تداعيات الحرب على غزة تترك آثارًا نفسية خطيرة على الجنود الإسرائيليين

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تداعيات الحرب على غزة تترك آثارًا نفسية خطيرة على الجنود الإسرائيليين, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 05:12 مساءً

تتكشف تدريجيًا الآثار النفسية والمعنوية العميقة التي خلّفتها حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة على الجنود الإسرائيليين، حيث رفض بعضهم العودة إلى القتال، بينما بات آخرون يشكّلون خطرًا على محيطهم نتيجة الصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال العمليات العسكرية.

وتبرز إفرازات الحرب النفسية والاجتماعية على الجنود الإسرائيليين من حين إلى آخر، على الرغم من سياسة التعتيم الإعلامي التي تعتمدها المؤسسة العسكرية بهدف إخفاء الانعكاسات الكارثية للحرب على شريحة واسعة من الجنود الذين انخرطوا في المعارك، ودفعوا أثمانًا باهظة نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. وتظهر هذه الانعكاسات بشكل خاص في صفوف قوات الاحتياط، حيث كشفت المعطيات عن تراجع ملحوظ في نسبة الجهوزية والانخراط في العمليات العسكرية، وهو تراجع تمدّد ليطال القوات النظامية أيضًا، إذ طالب عدد من الجنود النظاميين بإعفائهم من الخدمة في قطاع غزة.

وفي إحدى الحوادث الصادمة، أقدم جندي إسرائيلي يعاني من صدمة نفسية حادة على إطلاق النار باتجاه أقربائه، ظنًّا منه أنهم مقاومون فلسطينيون.

وفي هذا السياق، نقل المحلل العسكري الإسرائيلي روعي شارون أن “نحو عشرين جنديًا في كتيبتين من الجيش الإسرائيلي، ممن خدموا في الخدمة النظامية لمدة عام وثمانية أشهر، طالبوا بإعفائهم من الخدمة. وبعد تسريحهم من الخدمة الفعلية، بقوا ضمن قوات الاحتياط، وقد عُرضوا مؤخرًا على محاكمة داخلية أمام قائد الكتيبة، في انتظار معاينة ضباط الصحة النفسية لتحديد مدى أهليتهم للاستمرار في الخدمة. من يُثبت أنه غير مؤهل نفسيًا سيُعفى، أما من يُعتبر مؤهلًا فسيُطلب منه الاستمرار في الخدمة”.

وفي حادث مأساوي آخر، تحدّث الضابط المسؤول يوني شفايتسر عن جندي أطلق النار على جيرانه قائلًا: “إنها قصة مؤسفة. كان الجندي في منزل شقيقه برفقة أفراد الأسرة وعدد من الضيوف، ثم خرج فجأة من إحدى الغرف وهو مسلح بمسدس، وصرخ أن هناك مخربين حوله، قبل أن يفتح النار باتجاه من كان في المنزل، فأصاب زوجة شقيقه، وابن شقيقه، وصديقة العائلة التي تعرّضت لجراح بالغة”.

في موازاة ذلك، تفجّرت أزمة داخل المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية، بعد استبعاد عضو الكنيست عاميت هاليفي من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بسبب اعتراضه على خطط الجيش في قطاع غزة والتي اعتبر أنها تُعرّض حياة الجنود للخطر.

وقال هاليفي، النائب عن حزب الليكود: “إذا كان الهدف هو ضرب حماس، فيجب توجيه الضربة من الخارج، فلماذا ندخل الجنود إلى الشجاعية؟ وإذا كان الهدف هو ضرب حماس، فلماذا نُدخلهم إلى بيت حانون؟ كم من الجنود قُتلوا هناك؟ لماذا نُكرّر الخطأ؟”.

وفي هذا الإطار، أوضحت دفنا ليئيل، المراسلة السياسية للقناة 12 العبرية، أن “عضو الكنيست عميت هاليفي، وبعد استماعه إلى النقاش والخطط العسكرية في قطاع غزة، كوّن انطباعًا بأن الخطة المعتمدة ستعرّض الجنود للخطر، وقد عبّر عن اعتراضه بشكل مهني، إلا أنه جرى استبعاده من اللجنة واستبداله بعضو آخر”.

وقد أثار قرار استبعاد هاليفي موجة من الانتقادات داخل الأوساط السياسية والإعلامية، حيث وُجّهت اتهامات إلى لجنة الخارجية والأمن بمصادرة حق أعضائها في النقاش والاعتراض، وبأنها تؤيّد قرارات الحكومة دون تمحيص، ما يثير تساؤلات جدية حول آليات صنع القرار في الكيان الإسرائيلي خلال هذه المرحلة الحرجة.

المصدر: موقع المنار

أخبار ذات صلة

0 تعليق