ارتفاع جنوني في أسعار المواشي.. عيد الأضحى يتحول إلى أزمة حقيقية

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ارتفاع جنوني في أسعار المواشي.. عيد الأضحى يتحول إلى أزمة حقيقية, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 01:25 صباحاً

تتواصل فصول المعاناة في اليمن، الذي تُخضعه الحرب منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث تتحول المناسبات الدينية، وخاصة عيد الأضحى، إلى كابوس إضافي للشعب اليمني.

في ظل انهيار اقتصادي شامل وتدهور متسارع لسعر العملة المحلية، أصبحت أسعار المواشي واللحوم والمستلزمات المتعلقة بالعيد مرتفعة بشكل غير مسبوق، بينما تغيب أي بوادر لحلول حقيقية تخفف من معاناة المواطنين.

وأصبحت أزمة العيد هذا العام أكثر حدة، خاصة مع استمرار مليشيا الحوثي في فرض جبايات جديدة على التجار والمواطنين، ما دفع الأسعار إلى مستويات لا يمكن تحملها، حتى لأكثر الفئات بساطة.

ارتفاع صادم في أسعار المواشي

مصادر محلية من العاصمة المحتلة صنعاء، التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية، أفادت بأن أسعار المواشي شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الأخيرة. وتتراوح أسعار الخرفان بين 200 و250 دولاراً، أي ما يعادل 100 ألف إلى 120 ألف ريال، وفقاً لتسعيرة الجماعة التي تثبت سعر الدولار عند 534 ريالاً. أما الثيران، فقد بلغت أسعار بعضها قرابة 1500 دولار، أي ما يقارب مليون ونصف المليون ريال.

وتشير المصادر إلى أن عملية تسعير المواشي تتم عبر الباعة والسماسرة، دون الاعتماد على موازين دقيقة أو وجود أي تسعيرة رسمية، مما يعكس غياب الرقابة وانتشار الفوضى في الأسواق.

جبايات الحوثيين تزيد من المعاناة

الجبايات المفروضة من قبل المليشيا الحوثية على تجار المواشي والجزارين تسببت في قفزة كبيرة في أسعار الأضاحي واللحوم، ما دفع العديد من التجار إلى بيع مواشيهم مباشرة من المزارع أو في أسواق مؤقتة على أطراف المدن وخارجها، هرباً من سطوة الجباة الحوثيين.

وفي مدينة ذمار، كشف عدد من تجار المواشي عن استحداث أسواق بيع مؤقتة على جوانب الطرق المؤدية إلى المدينة، تبدأ ساعات عملها بعد الفجر وتُغلق قبل أن يبدأ مشرفو الجبايات الحوثيين بملاحقتهم. وبحسب المصادر، فإن هذه الطريقة تسهم في تقليل الخسائر وتمكين المواطنين من الشراء بأسعار معقولة، لكنها تظل محدودة بسبب الخوف من بطش عناصر الجماعة.

منع استيراد المواشي يفاقم الأزمة

منذ شهرين، منعت المليشيا الحوثية دخول المواشي المستوردة إلى مناطق سيطرتها بذريعة دعم الإنتاج المحلي، ما ألحق خسائر كبيرة بالتجار، واعتبره مراقبون خطوة خبيثة تهدف إلى احتكار السوق عبر تجار موالين للجماعة، ورفع أسعار المواشي المحلية بشكل غير منطقي.

معاناة المواطنين تتصاعد

محمد الشراعي، موظف في شركة تجارية بصنعاء، عبّر عن ألمه قائلاً إنه للعام الثالث على التوالي يعجز عن شراء أضحية العيد، ويكتفي بإقناع أطفاله الثلاثة بارتداء ملابس عيد الفطر مرة أخرى في عيد الأضحى، نظراً لضيق الحال وارتفاع الأسعار. وأضاف أنه بالكاد جلب كيلوغرامين من اللحم منذ ثلاثة أشهر بسعر 20 دولاراً، أي حوالي 5 آلاف ريال للكيلو الواحد.

أما الموظف الحكومي محمد جمال، فيسخر من حاله، قائلاً إنه اعتاد التجول في أسواق المواشي قبل العيد، لكنه في النهاية ينتهي به المطاف لدى بائع دواجن. ويضيف: "لا أزال أحلم أن أشتري لحماً في العيد، لكني أفشل كل عام".

تعز: تراجع الإقبال وارتفاع الأسعار

في تعز المحررة، الوضع ليس أفضل، إذ شهدت أسواق المواشي تراجعاً حاداً في الإقبال بعد أن ارتفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، تزامناً مع تدهور العملة المحلية التي تجاوز سعر الدولار فيها 2530 ريالاً.

يشير محمود ناجي، طالب جامعي ونجل تاجر مواشي، إلى أن الإنتاج المحلي لم يكن في أي وقت كافياً لتلبية الطلب، خصوصاً في موسم العيد، إلا أن ضعف القدرة الشرائية ومخاوف التجار من الخسارة دفعت إلى تراجع الاستيراد، دون أن ينعكس ذلك بانخفاض في الأسعار.

الماعز والضأن في تعز تتراوح أسعارهما حالياً بين 100 و160 دولاراً، أي بين 250 ألف و400 ألف ريال، بينما لا يتقاضى الموظف العادي أكثر من 100 دولار شهرياً، بل إن أعلى راتب للمعلمين لا يتجاوز 32 دولاراً فقط!

عجز السلطات المحلية عن ضبط الأسعار

قال مصدر في مكتب الصناعة والتجارة في تعز، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن السلطات المحلية عاجزة تماماً عن تحديد أو ضبط أسعار المواشي، بسبب تقلب الأسعار وتدهور العملة المستمر، مشيراً إلى أن محاولة ضبط السوق قد تفجر مشكلات إضافية، وتضر بالتجار.

الفرحة تختطفها الجبايات والغلاء

في ظل كل هذا، يبدو أن الأضحية باتت حلماً بعيد المنال لآلاف الأسر اليمنية، والفرحة تُختطف كل عام على يد من حولوا مناسبات العيد إلى وسيلة للإثراء على حساب البسطاء والمحتاجين.

هذا الواقع المرير يعكس مدى تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية في اليمن، ويكشف عن استمرار المليشيا الحوثية في فرض هيمنتها على الحياة اليومية للمواطنين، وتحويل المناسبات الدينية إلى مصائر مأساوية.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق