شهدت الساعات الماضية سلسلة جرائم قتل مروعة هزّت عددًا من المحافظات اليمنية، وأثارت حالة من الرعب والصدمة في أوساط المجتمع، حيث ارتكب بعض الشباب جرائم بشعة بحق أقرب الناس إليهم، من بينها قتل آباء على يد أبنائهم، وجريمة قتل زوجية نتجت عن خلاف حول كسوة العيد.

وبحسب ما رصده "المشهد اليمني"، فإن أولى هذه الجرائم وقعت في مديرية بيحان بمحافظة شبوة ، حيث أقدم شاب على قتل والده طعناً بالسكين إثر خلاف عائلي نشب بينهما داخل المنزل. ونقلت مصادر محلية أن الشاب لم يكتفِ بإحداث إصابات قاتلة لوالده، بل حاول التخلص من أدلة الجريمة بمساعدة أحد أقاربه قبل أن يتم ضبطه من قبل الجهات الأمنية.

وفي تعز ، أحالت جريمة مماثلة الأسرة إلى مأساة لا تُوصف، بعد أن قام شاب آخر بقتل والدته في مديرية شرعب ، دون معرفة الدافع الحقيقي وراء الجريمة حتى اللحظة، فيما تشير التقارير الأولية إلى وجود اضطرابات نفسية لدى الجاني.

أما في العاصمة المؤقتة عدن ، فكانت الصدمة أكبر عندما انتهى خلاف أسري حول كسوة العيد بجريمة قتل مأساوية، حيث أقدم زوج على قتل زوجته داخل منزلهما الكائن في حي المحاريق ، بعدما تصاعد الخلاف بينهما بسبب مطالبتها بشراء ملابس جديدة للأطفال بمناسبة حلول عيد الفطر، وهو ما رفضه الزوج بشكل قاطع، ليتطور النقاش إلى مشاجرة انتهت بوفاة الزوجة نتيجة طعنات متفرقة في الجسد.

وتثير هذه الحوادث المأساوية قلقاً متزايداً لدى النخب الاجتماعية والمسؤولين في ظل تنامي العنف الأسري وتكرار جرائم القتل داخل الوسط العائلي، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لوضع حد لهذه الظواهر التي تهدد النسيج الاجتماعي في البلاد.

ودعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تعزيز الرقابة المجتمعية والتركيز على الجانب النفسي والتوعوي للحد من الانفجار العنيف الذي يضرب بعض الشرائح المجتمعية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها البلد منذ سنوات.

من جانبها، أكدت السلطات المحلية أنها تعمل على ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، كما دعت إلى أهمية دور الأسرة والمجتمع في احتواء المشكلات قبل أن تتفاقم إلى جرائم لا يمكن تداركها.