نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”حج من نوع آخر”.. معاناة الحجاج اليمنيين تفترش الأرض على حدود الوديعة, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 02:06 صباحاً
تحت شمس لاهبة وسماء مكشوفة، يفترش المئات من الحجاج اليمنيين الأرض في منطقة "الخبت" الحدودية، العالقة بين المنفذين اليمني والسعودي.
مشهد يتكرر كل عام، وكأن معاناة الحجاج أصبحت طقسًا من طقوس الحج نفسها.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تشير المعلومات إلى توقف ما يقارب 40 حافلة في المنطقة العازلة، لم يُسمح لها بعد بالدخول إلى المنفذ السعودي، إضافةً إلى 20 حافلة أخرى لا تزال تنتظر في الجانب اليمني.
أما الركاب، وغالبيتهم من كبار السن والنساء، فقد اضطروا لقضاء ساعات طويلة في العراء، وسط غياب شبه تام للخدمات الأساسية من دورات مياه أو أماكن استراحة.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تتكرر هذه المعاناة كل عام؟
يؤكد عدد من سائقي الحافلات أن المشكلة لا تتعلق فقط بإجراءات الدخول، بل بفوضى التنظيم وسوء التنسيق بين الجهات اليمنية والسعودية، إضافة إلى غياب خطة واضحة لتوزيع الحجاج عبر دفعات منظمة.
من جهتهم، عبّر حجاج عن استيائهم الشديد، معتبرين أن الإهمال لا يليق بموسم ديني مقدس.
ويبدو أن المشكلة تتكرر سنويًا بسبب عدة عوامل متشابكة، أبرزها:
ضعف البنية التحتية في منفذ الوديعة، الذي يُعد المنفذ البري الرئيسي لحجاج اليمن.
عدم وجود تنسيق مسبق لتوزيع الرحلات البرية على فترات زمنية مناسبة.
التأخر في إصدار التصاريح والموافقات مما يؤدي لتكدّس مفاجئ.
قلة عدد الموظفين والمرافق في الجانبين اليمني والسعودي.
أصوات من المجتمع المدني وناشطون يمنيون أطلقوا مناشدات عاجلة للسلطات في صنعاء وعدن والرياض على حد سواء، مطالبين بإيجاد حل جذري لهذه الأزمة التي باتت تشوه صورة الرحلة الإيمانية وتُعرض حياة الحجاج للخطر.
ويبقى المشهد المؤلم على الحدود شاهداً على معاناة لا يستحقها من قصد بيت الله بنية خالصة، في وقت يفترض فيه أن تكون خدمة الحاج شرفًا، لا معاناة.
0 تعليق