تيار نقدي داخلي يتعزز.. هل يتحول إلى حركة تصحيحية شاملة داخل المجلس الانتقالي؟

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تيار نقدي داخلي يتعزز.. هل يتحول إلى حركة تصحيحية شاملة داخل المجلس الانتقالي؟, اليوم السبت 24 مايو 2025 01:33 صباحاً

في تصعيد لافت للنظر داخل المجلس الانتقالي الجنوبي ، أطلق نائب رئيس المجلس والعضو المؤسس، أحمد سعيد بن بريك ، انتقادات حادة للأداء السياسي والتنظيمي للمجلس، داعياً إلى "قراءة موضوعية" لتجربة السنوات الماضية، وإجراء عملية "تصحيح" شاملة تستهدف إعادة هيكلة العمل الداخلي وتعزيز كفاءة الحضور الخارجي.

جاءت هذه التصريحات ضمن منشور نشره بن بريك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة- مايسميه انصار الانتقالي- الذكرى السنوية لفك الارتباط بين الجمهورية العربية اليمنية واليمن الديمقراطية الشعبية في 21 مايو، حيث أكد أن "السنوات الثلاثين الماضية أثبتت أن حلم استعادة الدولة الجنوبية لم يكن نزوة عابرة، بل حقاً أصيلاً لشعب قدم الشهداء وتحمّل المعاناة وصمد أمام محاولات الطمس والتهميش، وما زال ثابتاً على موقفه ومتمسكاً بحلمه".

بن بريك: بعض القرارات كانت عشوائية.. والهيكلة فوضوية

وأضاف بن بريك أن "من المهم والواجب الوطني أن نجري قراءة موضوعية لتجربة السنوات الماضية، والتي أظهرت جملة من التحديات والاختلالات في الأداء السياسي والتنظيمي للمجلس"، مشيراً إلى أن "بعض القرارات اتسمت بالارتجال وغياب التخطيط"، وأن "مؤسساته شهدت حالات من الهيكلة العشوائية التي لم تستند إلى تقييم دوري لأداء الهيئات، وأهملت فيها معايير الكفاءة والشفافية".

كما انتقد طريقة إدارة العمل داخل المجلس قائلاً إن "طغت على بعض مفاصل العمل داخل المجلس نزعة بيروقراطية ومركزية مفرطة، وسادت روح من التسلط والتمييز في التعيينات وترتيب الأوضاع، سواء داخل هيئات المجلس أو في الشراكة مع الحكومة الشرعية التي اتسمت بخلل بنيوي أدى إلى تراجع فاعلية الحضور السياسي والإداري الجنوبي."

بن بريك: النقد لا يعني التخلي عن المشروع

ورغم حدة انتقاداته، حرص بن بريك على التوضيح بأن "رغم تلك التحديات الحقيقية لا يزال المجلس الانتقالي الإطار السياسي الجامع لأبناء الجنوب من مختلف توجهاتهم ومكوناتهم، وهو الكيان الذي يحظى بثقة الغالبية الشعبية باعتباره الحامل السياسي للمشروع الجنوبي نحو استعادة الدولة."

وقال إن "النقد البنّاء والاعتراف بالأخطاء والدعوة لتصحيح المسار لا تعني التخلي عن المجلس، بل تهدف إلى تقويته وتعزيز أدائه، وتهيئته ليكون أكثر فاعلية في قيادة المرحلة القادمة"، مؤكداً أن "اللحظة الراهنة وما تحمله من فرص تاريخية تفرض علينا جميعاً مسؤولية كبرى لتكريس وضوح الرؤية وتسريع وتيرة الإنجاز وتفعيل أدوات العمل السياسي بما يتماشى مع طموحات شعبنا الجنوبي ويواكب المتغيرات المتسارعة على المستويين الداخلي والخارجي."

وأشار بن بريك إلى أن "آن للحلم المتأخر أن يتحول إلى واقع ملموس ينهي زمن الشعارات ويؤسس لعهد من العمل الوطني الجاد والمثمر"، معتبراً أن "من الأمانة التاريخية أن يُبادر كل من حمل هذه القضية أن يعيد ترتيب أدواته ويُسرّع الخُطى نحو الهدف الذي انتظره الشعب طويلاً وراهَن عليه صابراً لا متردداً"، مضيفاً أن "المستقبل لا يرحم المتباطئين، والفرص لا تنتظر من يجيد الخطابة دون فعل."

الكاف: الناس أصبحوا يكرهون الجميع

وفي سياق متصل، نشر عدنان الكاف ، القيادي والعضو المؤسس في المجلس الانتقالي الجنوبي، ومنصب وكيل محافظة عدن لشؤون التنمية، ومندوب الانتقالي في هيئة التشاور والمصالحة بمجلس القيادة الرئاسي، منشوراً بعنوان "لماذا يكرهونهم "، كشف فيه عن مستوى الاستياء الشعبي المتزايد في المحافظات الجنوبية.

وقال الكاف: "أشاهد تعبيرات الناس في عدن وكراهيتهم العميقة للقائمين على السلطة في العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب. فلم تعد المظاهرات تعبيراً عن استياء من تردي الخدمات أو تراجع المعيشة أو الفساد الذي فاق كل فساد العالم، بل تحولت إلى كراهية لكل ما يمت لهذه السلطات بصلة، وانسحب ذلك الكره على جميع الأحزاب والمكونات المشاركة في هذه السلطات."

ودعا الكاف المسؤولين إلى "الاستيقاظ من غفلتهم"، وطرح سؤالاً محورياً: "لماذا يكرههم الناس؟"، مشدداً على ضرورة إجراء مراجعة حقيقية، لا خطابية فقط، وضرورة إعادة النظر في السياسات الحالية وآليات الإدارة.

تحليل الوضع: تيار نقدي داخلي يتعزز

ويرى مراقبون ومطلعون على شؤون المجلس أن ما ذهب إليه بن بريك لا يمثل حالة فردية، بل هو انعكاس لتيار نقدي داخلي يتبلور بشكل تدريجي داخل المجلس، وبدأ يجد صدى لدى عدد من القيادات والشخصيات المرتبطة به، وهو ما يشير إلى وجود توجّه عام نحو عملية "تصحيح داخلي" قد تكون مقدمة لتعديلات تنظيمية وسياسية واسعة.

وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد الضغوط الداخلية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية والخدمية، ومع تطورات إقليمية ودولية تفتح نوافذ جديدة أمام القضية الجنوبية، مما يزيد من الحاجة إلى وحدة الصف الداخلي وتصحيح الأداء التنظيمي والسياسي لاستثمار هذه الفرص.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق