نشر في تونسكوب يوم 10 - 05 - 2025

فقدت الساحة الفنية التونسية أحد أبرز الفنانين الذين أثّروا في جيل ما بعد الثورة، المغني أحمد العبيدي "كافون" الذي وافته المنية مؤخرًا بعد صراع طويل مع المرض.
كان "كافون" أحد أبرز الأسماء في مجال الراب والريڨي، حيث سطر مسيرته الفنية بنكهة تونسية مميزة وملامح شبابية تأثرت بتجربة الثورة وتحولات المجتمع التونسي.
فن موجه للشباب وأحلامهم
"كافون" جاء من الحي الشعبي، من المدينة الجديدة، ليحمل معه هموم وأحلام الشباب الذين عاشوا التحولات الاجتماعية والسياسية في تونس بعد الثورة. كانت موسيقاه انعكاسًا لمعاناة الشباب في الأحياء الشعبية، بحثهم عن فرصة في ظل ظروف اقتصادية صعبة. في أغانيه، تحدث عن التهميش، الفقر، والظلم الاجتماعي، لكنه لم ينسَ أيضًا أن يبرز طموحات وآمال الشباب في تحقيق التغيير والحرية. قدم "كافون" أعمالًا تمتاز بالحيوية والتلقائية، حيث كانت أغانيه صوتًا يعبر عن الواقع المؤلم والتحديات اليومية.
أسلوبه الفريد: مزيج بين الراب والريڨي
تميز "كافون" بأسلوبه الفريد الذي جمع بين الراب والريڨي بأسلوب يعكس الجوهر التونسي. كانت موسيقاه تمتزج بالكلمات الصادقة، والتحليل الاجتماعي، والطاقة الشبابية، مما جعلها تصل إلى قلوب محبي هذا النوع من الفن. الراب كان هو الوسيلة للتعبير عن الغضب والمقاومة، بينما الريڨي كان يشكل إيقاعًا يعكس واقع الحياة اليومية.
الصراع مع المرض والانسحاب من الساحة الفنية
في السنوات الأخيرة، عانى "كافون" من تدهور في حالته الصحية، مما اضطره للاعتزال والانزواء بعيدًا عن الساحة الفنية. هذا الانسحاب كان مؤلمًا بالنسبة لجمهوره الذي تربى على أغانيه وأسلوبه المميز. المرض كان له دور في إبطاء نشاطه الفني، لكن على الرغم من ذلك، ظل اسمه حاضرًا في الذاكرة الشعبية وفي قلب محبيه.

.