كفى من "سعايا الرايات".. العلم الوطني لا يحتاج مجاملات ضيوف المهرجانات!

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كفى من "سعايا الرايات".. العلم الوطني لا يحتاج مجاملات ضيوف المهرجانات!, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 01:43 صباحاً

في كل دورة من دورات المهرجانات الكبرى بالمغرب، نُعيد نفس الخطأ: نُرحب، نُصفق، وننتظر من "فنانين" أجانب أن يُبدوا الحد الأدنى من الاحترام لبلد استضافهم وفتح لهم المنصات. ننتظر منهم أن يرفعوا الراية الوطنية أو يرتدوا قميص المنتخب، وكأننا نطلب منهم معروفاً أو صدقة رمزية.

المشكلة ليست في أن بعضهم يرفض أو يتجاهل، بل في رد فعلنا كمغاربة. نغضب، نكتب تدوينات، ننتقد، ثم ننسى.. ونُعيد نفس السيناريو في الدورة المقبلة. والسبب؟ عقدة "الفنان الأجنبي" التي ما زالت تلاحق بعض المسؤولين والمنظمين، وكأن القيمة تُستورد، والحب للوطن يُشترى بحركات شكلية من ضيوف عابرين.

وهنا لا بأس أن نذكر ما وقع في حفل نانسي عجرم الأخير، حين اعتلت منصة مهرجان "موازين" دون أن تُبادر لرفع العلم المغربي أو تُعبر عن أي رمزية تربطها بالبلد الذي يحتضنها. هذا التصرف، وإن بدا بسيطاً، يعكس نظرة بعض الفنانين إلى مشاركتهم في المغرب كفرصة مهنية فقط، لا أكثر. وكأن الأمر مجرد محطة في جولة فنية، لا علاقة له بالشعوب ولا بالاحترام المتبادل. وهو سلوك ليس الأول، ولن يكون الأخير، ما دام هناك من لا يرى أي إشكال في الاستمرار على هذا النحو.

f46d3de253.jpg

المغرب أكبر من أن يحتاج لأي أحد كي يرفرف علمه. وأكبر من أن ينتظر من فنان أو فنانة أجنبية أن تعترف به أو تُزين صورها بالراية المغربية. نحن دولة ذات سيادة، بتاريخ، بثقافة، بهوية. ومن لا يرى ذلك، فهو الذي خسر.

المفارقة أن هناك فنانين مغاربة يُحاربون من أجل دقيقة على منصة داخل وطنهم، بينما يُمنح غيرهم الملايين والضوء والتكريم، فقط لأنهم قادمون من "برا". وكم من فنان أجنبي صعد إلى منصة، وغادر دون أن يترك أي أثر يُذكر سوى الأجر السمين والصور.

ثم إلى متى ستظل المهرجانات وسيلة لتكريس الشعور بالنقص؟ وإلى متى سنُعامل رموزنا الوطنية كأنها تفصيل يُطلب من الغرباء؟ باراكا من السعي وراء الاعتراف. المغرب لا يحتاج لشهادة من أحد. المغرب بلد يُحترم بمن حضر إليه، لا بمن تجاهله.

المطلوب اليوم: وقفة حقيقية. مراجعة للسياسات الثقافية. دعم للفنان المحلي الذي يحمل الراية عن قناعة، لا عن مصلحة. وتحجيم لهذا التهافت على كل من يأتي من الخارج دون أن يحمل معه سوى "الاسم" والفاتورة.

كفى من الاستعراض، ولنُعد الاعتبار لما هو مغربي.. في الراية، في الفن، وفي الكرامة.

895d57f93f.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق