أُزيح الستار مؤخراً عن هوية العقل المدبر وراء موقع "تاتل لايف" المثير للجدل في بريطانيا، وهو سيباستيان بوند، المعروف باسم باستيان دوروارد، الذي اشتهر بوصفاته النباتية على الإنترنت. ورغم صورته الهادئة كمروج لنمط الحياة الصحي، تبين أنه يقف خلف منصة أثارت موجات من الانتقادات بسبب ما تحويه من تعليقات جارحة واستهداف شخصي لمشاهير وصنّاع محتوى وحتى مواطنين عاديين.

وجاء هذا الكشف بعد صدور حكم قضائي في أيرلندا الشمالية ضد الموقع، إثر دعوى تشهير رفعها زوجان أيرلنديان تعرضا لتعليقات مسيئة على المنصة. قضت المحكمة لصالحهما بتعويض قدره 300 ألف جنيه إسترليني، مع تجميد أصول بوند، واصفة الموقع بأنه "يستغل بؤس الآخرين لتحقيق الربح"، في إدانة صريحة لطريقة عمله.

وتحوّل "تاتل لايف"، الذي أُسس عام 2018، من مساحة للنقد "العادل" إلى بيئة خصبة للتنمر والتشهير، حيث يُعرف مستخدموه بـ"Tattlers" ويشتهرون بالتعليقات القاسية على كل شيء، من مظهر الأشخاص إلى حياتهم الخاصة. وتشير البيانات إلى أن الموقع استقطب أكثر من 15 مليون زيارة في شهر واحد، مما يعكس حجمه وتأثيره.

وقد اتضح أن بوند كان يدير الموقع من خلال شركات مسجلة في المملكة المتحدة وهونغ كونغ، مستخدمًا أسماء وهمية لإخفاء هويته. وقد لقي الحكم ترحيبًا واسعًا من المؤثرين وصنّاع المحتوى الذين اعتبروا أن القرار يُعد انتصارًا ضد التنمر الرقمي، ورسالة قوية مفادها أن العالم الرقمي لم يعد خارج نطاق المحاسبة.