يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين في قطاع غزة، إذ شنت طائراته ومدفعيته، منذ فجر اليوم، سلسلة غارات وقصفًا عنيفًا طال مناطق سكنية ومراكز طبية ومخيمات للنازحين، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد الشهداء الأطفال، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، بلغ حتى اليوم 16,503 طفلًا، في حصيلة مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتواصلة.

ففي مدينة غزة، استشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون في غارات استهدفت مفترق زمو شمال المدينة وشارع المخابرات شمالًا، إضافة إلى قصف شقة سكنية في عمارة الصديق قرب مطعم التاج بشارع اليرموك وسط المدينة، وأخرى في منطقة الصفطاوي، ما أدى إلى سقوط أربعة شهداء على الأقل.

كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا قرب مسجد سيد قطب في منطقة مخيم 1 بالنصيرات، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال وفتاة، فيما أسفر قصف آخر في بلوك سي داخل المخيم عن شهيد وسبع إصابات، بينها حالات حرجة. وتعرّضت مناطق متفرقة من مخيم النصيرات للقصف المدفعي، وتحديدًا في الجهتين الشرقية والشمالية من المخيم.

وفي محافظة خان يونس جنوب القطاع، أسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد أربعة مواطنين في منطقة المواصي، إضافة إلى استشهاد ماجد محمد سلمان العمور في بلدة الفخاري، ومحمد سليمان أبو قويدر في قصف شرقي المدينة، كما استُشهد اثنان في منطقة قيزان النجار. وشنت الطائرات الحربية والمسيّرات غارات على عدة أحياء سكنية جنوبي المدينة، ولا سيما القرارة، التي تعرّضت مرارًا للقصف المدفعي.

وفي منطقة دير البلح وسط القطاع، استُشهد عشرة مواطنين في قصف استهدف بركسًا قرب حاووز المياه في منطقة البركة، كما قُصفت خيمة للنازحين في مخيم الصداقة جنوبي المدينة، ما أدى إلى سقوط شهيد وعدد من الإصابات. وأعلن مستشفى العودة عن إصابة ضابط الإسعاف أمير ريحان، جراء استهداف خيمة أخرى للنازحين في المنطقة ذاتها.

أما شمال القطاع، فكان مسرحًا لاعتداءات وحشية، إذ قصف الاحتلال مخيم جباليا وبلدته، واستهدف بالقذائف المناطق الغربية والشمالية الشرقية للمخيم. كما تعرّضت بلدة بيت لاهيا لعملية نسف ممنهجة طالت مباني سكنية، بينما أعلن مستشفى العودة في تل الزعتر عن اندلاع حريق في مستودع الأدوية بعد استهداف مباشر للمشفى. واقتحمت آليات الاحتلال ساحات المشفى وأطلقت النار بكثافة، كما استهدفت الطابقين الثالث والرابع من مبنى B، ما أسفر عن وقوع إصابات.

وفي السياق ذاته، أطلقت قوات الاحتلال النار في محيط المستشفى الإندونيسي شمالًا، بالتوازي مع حصار خانق تفرضه على مستشفى العودة، واستهداف الخيام الطبية وخزانات الوقود الملحقة به، في تصعيد خطير ضد المرافق الصحية والطواقم الطبية.

وبحسب مصادر طبية، ارتقى ما لا يقل عن 20 شهيدًا في القصف الذي طال مناطق متفرقة من مدينة غزة والقطاع الأوسط منذ ساعات الفجر الأولى، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

وفجر الثلاثاء 18 آذار/مارس، استأنف الاحتلال عدوانه الهمجي على القطاع، بعشرات الغارات الجوية التي أسفرت عن أكثر من 400 شهيد و500 مصاب خلال ساعات، معظمهم من الأطفال والنساء.

وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد انتهت مطلع آذار/مارس الماضي، بعد أن استمرت 42 يومًا، وشهدت صفقة تبادل أسرى على مراحل بين فصائل المقاومة و”إسرائيل”، تخللها انسحاب محدود لجيش الاحتلال تبعته عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة.

إلا أن “إسرائيل” تنصّلت من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كانت ستستمر 42 يومًا، تليها مرحلة ثالثة بالمدة نفسها، كان من شأنها أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار والعدوان.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استُشهد 53,655 مواطنًا، فيما بلغ عدد المصابين 121,950، نحو 72% منهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أن أكثر من 1,500 إسرائيلي قُتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10,000 جريح.

المصدر: موقع المنار