نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قفزة مفاجئة في أسعار النفط وسط تفاؤل تجاري ومخاوف من فائض الإنتاج, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:46 مساءً
في مشهد يعكس التقلبات المتسارعة لأسواق الطاقة العالمية، قفزت أسعار النفط الخام خلال تداولات اليوم الاثنين إلى أعلى مستوياتها في قرابة أسبوعين. وقد سجل خام برنت ارتفاعًا ليتجاوز حاجز 64 دولارًا للبرميل، بينما لحق به خام غرب تكساس الوسيط ليصل إلى حوالي 61.4 دولارًا للبرميل. هذه القفزة ليست وليدة التحليل الفني فقط، بل جاءت مدفوعة بمزيج مثير من التفاؤل السياسي، والتوجس الاقتصادي، والقلق الجيوسياسي، مما يمنح المشهد طابعًا دراميًا في قلب معركة النفط العالمية.
تفاؤل تجاري يدفع الأسعار للأعلى
أحد أبرز العوامل التي ساهمت في هذه الطفرة المفاجئة هو التقدم المحرز في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للطاقة في العالم. فقد أعرب كل من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير عن تفاؤلهما بشأن نتائج المناقشات التي جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع الإشارة إلى أنه سيتم الكشف عن مزيد من التفاصيل قريبًا. الأجواء الإيجابية انعكست أيضًا من الجانب الصيني، ما عزز آمال المستثمرين في استقرار العلاقات التجارية وبالتالي نمو الطلب على النفط.
خطط أوبك بلس تقيّد الطموحات
رغم موجة التفاؤل، لم تنطلق الأسعار بحرية مطلقة. إذ لا تزال خطط تحالف أوبك بلس لتسريع زيادات الإنتاج خلال شهري مايو ويونيو تشكل حاجزًا أمام أي صعود قوي في الأسعار. فزيادة المعروض في الأسواق العالمية من شأنه أن يُبقي الأسعار ضمن نطاق محدود، لا سيما إذا لم يترافق ذلك مع ارتفاع فعلي في الطلب العالمي. هذا التوازن الدقيق بين العرض والطلب يظل هو المحرك الأساسي لتقلبات سوق الطاقة.
الملف النووي الإيراني يعمق الضغوط
وفي تطور موازٍ، تزداد التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران. هذا الاتفاق، إن تحقق، قد يؤدي إلى رفع العقوبات عن قطاع النفط الإيراني، ما يسمح بعودة ملايين البراميل إلى السوق العالمية. ورغم أن هذا الاحتمال ما زال قيد النقاش، إلا أنه يمثل ضغطًا إضافيًا على الأسعار، خاصة في ظل تحذيرات متكررة من وفرة الإمدادات على حساب استقرار السوق.
النفط بين قوى السياسة والاقتصاد
تعكس التحركات الحالية في أسعار النفط التداخل العميق بين الديناميكيات السياسية والاقتصادية في رسم مستقبل السوق. ففي الوقت الذي يعزز فيه التفاؤل التجاري آمال الانتعاش، تأتي الاعتبارات الجيوسياسية والإنتاجية لتضع قيودًا حقيقية على ذلك الطموح. ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد صراعًا مفتوحًا بين قوى الدعم والضغط، في انتظار ما ستسفر عنه مفاوضات كبرى وتحالفات لا تقل أهمية عن برميل نفط واحد.
0 تعليق