في واقعة أثارت إعجاب المغاربة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، كشف الشاب نور الدين، الذي أصبح حديث الساعة بفضل شجاعته وتدخله البطولي لإيقاف سيارة كانت تتحرك تلقائيا، عن تفاصيل مبادرة شركة "بيجو المغرب" التي فاجأته بإهدائه سيارة جديدة من نوع "بيجو 208"، مكافأة له على موقفه الإنساني النبيل.

وقال نور الدين، في أول خروج له، إن الخبر المتداول بخصوص حصوله على سيارة جديدة من طرف الفرع المغربي للشركة الفرنسية صحيح، مؤكدا أن المبادرة فاجأته كليا ولم تخطر على باله إطلاقا، مضيفا أنه لم يكن ينتظر مقابلا لما قام به سوى الاطمئنان على سلامة الأشخاص والممتلكات.

وعن كيفية تواصله مع الشركة، أوضح نور الدين أن مكالمة هاتفية من سيدة كانت أول خيط في القصة، حيث أخبرته بأنها تمثل شركة "بيجو المغرب"، إلا أن تحفظه المبدئي دفعه للتشكيك في الأمر، خاصة أنه اعتاد تلقي مكالمات من هذا النوع في إطار المزاح، وطلب منها تأكيد هويتها عبر الاتصال به من الرقم الأرضي الخاص بالشركة.

لكن السيدة أجابته بأن مكتبها لا يتوفر على خط أرضي، مما زاد من حيرته، ليقرر بعدها البحث عن هويتها على منصة "لينكد إن"، حيث تبين له أن المعطيات حقيقية وتؤكد انتماءها فعلا إلى الشركة، ليسلمها بريده الإلكتروني الذي توصل عبره برسالة تخبره بضرورة الحضور وإحضار سيارته لفرع الشركة.

وبعد توصله برسالة إلكترونية من فرع شركة بيجو بالدار البيضاء، دعي نور الدين للحضور مرفوقا بسيارته من نوع "بيجو 205" التي استخدمها في تدخله البطولي، موضحا أنه تلقى في البداية عرضا بإصلاح سيارته المتضررة، إلا أنه أخبر الشركة بأنه قام بالفعل بإصلاحها على نفقته الخاصة، ورغم ذلك، ألحت عليه المسؤولة للحضور شخصيا، وهو ما استجاب لذلك دون أن يدرك ما ينتظره هناك.

وما إن وصل إلى مقر الشركة، حتى فوجئ باستقبال غير عادي من قبل العاملين، في مشهد وصفه بأنه فاق كل توقعاته، حيث أعجب بطريقة التعامل والترحيب، وشعر لأول مرة أن ما قام به كان محل تقدير حقيقي، قبل أن يتم توجيه سيارته نحو ورشة الصيانة، ليستغل وقت تواجده بالتقاط صور مع عدد من سيارات "بيجو"، القديمة منها والحديثة، في أجواء لم تخل من الاندهاش والامتنان.

لكن المفاجأة الكبرى كانت لا تزال في انتظاره، حيث وبمجرد توجهه إلى مكان آخر برفقة بعض مسؤولي الشركة، وجد عددا من العاملين مصطفين في مكان أشبه بمراسم احتفالية، ولم يكن يتوقع أن يكون الأمر أكثر من لقاء بسيط معهم.

وهناك، تقدم نحو نور الدين رجل يرجح أنه المدير العام للفرع المغربي، وتحدث معه مطولا عن سيارته وعمله البطولي وتضحياته، ثم أخبره بأنه تم تزويد سيارته بمقاوم للصدمات، قبل أن يفاجأه بأن السيارة التي تم تجهيزها بمقاوم للصدمات ليست سيارته القديمة، بل سيارة جديدة بالكامل من طراز "بيجو 208"، ستسلم له كهدية من الشركة عرفانا لشجاعته.

ولم يستطع نور الدين إخفاء فرحته الكبيرة، مؤكدا أن المفاجأة جعلته يعيش لحظة لا تنسى، مشددا على أن سعادته لم تكن فقط بالحصول على سيارة جديدة، بل بالاعتراف المعنوي بما قام به من عمل، وما جلبه له من فخر وشعور بالرضا عن النفس، في موقف يلخص كيف يمكن لمبادرة شخصية صغيرة أن تلهم مجتمعا كاملا وتعيد الاعتبار للقيم النبيلة.