شهدت طريق أولاد شبانة، بمنطقة سيدي حجاج أمزاب التابعة لدائرة بن أحمد بإقليم سطات، صباح اليوم الأربعاء، حادثة سير خطيرة نجمت عن انقلاب سيارة أجرة على مستوى منطقة "عين الفرت".

ولحسن الحظ، لم يُسفر الحادث عن خسائر في الأرواح، غير أنه خلّف إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الركاب، ما استدعى نقلهم بشكل مستعجل إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات لتلقي العلاجات الضرورية.

ويأتي هذا الحادث بعد أقل من 24 ساعة فقط على فاجعة أخرى شهدتها منطقة أولاد عبو، حيث أدى اصطدام سيارة أجرة إلى مصرع أربعة أشخاص، مما زاد من قلق الساكنة المحلية بشأن تكرار الحوادث المرتبطة بسيارات الأجرة، التي باتت تُتهم بتجاوزات خطيرة في السرعة، والحمولة الزائدة، وعدم احترام قانون السير.

ورغم اختلاف المعطيات التقنية للحادثتين، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو وسيلة النقل: سيارات الأجرة، التي أصبحت تثير الكثير من علامات الاستفهام حول واقع المراقبة والمحاسبة في هذا القطاع الحيوي، خاصة في المناطق القروية وشبه الحضرية.

ويؤكد عدد من المواطنين والفاعلين الجمعويين بالمنطقة أن هذه الحوادث لم تعد معزولة، بل تكشف عن اختلالات بنيوية في تدبير قطاع النقل العمومي، مطالبين الجهات الوصية باتخاذ تدابير جادة لإعادة تنظيمه وضمان شروط السلامة للمواطنين.

كما أعاد الحادثان إلى الواجهة أهمية التوعية والتحسيس بقواعد السير، سواء لدى السائقين أو الركاب، لتفادي تكرار هذه الكوارث، التي وإن لم تؤدِ دائمًا إلى الوفاة، فإنها تخلّف جروحًا نفسية، وأضرارًا اجتماعية ومادية فادحة.

وفي انتظار فتح تحقيقات مهنية تحدد الأسباب الفعلية وراء هذه الحوادث المتكررة، تبقى أرواح المواطنين عُرضة للخطر في طرقات كثيرًا ما تشهد المآسي، ونادرًا ما تشهد المحاسبة.