في أجواء تتسم بالانضباط والجدية، نجحت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بوزان في محطة امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم دورة 2025، والتي جرت في ظروف تربوية ومهنية عالية، شكلت ثمرة مجهود جماعي من مختلف المتدخلين التربويين والإداريين والأمنيين، وسط تدابير تنظيمية محكمة وإجراءات دقيقة شملت كل مراحل الاستعداد والإجراء والتصحيح.

وبلغ عدد المترشحين لاجتياز الامتحانات الإشهادية لهذا الموسم 7702 مترشحا ومترشحة، موزعين على 4152 مترشحا في السنة الأولى من سلك الباكالوريا و3550 مترشحا في السنة الثانية، من بينهم 926 مترشحا حرا، موزعين على 23 مركزا للامتحان، حيث تم كذلك تخصيص مركزين إقليميين لتصحيح إنجازات المترشحين.

واستجابة للتوجيهات الوطنية وتنزيلا للمذكرات الوزارية المؤطرة، سطرت المديرية خطة محكمة شملت إصدار الدلائل التوجيهية، تعميم النماذج السابقة للامتحانات، وتفعيل حصص الدعم والتثبيت، مع توفير مواضيع الامتحانات المكيفة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة، كما تم توزيع استدعاءات الأحرار في آجالها، وتمكين جميع المترشحين من الولوج إلى منصة Taalim.ma لتتبع مستجدات الامتحانات ونتائجها.

وعلى مستوى التنظيم الميداني، تم تأمين نقل مواضيع الامتحانات من تطوان إلى إقليم وزان من طرف المديرة الإقليمية شخصيا، بمرافقة عناصر الدرك الملكي، مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة عند عملية الإيداع والتوزيع، وضمان إيصال المواضيع إلى المراكز في الوقت المحدد، سواء في الجماعة الحضرية أو القروية، حيث وضعت جدولة دقيقة تتضمن ساعات الانطلاق والوصول، بحضور عناصر من الدرك والقوات المساعدة لتأمين العملية.

ولم تغفل المديرية جانب محاربة الغش، إذ فعلت فرقا إقليمية لليقظة التقنية، تابعت منصات التواصل الاجتماعي، كما تم تجهيز كل مركز بخلية يقظة، وتم تنسيق جهود الملاحظين ورؤساء المراكز الذين تم انتقاؤهم من كفاءات تربوية عالية، أشرفوا على ضمان النزاهة والشفافية في جميع مراحل الإجراء.

أما على مستوى التعبئة، فقد نظمت حملات تحسيسية وتواصلية لفائدة التلاميذ والأطر، وعممت منشورات توعوية حول مخاطر الغش، في حين سهر الفريق الإقليمي للامتحانات، تحت إشراف رئيس المركز الإقليمي للامتحانات، على التنسيق الدقيق بين اللجان التقنية والإدارية والميدانية، مدعوما بأطر إدارية وتربوية من ذوي الخبرة.

ولعل ما يميز دورة 2025 على مستوى إقليم وزان هو الانخراط الجماعي والفعالية في تدبير الزمن المدرسي والامتحاني، حيث تم احترام المواعيد المقررة بدقة، خلال الدورة العادية، وهو ما يعكس نضج المنظومة وتماسكها، ويترجم التوجه الوطني نحو ضمان تكافؤ الفرص وتحقيق الجودة في التقييم.

وتعد هذه المحطة التربوية تأكيدا آخر على أن إقليم وزان يسير بخطى ثابتة في مواكبة الإصلاحات الوطنية، حيث تحولت مراكز الامتحان إلى فضاءات للحكامة الرشيدة، تجسدت فيها معاني الالتزام والمسؤولية، في تناغم تام بين السلطات التربوية والمحلية، بما يليق بأهمية الاستحقاق الوطني، ويكرس ثقافة الاستحقاق والشفافية، ويمنح الأمل في غد تربوي أفضل.