ما مصير الجمرات التي يرميها الحجاج في كل موسم حج؟

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما مصير الجمرات التي يرميها الحجاج في كل موسم حج؟, اليوم السبت 7 يونيو 2025 03:04 مساءً

يتساءل كثيرون: أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج خلال أيام التشريق؟ وهل تبقى في مكانها؟ الحقيقة أن ما يزيد على ألف طن من الحصى يُجمع كل عام، ولو تُرك دون نظام لجمعه لأصبح بمثابة "جبل جديد" في مشعر منى.

الحجاج، على مدى 3 أيام، يرمون الجمرات بدءاً من الصغرى، ثم الوسطى، فالكبرى، باستخدام حصى صغيرة يلتقطونها من مزدلفة أو منى، اتباعاً لسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي قال: "خذوا عني مناسككم".

لكن ماذا بعد الرمي؟ الجواب: هناك نظام دقيق وذكي يدخل على الخط، إذ تسقط الجمرات في أحواض خاصة تحت جسر الجمرات، ثم تتولى أنظمة آلية جمعها ونقلها على سيور ضخمة، مزودة بحساسات متقدمة تميز بين الحصى وبقية الأجسام الغريبة.

داخل هذا النظام، تُجمع الجمرات وتُرفع إلى قبو خاص أسفل المنشأة، حيث تُضغط وتُنقل إلى عربات مخصصة، ثم يتم التخلص منها باعتبارها نفايات، في مواقع مرخصة لذلك، وفق معايير بيئية صارمة.

وحسب الإحصاءات الرسمية، تقدر كمية الجمرات التي يُتخلّص منها سنوياً بنحو 1000 طن، ما يعكس ضخامة هذه العملية التي تمر دون أن يشعر بها معظم الحجاج.

منشأة الجمرات ليست مجرد جسر. هي واحدة من أضخم المنشآت الخرسانية في العالم، وتُعتبر جوهرة مشاريع الحج الحديثة. بلغت كلفتها أكثر من 4.2 مليارات ريال سعودي، وتستوعب نحو 300 ألف حاج في الساعة، بطول 950 متراً وعرض 80 متراً.

تتكون المنشأة من 5 طوابق (قابلة للتوسعة إلى 12 طابقاً مستقبلاً)، مع نفق أرضي لفصل حركة المشاة عن المركبات، و11 مدخلاً و12 مخرجاً لتنظيم حركة الحجاج.

كما جُهز المشروع بمهبط مروحيات للطوارئ، وأنظمة تبريد تعمل برذاذ الماء لتقليل درجة الحرارة إلى 29 درجة مئوية، ما يُحسِّن من تجربة الحاج في أكثر اللحظات ازدحاماً.

منذ تشييده عام 1974، خضع جسر الجمرات لسلسلة من التوسعات والتعديلات. ففي عام 1982 توسع ليصل عرضه إلى 20 متراً، ثم إلى 80 متراً عام 1987، مع إضافة منحدرات وأبراج خدمات ولوحات إرشادية.

وفي 2005، شهدت المنطقة تطويراً جذرياً شمل تحويل شكل أحواض الرمي من الدائري إلى البيضاوي، وتوسيع المداخل والمخارج، وتركيب أنظمة تحذيرية لتجنب التزاحم، ما قلل بشكل كبير من حوادث التدافع التي كانت تُسجل سابقاً.

منشأة الجمرات لم تعد فقط مكاناً لأداء شعيرة دينية، بل تحولت إلى نموذج عالمي في التنظيم الهندسي والإداري، يعكس اهتمام المملكة بتطوير خدمات الحج، وضمان راحة وأمن ضيوف الرحمن من مختلف بقاع العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق