مع اقتراب عيد الأضحى، تتجه أنظار العديد من الأسر نحو سوق الأضاحي، في محاولة للتوفيق بين أداء الشعيرة الدينية ومتطلبات الحياة اليومية، ورغم التحديات الاقتصادية التي مر بها السوق خلال العام الماضي، إلا أن هذا الموسم يشهد مؤشرات إيجابية على مستوى الاستقرار النسبي في الأسعار وتوافر الخيارات، وهو ما يعكس مرونة السوق المحلي وقدرته على التكيف، إلى جانب دور واضح للمجتمع والدولة في تخفيف الأعباء عن المواطنين.

كيف أثّر التضخم وارتفاع تكلفة النقل والأعلاف على أسعار المواشي؟

رغم التحديات الاقتصادية التي تشهدها الأسواق ويرصدها تحيا مصر، إلا أن سوق المواشي هذا العام يشهد نوعًا من التوازن النسبي في الأسعار مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى زيادات أكبر، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف وتكلفة النقل خلال الأشهر الماضية، إلا أن العديد من التجار والمربين حرصوا على الحفاظ على استقرار نسبي في الأسعار، بهدف تنشيط المبيعات خلال موسم عيد الأضحى.

وقد ساعد توفر المعروض المحلي وتنوع خيارات الشراء ما بين الأضاحي الفردية والمشاركة الجماعية في تقليل الضغط على المستهلك، ومنح الأسر مساحة للاختيار بما يتناسب مع ظروفها. كما ساهمت بعض المبادرات المجتمعية والخيرية في تعزيز الإقبال وتخفيف الأعباء، بما يعكس روح التعاون والتكافل التي تميز هذا الموسم من كل عام.

اتجاه متزايد نحو المشاركة في الأضحية أو الشراء الجماعي

وفي ظل حرص الكثير من الأسر على أداء شعيرة الأضحية مع الحفاظ على التوازن المالي، برزت هذا العام بشكل أوضح ظاهرة المشاركة في الأضحية، سواء بين أفراد العائلة أو عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية، هذا الاتجاه لم يعد فقط خيارًا اقتصاديًا، بل يعكس وعيًا مجتمعيًا بالتكافل وترشيد النفقات، دون الإخلال بجوهر الشعيرة الدينية، وقد ساهمت هذه الصيغة في توسيع قاعدة المشاركة في الأضحية، خاصة في المدن الكبرى.

دور المبادرات المجتمعية والحكومية

ولعبت الجهات الحكومية والمجتمع المدني دورًا ملحوظًا هذا العام في تسهيل الوصول إلى الأضاحي بأسعار مناسبة، من خلال المنافذ الثابتة والمتحركة، والمعارض المدعومة، هذه الجهود ساعدت في تحقيق استقرار نسبي بالأسواق، ومنحت المواطنين خيارات متنوعة، ما بين الأضاحي الحية أو شراء اللحوم بالتقسيط أو بأسعار رمزية عبر الجمعيات.

السوق المحلي واستجابة المستهلكين

ورغم التغيرات الاقتصادية، إلا أن السوق المحلي للأضاحي أظهر مرونة ملحوظة، مدعومة بإقبال مستقر من قبل المستهلكين، لا سيما في الأسبوعين السابقين للعيد، فتجار المواشي أشاروا إلى تحسّن نسبي في الطلب مقارنة ببداية الموسم، مع توقعات بزيادة الحركة مع اقتراب موعد العيد، خاصة مع توافر خيارات تناسب مختلف المستويات الاجتماعية.