء اصطناعي حكومي. علاوة على مجمع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي.

ويلفت إلى أن عديداً من رجال الأعمال الأميركيين، العاملين في قطاعات اقتصادية مختلفة، رافقوا ترمب خلال هذه الجولة، إلا أن القطاعات الأربعة المذكورة كانت الأكثر استفادة والأضخم من حيث حجم الاستثمارات والصفقات.

وتُعدّ هذه الجولة -وفق الخفاجي- بمثابة دفعة قوية لترمب، الذي لم يحقق نجاحات تُذكر على الصعيد الاقتصادي خلال الأشهر الماضية، بل أسهمت قراراته المتعلقة بالتعرفة الجمركية في زيادة الاضطراب في سوق الأسهم. لذلك، يُنظر إلى ما حققه في هذه الجولة كنجاح بارز على طريق إنعاش الاقتصاد الأميركي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق