نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بث مباشر.. «لبيك اللهم لبيك»: الحجاج يؤدون الركن الأعظم بوقفة عرفات في مشهد سماوي مهيب, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 10:08 صباحاً
في مشهد سماوي مهيب، لا يشبهه شيء على وجه الأرض، وقف اليوم أكثر من 105 ملايين حاج على صعيد عرفات الطاهر، وقد توحّدت قلوبهم وألسنتهم بنداء واحد يملأ الأرض والسماء: «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك».
إنها الوقفة الكبرى، الركن الأعظم من مناسك الحج، اليوم الذي تنتظره الأرواح قبل الأجساد، وتتهيأ له القلوب قبل الحقائب. هنا، عند سفح عرفات، سكنت الدنيا، وخفَّ ضجيجها، ليعلو فقط صوت التضرع والانكسار بين يدي الله.
مع شروق شمس يوم عرفة، تدفقت قوافل الحجيج من منى إلى عرفات، في تنظيم بديع أشرفت عليه مختلف قطاعات الدولة السعودية، وسط متابعة أمنية وصحية وخدمية عالية الكفاءة، لتحقق المعادلة الأصعب: سكينة الروح، وأمان الجسد.
رجال الأمن والعاملون في مختلف القطاعات انتشروا على الطرقات والدروب، يوجهون، يساعدون، يبتسمون، يروون العطش بزجاجة ماء، ويدفعون عربة مُسن، ويمدون يداً لعاجز. أما الحجاج، فكانوا كأنهم من عالم آخر، قد انسلخوا عن الزمان والمكان، ولبسوا ثوب القرب من الرحمن.
في يوم عرفة، لا تسمع إلا همس الدعاء، ولا ترى إلا دموعًا تسيل على الخدود في صمت المؤمنين. من كل لون، ومن كل لسان، من كل أمة، جاؤوا لهدف واحد: أن يُغفر لهم، وأن يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم.
في عرفات، تنقلب المقاييس، لا مال، لا جاه، لا رتب، الكل سواسية في الرداء الأبيض، الكل يبكي.. الكل يرجو.
«لبيك اللهم لبيك» لم تكن مجرد كلمات، بل ترجمة حية لعشق القرب من الله. في عرفات، تتلاقى الأرواح من كل بقاع الأرض على هدف واحد: الرحمة، والمغفرة، والعودة بخير الزاد.
هنا، عند جبل الرحمة، تسكن القلوب، وترتقي الأرواح.. وهنا، تُكتب القصص الحقيقية لقلوب كانت تائهة، فوجدت طريقها في لحظة صدق بين يدي الله.
0 تعليق