نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 28-5-2025, اليوم الأربعاء 28 مايو 2025 07:28 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 28-5-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
بوادر تقدّم في المفاوضات: واشنطن نحو رفع مستوى الضغط؟
هل ينتهي التفاؤل مع قرب التوصّل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، كما في كل مرّة، بالفشل وتبادل الاتّهامات، ومن ثمّ تسعير المواجهة؟ تبدو جميع الاحتمالات واردة، لكن الإشارات الغالبة توحي بتقدُّم في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة، لبلورة صفقة محتملة تتضمّن وقفاً لإطلاق النار، في مقابل الإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين، على أن يصار التفاوض، عبر الهدنة، على مسار يؤدّي إلى إنهاء الحرب. وممّا يعزّز إشارات التفاؤل تلك، الجدّية التي يبديها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ظلّ سعي مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، لتذليل العقبات، فيما تَظهر «حماس»، من جهتها، أكثر قابلية لقبول تسوية بشروط مخفّفة، عبر قبولها بضمانات أميركية بدلاً من ربط أيّ صفقة بوقف كامل للحرب.
مع ذلك، فإن التجارب السابقة توجب عدم الإفراط في التفاؤل، خصوصاً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا يزال يسير على خطّ رفيع ما بين رغبة واشنطن في إنهاء الحرب، ورغبته الشخصية وائتلافه في مواصلتها. وهكذا، فإن غياب ضغط أميركي مباشر وحاسم، إلى جانب تمسّك نتنياهو باستغلال ائتلافه المتطرّف كذريعة للرفض أو التسويف، يمنح الرجل هامشَ مناورة واسعاً نسبياً، يتيح له تأجيل اتّخاذ موقف واضح قدْر الإمكان، وهو ما يفسّر أداءه المتردّد والمتناقض بين القبول والرفض.
في المقابل، يبدو أن ترامب اتّخذ موقفاً أكثر جدّية والتزاماً بإنهاء الحرب في قطاع غزة، والدفع في اتّجاه تسوية فعلية، فيما يمثّل تحوّلاً ملحوظاً، مقارنةً بمواقفه في مراحل سابقة. إلّا أن هذه الجدّية، وهنا المفارقة، لم تقترن بضغط وحزم حقيقيَّين؛ إذ يفضّل الرئيس الأميركي اتّباع نهج هادئ وغير استفزازي، أملاً في إقناع نتنياهو بالانصياع طواعية. لكن هل يعني فشلُ هذا النهج تصعيد مستوى الضغوط الأميركية لإجبار رئيس حكومة الاحتلال على الرّضوخ، أم أن الجولة الحالية لا تعدو كونها حلقة جديدة في سلسلة المفاوضات التي بدأت دائماً بمنسوب تفاؤل عالٍ، لتنتهي بلا نتائج؟
ترجّح التقديرات احتمال لجوء إدارة ترامب، في حال ثبت عدم جدوى الضغط الخافت، إلى التصعيد
ترجّح التقديرات احتمال لجوء إدارة ترامب، في حال ثبت عدم جدوى الضغط الخافت، إلى التصعيد إلى مستويات أعلى، وإنْ كانت لا تزال ترغب في تأمين أفضل المكاسب لإسرائيل في إطار أيّ تسوية محتملة، بما في ذلك الحدّ الأقصى من التنازلات التي تريد أن تسحبها من الفلسطينيين، في مقابل الحدّ الأدنى من التنازلات الإسرائيلية. وفيما يجري التركيز على استشراف مستقبل المفاوضات وإمكانية التوصّل إلى اتفاق، بناءً على المعطى الخارجي المتمثّل في الضغط الأميركي وجدّيته، وذلك الداخلي المتصل بإرادة نتنياهو وائتلافه في مواصلة الحرب، يغفل البعض واحداً من أهمّ العوامل الداخلية التي من شأنها تحديد المسارات القادمة، كونه يتحكّم في حسابات رئيس الحكومة ويحدّد له المساحة الممكنة لهوامش المناورة.
فالحكومة الإسرائيلية الحالية تواجه اختباراً زمنيّاً حاسماً، وهو الدورة التشريعية الصيفية التي تنتهي في أواخر آب المقبل، ما يعني التوجه تلقائيّاً إلى انتخابات مبكرة في حال سقطت الحكومة نتيجة الاتّفاق والرضوخ إلى العامل الخارجي، قبل هذا الموعد. أما في حال نجحت في تجاوز آب، وسقطت بعده، فيمكن تأجيل الانتخابات حتى بداية عام 2026 على الأقل، وهو ما يسعى إليه نتنياهو في هذه المرحلة.
إذ يراهن الرجل على أن يتمكّن، عبر المماطلة، من احتواء الانشقاقات المتوقَّعة داخل ائتلافه، في حال التوصّل إلى أيّ تسوية يضطر إليها، علماً أنه ربّما ينجح، كما حدث في السابق، في إقناع حلفائه أو إقناع بعضهم بالبقاء في الحكومة. ولعلّ ممّا يسهّل عليه تلك المهمة، أن الاتفاق لن يُلزم إسرائيل، بشكل مباشر، بإنهاء الحرب.
وليس هذا النهج على أي حال جديداً؛ إذ سبق لنتنياهو أن استخدمه في مراحل سابقة، حين وافق على صفقة تحت الضغط الأميركي، ثم عاد وفجّر الاتّفاق في مرحلة متقدّمة منه. ويبقى أن الترجيحات كبيرة أيضاً لجهة التوصّل إلى تسوية تؤدي إلى هدنة مؤقتة، لا تزال مدّتها وأثمانها في طور التبلور والأخذ والردّ. إلا أن ما لا يمكن ترجيحه، رغم جميع المؤشرات، أن تكون هكذا تسوية مقدّمة لإنهاء الحرب.
الكتائب في اختبار المتن: إعادة ترتيب الأحجام
الكذب ملح السياسة، هذا معروف، لكن أن يكذب السياسيون ويصدّقوا أكاذيبهم فهذا أمر نادر الحدوث. يوم أول أمس، وقبل دخولها إلى مكتب قائمّقام المتن الشمالي للإدلاء بصوتها في انتخاب رئيس اتحاد المتن الشمالي، أهدت رئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميل «نصرها» إلى رئيس الجمهورية. بدت الجميل واثقة جداً من فوزها، إلى درجة أن حزب الكتائب طبع صوراً كبيرة لها مذيّلة بعبارة «رئيسة اتحاد المتن الشمالي الشيخة نيكول الجميل»، وُضعت فوق مبنى بيت الكتائب في البوشرية، انتظاراً للحظة الفوز التي كان من المفترض أن تُعلن بعد تصويت 33 رئيس بلدية.
كانت المفرقعات النارية جاهزة لإضاءة سماء بكفيا وساحل المتن فور انتهاء التصويت وإعلان النتيجة النهائية. فيما تجمّع الكتائبيون في الساحة استعداداً للاحتفال، وبدأوا يحسبون أصوات الرؤساء الذين اعتقدوا أنها في «الجيبة». لكنّ المفاجأة كانت أن 11 فقط من أصل 33 صوّتوا للجميل، مقابل 22 صوتاً لرئيسة بلدية بتغرين الرئيسة السابقة لاتحاد البلديات ميرنا المر. وعلى وقع الصدمة، وضّب الكتائبيون صور «الشيخة» قبل أن يتفرّقوا بسرعة، وسط اتهامات رئيس حزب الكتائب سامي الجميل للبعض بـ«الخيانة» و«الطعن في الظهر» و«الانقلاب على إرادة الناس».
مشهد سوريالي لا يحدث إلا في حزب آل الجميل، إذ ليست هذه المرة الأولى التي يروّج فيها حزب الكتائب لأوهام يصدّقها ويتعامل معها كحقائق حتى يثبت العكس، ثم يعيد الكرة من جديد.
الأمر هذا، بحسب مخضرمين سابقين في الحزب، «أسوأ مراحل الممارسة السياسية، حين يتوقف السياسي عن الكذب على خصومه، ليبدأ بالكذب على نفسه».
ففي وقت خرج الوزير السابق إلياس المر بعد الانتخابات ليؤكد أن تحالف التيار الوطني الحر – المر يحظى بتأييد 19 بلدية وأن الاتحاد بات «في الجيب»، كان رئيس حزب الكتائب يفسّر «مسايرة» رؤساء البلديات على أنها تأييد للتغيير، ودعم محسوم لنيكول الجميل، مدّعياً تأييد رئيس الجمهورية له، ما تبيّن أنه عكس الواقع.
هذه المراهقة السياسية كثيراً ما تقود الحزب إلى طريق مسدود، خاصة عندما تقترن بسوء تقدير واضح لخصمين يتمتعان بخبرة واسعة في العمل السياسي والبلدي. يُضاف إلى ذلك وعود بعض النواب «المستقلين» المضلِّلة، إذ أوهموا الكتائب بأن خمسة أو ستة رؤساء بلديات مضمونون تماماً. كما فشلت محاولات «القوات اللبنانية» التأثير سياسياً على بعض الرؤساء الآخرين. وفي خضمّ هذا الاطمئنان الزائف، بدا سامي الجميل مرتاحاً جداً لمجريات الأمور، إلى درجة أنه سافر إلى باريس يوم الانتخابات، مطمئناً شقيقته إلى أن الكفّة راجحة لصالحها منذ أكثر من أسبوع. وكان يمكن أن يصحّ الأمر لو خاض الكتائب معركة «على المنخار»، لكنّ خسارته بفارق كبير لا تترك مجالاً للشك بوجود خلل جسيم في حسابات الماكينة الكتائبية وماكينة القوات، أو أن الحسابات الكتائبية نفسها مغلوطة بشكل عام.
في المتن الشمالي تحديداً، يُفترض أن يكون الجميل قد أدرك حجم خسارته في معقل آل الجميل التاريخي، ما يستدعي مراجعة جدّية. وينطبق الأمر نفسه على القوات اللبنانية التي لم تفز سوى ببلدية واحدة على امتداد قرى المتن، رغم تحالفها الوثيق مع الكتائب. ورغم أن استراتيجية «القوات» تقوم على تبنّي الفوز كإنجاز في حال نجاح التحالف، والتنصل من الخسارة في حال الفشل، لم يكن سامي وحده من فشل أول أمس، بل كان فشل تحالفه مع «القوات» في مواجهة تحالف المر والتيار الوطني الحر واضحاً. المفارقة أن المر، الذي تعلّم من والده ألف باء العمل البلدي، وجد التيار إلى جانبه يدعمه لاستمالة البلديات التي يسيطر عليها.
أما سامي فلم يتعلّم من تجارب والده، ولم يجد حليفاً يضيف إلى رصيده، بل على العكس، أصبح الحليف في موقف يسمح له بالاستفادة في كل الأحوال: إذا ربح سامي يتبنّى الفوز، وإذا خسر يتحوّل ضعف الكتائب إلى ربح صافٍ لمعراب.
شياطين السعودية كانت حاضرة في صيدا: طعن محتمل قد يعيق انطلاقة المجلس البلدي
لا تزال تردّدات نتائج الانتخابات البلدية في صيدا تصيب أكثر من موقع سياسي وأهلي فيها، خصوصاً أن الطابع السياسي الذي عاد وغلب على المعركة، أفضى إلى نتائج بدأ الجميع يتعامل معها على أساس أنها أرضية للتعامل مع الاستحقاق النيابي في العام المقبل.
لكنّ اللافت، أنه مثلما حصل عند انطلاق المعركة، عندما أقدمت القوى السياسية على إعلان عدم انخراطها، ونفضت يدها من تأليف اللوائح، فهي بعد النتائج، عادت بمعظمها لتعلن أنها لم تكن منخرطة في عمليات التحشيد والتصويت، علماً أن كل جهة من الجهات المعنية، عكفت على دراسة النتائج من زاوية تأثيرها على قدراتها التجييرية.
لكنّ الجديد، أن هناك جدلاً فُتح حول دقة النتائج التي أُعلن عنها رسمياً، والتي أعطت اللائحة المدعومة من تيار «المستقبل» أغلبية 11 عضواً، وأعطت اللائحة المدعومة من النائب أسامة سعد 7 أعضاء، وأتاحت وصول ثلاثة مرشحين يُعتبرون من المقرّبين من الجماعة الإسلامية في صيدا، حيث علمت «الأخبار» أن اللجنة القانونية التابعة للائحة «نبض البلد» برئاسة محمد الدندشلي، تعمل على إعادة فرز الأصوات استناداً إلى الأرقام التي سجّلتها ماكينتها خلال يوم الاقتراع، بعدما تبيّن لها وجود فرق بينها وبين الأرقام الصادرة عن لجنة القيد العليا، يتعدّى 200 صوت في بعض الصناديق. كما ازدادت شكوكها بعدما صدرت بعض المحاضر من دون تواقيع مندوبيها الحاضرين في مراكز الاقتراع. وبعد إتمام عملية التدقيق في الرقم، تتجه اللجنة إلى تقديم طعن، يُرجّح أنه في حال ثبوته سيقلب النتيجة لمصلحة لائحة محمد الدندشلي، على حساب لائحة مصطفى حجازي، ما سينتج منه أيضاً تَغيّرٌ في اسمَيْ رئيس المجلس البلدي ونائبه.
خسر اللاعبون الكبار قسماً من قوتهم في الحشد والتجيير، ونقاشات أولية قد تنتج تفاهماً على برنامج يدعمه جميع أعضاء المجلس
وبانتظار ما سوف تؤول إليه هذه الدراسة، فإن النقاش انطلق في المدينة حول مستقبل عمل المجلس البلدي في المدينة. لأن لائحة مصطفى حجازي المدعومة من النائبة السابقة بهية الحريري، قادرة على الفوز بمقعدَي رئيس ونائب رئيس البلدية، وثمة تقدير بأن هذا ما سوف يحصل، خصوصاً أن المرشح لمنصب نائب الرئيس، وهو أحمد عكرة، سبق أن اتُّفق على موقعه مع رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، ومن خلفه «القوات اللبنانية»، وأن أبو مرعي وفّر دعماً لوجستياً ومالياً لهذه اللائحة، وهو لن يقبل أن يؤول منصب نائب الرئيس إلى غيره. وسبب النقاش، هو فكرة عرضها أحد مراجع المدينة، تقول إنه يمكن أن يعقد الفائزون اجتماعات تشاورية في ما بينهم، على أن تواكبهم مرجعيات المدينة السياسية والأهلية، من أجل التفاهم على برنامج عمل للمرحلة المقبلة، مع ما يقتضيه ذلك من احتمال تعديل هوية نائب رئيس البلدية.
وفي وقت تبادل الجميع التواصل للتهاني، ظل النقاش حول حصة القوى السياسية من النتائج حاضراً بقوة، وأمكن رصد الآتي:
أولاً: إن تيار «المستقبل» الذي ثبت تفوّقه على جميع الأطراف الأخرى، لم يكن بمقدوره حشد الطاقة نفسها التي كانت تُعتبر من حصته، سواء على صعيد عدد الأصوات أو على صعيد الماكينة، وإن التراجع لا يتعلق فقط بالموقف العلني للتيار لجهة العزوف، بل لكون إدارة الرأي العام في صيدا تبدّلت كثيراً خلال السنوات الماضية، خصوصاً بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن النشاط.
ثانياً: لمس التنظيم الشعبي أيضاً، أنه خسر بعضاً من قاعدته الانتخابية. ومع أن النائب سعد، لا يزال هو مرجع التيار الناصري في المدينة، وأن الذين انشقوا عنه لا يشكّلون قوة تكسر من حجم قوته، إلا أنه تأثّر أيضاً بالظروف العامة المحيطة بعمل التنظيم وموقفه من موضوعات كثيرة، ما جعله يفقد أيضاً قسماً غير صغير من قوته التجيريية، خصوصاً أن التنظيم لم يكن يعتمد فقط على قاعدته من الطائفة السنّية.
ثالثاً: يقود النائب عبد الرحمن البزري ورشة عمل واتصالات، هدفها التأكيد على أنه لم يكن طرفاً مباشراً في الانتخابات. وهو وإن أقرّ بأنه قدّم الدعم للائحة عمر مرجان، إلا أنه يضع الدعم في الإطار اللوجستي فقط، وهو يعتبر نفسه خارج الانقسامات أو الاصطفافات التي رافقت العملية الانتخابية، ويبدو أن البزري لديه روايته المفصّلة لكل الاتصالات التي رافقت عملية تأليف اللوائح وصولاً إلى يوم الاقتراع. ويعتقد البزري بأنه لم يتضرر كما يجري الحديث، وأنه تعرّض لعمليات تشويه مقصودة من قبل أطراف أرادت إبعاده عن المشهد السياسي والأهلي للمدينة.
رابعاً: برغم عدم فوز أي مرشح يُعتبر أنه من المقرّبين من الثنائي أمل وحزب الله، إلا أن الثنائي الشيعي يعتبر أن دراسة أرقام الانتخابات، تعطيه حقّه لجهة أن الذين فازوا في اللوائح المنافسة للائحة حجازي، هم من الذين حصلوا على دعمه بأصوات تتجاوز الألفي صوت، وأن هذه الأصوات لا تقتصر فقط على الناخبين الشيعة بل على جزء من أصوات المدينة، علماً أن الثنائي، يقول إنه أبلغ جميع المتنافسين مسبقاً بأنه لن يقف إلى جانب طرف بعينه، وأنه عاتب على السلوك الذي مارسه معه معظم النافذين في المدينة، الذين كانوا يقاتلون للحصول على أصواته، لكنهم كانوا يحاذرون العلاقة المباشرة معه.
عملياً، جاءت الانتخابات البلدية في صيدا، لتعكس صورة من صور الانقسام العام في مناطق تُعتبر صافية نسبياً من الجانب الطائفي ومتعدّدة كثيراً من الجانب السياسي، لكنّ اللافت، أن مزاج الناخب الصيداوي، لم يظهر أثره الفعلي في الجانب الوظيفي للعمل البلدي، بدليل أن عمليات التحشيد والبحث عن الأصوات قامت على أساس سياسي، ولم تكن مرتبطة بأي نقاش حول ما يجب أن تقوم به البلدية.
وقد أدّى هذا الأمر إلى بلبلة كبيرة، سوف تظهر في أداء المجلس البلدي الجديد، كون المشكلات التي كانت محل اعتراض غالبية صيداوية، لا تزال قائمة، وإذا لم يُدخِل الفريق المقرّب من آل الحريري تعديلات جوهرية على المقاربة، وعلى آلية التواصل مع الناس في المدينة، فإنه سيُواجه بمعارضة قد تقود إلى عودة الإشكالات نفسها، وهو أمر سيكون له أثره الكبير على قسم غير قليل من الناخبين الذين يعرفون أن الجميع سيعودون بعد أشهر قليلة إلى عملية خطب الود، نتيجة اقتراب استحقاق الانتخابات النيابية.
يبقى أن الجانب الخارجي المؤثّر على واقع المدينة، والمتصل بالانتخابات النيابية المقبلة، لا يزال حاضراً بقوة، خصوصاً بعدما اعترف نافذون في المدينة، بأن السعودية بعثت برسائل واضحة إلى فعّاليات ومرجعيات، تحذّرها من مخاطر تعويم آل الحريري. وهو التحدّي الأبرز أمام قيادة تيار «المستقبل» وحلفائه في المدينة.
اللواء:
سلام من دبي: تلازم الإصلاح والسيادة يستوجب حصرية السلاح
لقاء بعبدا يستبق الحوار الرئاسي مع الحزب.. وزيدان رئيساً لبلدية بيروت
فرضت التطورات الإقليمية، سواءٌ لجهة التهديدات بين اسرائيل والدول الاخرى المناهضة لها في الاقليم، او لجهة الاتصالات المباشرة، والمحاولات الجارية لتبريد الجبهة السورية بين سوريا واسرائيل، نفسها على المشهد الداخلي اللبناني، الذي ينوء تحت الاعباء بانتظارات متعددة من حصر السلاح تحت سلطة الدولة وإمرتها الى عبء البحث عن مصير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وترتيبات ذلك، والمنوطة باللجنة اللبنانية – الفلسطينية التي شكلت لهذا الغرض.. الى التعيينات في مجلس الوزراء والتشكيلات والهموم المالية، والتحسينات الممكنة على الرواتب والاجور، فضلاً عن مصير اموال المودعين..
ولئن كانت صفحة الانتخابات البلدية والاختيارية طويت، بما لها وما عليها، فإن جانباً آخر من المعركة بدأ ليس فقط على مستوى رؤساء البلديات، بل اتحاد البلديات، ورئاسة البلديات في المدن الكبرى.
مجلس الوزراء
ويعقد مجلس الوزراء جلسة غداً الخميس عند الساعة الحادية عشر لبحث المواضيع المبينة في جدول الأعمال من 20 بنداً ابرزها: البند 10 تحت عنوان تعيينات مختلفة، عُلم انها تشمل تعيين نائبين لرئيس مجلس الانماء والاعمار(ماروني وشيعي) والامين العام، وسيتم اختيار اسم لكل مركز من ضمن سلة اسماء استوفت الشروط. كما سيتم الابقاء على مفوض الحكومة بالوكالة زياد نصر. ومطروح للتعيين ايضا احمد عويدات مديراً عاماً لمؤسسة اوجيرو للإتصالات.
ومن البنود طلب تطويع 36 تلميذ ضابط لصالح امن الدولة والامن العام. وطلب توقيع اتفاقيات، وتعديلات نصوص بعض مواد في بعض القوانين، ومراسيم مالية، وقبول هبات وبنود ادارية وإجرائية.
لقاء سلام ورئيس دولة الإمارات
عربياً، التقى مساء أمس الرئيس نواف سلام رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر البحر في أبو ظبي، بعد مشاركة في اعمال القمة العربية – الإعلامية في دبي.
وقد جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتنموية، حيث أعرب الرئيس نواف سلام عن تقديره للتجربة الإماراتية الرائدة في مجالات التنمية المستدامة والتكنولوجيا والحوكمة، مؤكدًا الحرص على الاستفادة منها في دعم مسيرة التقدم في لبنان.
كما شدد الجانبان على أهمية تفعيل العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وضرورة التنسيق المستمر بما يخدم مصالح الشعوب العربية ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وشكر الرئيس سلام رئيس دولة الامارات على قرار رفع حظر السفر عن المواطنين الاماراتيين مؤكداً أن أبواب لبنان مفتوحة أمام جميع الأشقاء العرب، كما شكر دولة الامارات على استضافة عشرات آلاف اللبنانيين الذين يعملون فيها بالامن والامان وجودة الحياة.
وشارك الرئيس سلام في القمة الإعلامية العربية في دبي على رأس وفد ضم وزيري الاعلام بول مرقص والثقافة غسان سلامة، والقى كلمة لبنان في المؤتمر ومماجاء فيها: لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي انهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرر أن يستعيد نفسه، ان يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته. مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، اي ان نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالا، بل مشروعا واقعيا: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنية. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذرا في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب.
أضاف: اليوم بعدما عاد لبنان الى العرب، فهو مشتاق الى عودة اشقائه العرب اليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا اننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الامن 1701، ونلتزم وقف الاعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالا لأراضينا وخروقا إسرائيلية يومية لسيادتنا.
ولا ينسى لبنان لفتات الاشقاء في الخليج العربي واشير شاكرا الى قرارات الدعم من دولة الامارات.
.. وعون ينوِّه
وفي الاطار نفسه، نوه الرئيس جوزف عون «بقرار رئيس دولة الامارات برفع الحظر عن مجيء الاماراتيين الى لبنان، وبدء الرحلات الجوية التي تحمل اماراتيين الى وطنهم الآخر لبنان».
وكان عقد امس، اجتماع عمل تقني في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، ضم أعضاء الوفد الاماراتي، الذي حضر الى بيروت ترجمة لنتائج القمة اللبنانية – الإماراتية، للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانية واولياتها، برئاسة مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي السيد عبد الله ناصر لوتاه وعضوية : القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في بيروت فهد الكعبي، والمدير التنفيذي للأداء والتميز الحكومي بمكتب رئاسة مجلس الوزراء إبراهيم سلمان، والمديرة التنفيذية لمكتب التبادل المعرفي الحكومي منال بن سالم، والمدير الاقليمي في صندوق ابو ظبي للتنمية عبد الله المنصوري، وعن الجانب اللبناني المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير وعدد من مستشاري الرئيس عون، بعد ان استقبل الرئيس عون الوفد الاماراتي.
وكان الرئيس عون اثار مع عضوي مجلس الشيوخ الاميركي السناتورين أنغوس كينغ وجايمس لانكفورد، بحضور السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون «بالتفصيل الدقيق» الوضع في الجنوب وقدرة لبنان على التحرك وتنفيذ المطلوب منه، في ظل اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي وخروقاته اليومية لإتفاق وقف اطلاق النار ومنع الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في المناطق الباقية من جنوبي نهر الليطاني، واكد انه طالما لم يتحقق الانسحاب الاسرائيلي وتتوقف الخروقات ويعود الاسرى، من المتعذر تنفيذ لبنان المطلوب منه بنشر الجيش في كامل الجنوب وبسط سلطة الدولة ومؤسساتها كاملة.
وافادت المصادر: ان وفد الكونغرس كان مستمعاً لشرح الرئيس عون، ومهتماً بما يطلبه لبنان وبخاصة حاجات الجيش وما يمكن ان تقدمة الولايات المتحدة من دعم له ليتمكن من تنفيذ المطلوب منه. لكنها اوضحت ان نواب الكونغرس لا سلطة تنفيذية لهم في الادارة الاميركية، ومن هنا يعوّل لبنان على الضغوط التي يمكن ان يمارسها الكونغرس لا سيما لجنتا الخارجية والدفاع على الادارة للضغط على اسرائيل للإنسحاب من الجنوب، وبخاصة ايضا منع عرقلة المساعدات للجيش اللبناني التي يعارضها بعض الاعضاء المتشددين الموالين للكيان الاسرائيلي. عداعن الدفع نحوتقديم الدعم للبنان في مجالات اخرى غير العسكرية.
ويرتقب ان تكون للرئيس عون زيارة الى بغداد نهاية هذا الاسبوع – الارجح يوم الاحد- او مطلع الاسبوع المقبل، وستكون زيارة قصيرة لشكرالعراق ما قدمه ويقدمه للبنان من دعم ومساعدات، لا سيما في مجال النفط والفيول لزوم انتاج معامل الكهرباء. وذلك تمهيدا لزيارات رسمية اخرى تخصصية تضم الوزراء المعنيين بتطوير العلاقات، وتوقيع اتفاقات تعاون مع الجانب العراقي.
ويبحث رئيس الجمهورية تحديداً ملف المساعدة العراقية في إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ ينتظر العراق أن تصدر الحكومة اللبنانية قراراً بإنشاء هيئة رسمية تتولّى قبول المساعدات في ملف الإعمار. وقد تتضمّن الزيارة لقاء بين عون والمرجع الديني الأعلى في النجف السيد علي السيستاني. اضافة الى رئيسي الجمهورية والحكومة.
وينتظر لبنان مجيء الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت والمقررة حسب معلومات «اللواء» من مصادر رسمية الاسبوع المقبل، لكن لم يتم بعد تحديد موعد الزيارة بشكل نهائي ولاجدول اعمالها وتحركها سواء منفردة اومع لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701.
وسيطّلع الجانب اللبناني على ما تحمله اورتاغوس، لجهة المطالبة الاميركية المتكررة بنزع سلاح حزب الله ضمن مهلة محددة زمنياً لا تتجاوز الـ6 اشهر.
وحسب مصدر مقرب من «الثنائي» ومطّلع على ما دار في اللقاء بين الرئيس عون ووفد حزب الله برئاسة النائب محمد رعد، فإن الرد على موضوع حصر السلاح بيد الدولة، تمثل بكلام رعد من انه لا «امتيازات تُمنح للدولة من دون واجبات تلتزم بها»، مؤكداً أنّ «التفاهم لا يُبنى إلّا حين تتساوى الالتزامات مع الواجبات»، في رسالة مباشرة إلى أن ملف سلاح المقاومة لن يكون بنداً تفاوضياً خارج المعادلة الثلاثية، وبعيداً عن التزام الدولة بتنفيذ وتطبيق الأولويات التي قدّمها حزب الله للرئيس عون والتي يعتبرها مدخلا إلزاميا للبحث في هذا الملف.
وفي سياق المتابعة المالية، استقبل وزير المال ياسين جابر امس سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وجرى عرض للأوضاع العامة والخطوات الإصلاحية التي تقوم بها وزارة المال. وتوقف الطرفان عند الدينامية الجديدة المتبعة من قبل الوزارة، والمتمثلة بإجراءات تسرّع متطلبات الاستقرارين المالي والنقدي وتحّفز النمو. كما جرى عرض للعلاقات الثنائية اللبنانية السعودية والأجواء الإيجابية التي أرختها مواقف المملكة تجاه لبنان، والتي بدون شك ستُعزز العلاقات الفُضلى والمميزة بين الدولتين والشعبين الشقيقين، والتي يؤمل أن تعطي أيضاً دفعاً لتنشيط عوامل الاستثمار وتشجيعه لتعود الدورة الاقتصادية في البلاد إلى حال التعافي. وأبدى جابر ارتياحاً للأجواء التي سادت اللقاء، كما أبدى تفاؤلاً بأن تنتج الخطوات الإصلاحية المتسارعة التي يقوم بها لبنان سواء على المستوى الحكومي أو التشريعي، واقعاً نهضوياً يؤشر إلى مرحلة انفراج مقبلة.
وفي اطار متابعة الاتصالات من اجل التمديد لليونيفيل، استقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا. وتم في خلال اللقاء التداول في أهمية تعزيز التنسيق المستمر مع منظمات الأمم المتحدة، خصوصا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وفي هذا السياق، شدد الوزير منسى على «أهمية التمديد لمهمة اليونيفيل في جنوب لبنان خلال شهر آب المقبل من دون إدخال أي تعديلات عليها، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي تؤديه هذه القوة في دعم الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة».
زيدان رئيساً لبلدية بيروت وحداد نائباً
بلدياً، تم امس، في مكتب محافظ بيروت مروان عبود و بحضورأعضاء المجلس البلدي المنتخب، انتخاب المهندس ابراهيم زيدان رئيساً لبلدية بيروت، وقال زيدان بعد انتخابه:ستكون البلدية في خدمة المواطنين، وسنعمل على تأمين الخدمات الناقصة، ونريد الحفاظ على العاصمة، والفريق متجانس ويريد العمل يداً بيد.
كما تم انتخاب المحامي راغب حداد نائبًاً للرئيس. وهوشكر الأعضاء الذين انتخبوه، وقال: وسنكون يداً واحدة في المجلس الجديد لما فيه خير بيروت.
وقال المحافظ عبود: انها انطلاقة مرحلة جديدة في مسار العمل البلدي، آملاً أن تكون مشرقة، وتُمهّد لعصر ذهبي تعود فيه بيروت إلى واجهة العمران والتنمية.
وأكد عبود أن المجلس البلدي الجديد يتميز بتركيبة جامعة تمثّل مختلف الأطراف، ما يُشكّل عامل قوة في سبيل التفرغ للإنتاج وإعادة الإعمار، قائلاً: بيروت بحاجة إلى النهضة والإعمار، والمرحلة المقبلة ستكون للعمل لا للتعطيل.
وكشف المحافظ أن المرحلة المقبلة ستشهد تشكيل لجان متخصصة في مجالات الأشغال والشؤون الاجتماعية والزراعة، موضحًا أنه سيُشرف شخصياً على أعمال هذه اللجان لضمان تنفيذ المشاريع المقررة.
كما أشار إلى نيّة إشراك خبراء وممثلين من المجتمع الأهلي وأفراد من اللوائح التي لم يحالفها الحظ في الفوز، بهدف توسيع دائرة المشاركة وتحقيق مصلحة بيروت بعيداً عن الاصطفافات واتفقنا على إشراك الجميع في اللجان وعدم استثناء أحد ليكون لجميع أهل بيروت الحق في المشاركة فالمرحلة المقبلة مرحلة عمل وإنتاج.
تجميد مفاوضات الحد الأدنى
على المستوى المعيشي، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر أن الحديث عن رفع الحد الأدنى للأجور قد جُمّد بانتظار مشورة مجلس شورى الدولة الذي ننتظر رأيه في المرسوم، فيما نعدّ مراجعة أمامه على غرار المراجعة التي جرت العام الماضي في ما خص موضوع إلغاء 9 ملايين ليرة وهو بند بدل غلاء معيشة.
وأكد الأسمر أن الاتصالات مستمرّة مع وزير العمل وهناك وعد بأن تكون هناك شطور وبدلات غلاء معيشة في نهاية العام، لكنّنا لا نعول على الوعد فرغم أن الوزير يقوم بمساعيه إنّما الواقع يتعلّق بالهيئات الاقتصادية التي ترفض هذه المسألة، ما ينعكس سلباً على التراتبية الإدارية والوظيفية داخل المؤسسات.
وعن تحديد 320 دولاراً كحد الأدنى للأجور،قال: أنّ هذا الرقم مرفوض، لأنه لا يساوي شيئاً أمام الواقع الاقتصادي الحالي وزيادة الغلاء، مشيراً إلى وجود رفض لزيادة متممات الأجر وهي المنح المدرسية بما يتلاءم مع الواقع إن في المدرسة الرسمية أو الخاصة.
وأشار إلى أن المفاوضات لم تنقطع ولكنها تراوح مكانها ولا تعطي النتيجة المطلوبة، فيما سيكون للاتحاد موقف ولن يقف مكتوف الأيدي، بل قد يلجأ إلى الاعتصامات والنزول إلى الشارع.
الجنوب: إجراءات للجيش بمواجهة التوتير الإسرائيلي
جنوباً، توغلت فجر امس، قوة اسرائيلية مسافة 150 مترا داخل الحدود اللبنانية الى كروم المراح قبالة موقع البغدادي في اطراف ميس الجبل الشرقية، وتمركزت بالقرب من منزل المواطن حسان عمار الذي عاد للإقامة فيه مع زوجته و أطفاله، و حفاظاً على سلامتهم، بادر عمار الى اخراجهم من المنزل قبل ان يعود اليه بالتزامن مع استمرار ورشة الأشغال الإسرائيلية واستقدمت جرافتين للعدو الى مقربة من الطريق العسكري الحدودي.
وتوجهت قوة من الجيش اللبناني إلى كروم المراح فيما واصلت القوة الإسرائيلية أعمال التجريف لاستحداث ساتر ترابي داخل الأراضي اللبنانية وبقيت قوة المشاة تتحرك داخل الاراضي اللبنانية شرق ميس الجبل متخطية احد المنازل و من دون دخول الجرافات التي بقيت قرب الحدود.
وصباح امس إنسحبت القوة المعادية من كروم المراح بعد استحداثها ساترا ترابيا وقضمها عشرات الامتار من الأراضي اللبنانية. وتوجهت آليات تابعة لفوج التدخل في الجيش اللبناني، برفقة عناصر من مديرية المخابرات – مكتب تبنين، وجرافات تابعة لفوج الأشغال، إلى منطقة كروم المراح لإزالة الساتر الترابي.
وأشعل العدو حريقاً كبيراً في المساحات المفتوحة بين قرية الغجر وبلدة العباسية وبين الغجر وسهل الماري باقطاع الشرقي للجنوب، كما ألقى العدو قنبلة صوتية على راميا. وذكرت معلومات عن وقوع اصابة طفيفة.
وأزال الجيش اللبناني الساتر الترابي الذي اقامه العدو الاسرائيلي في خلة غاصونه خراج بلدة بليدا .وعثرت عناصر مديرية المخابرات على جهاز تجسس كاميرا بالقرب من الساتر وعملت على تفكيكه من قبل فوج الهندسه في الجيش.
الى ذلك، ارتقى الشاب عبد الله زين الدين متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها جراء غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية كان يستقلّها على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور قبل ايام. كما اعلن عن استشهاد الشاب نبيل بلاغي في ياطر.
البناء:
انهيار مشروع واشنطن وتل أبيب للمساعدات ومجزرة حصيلتها 50 شهيداً وجريحاً
المسارات التفاوضية للأزمات تدخل أسبوعاً حاسماً في اسطنبول ومسقط والدوحة
إعادة الإعمار إلى الواجهة بين رئيس الحكومة والثنائي والضغط الشعبيّ خيار وارد
كتب المحرّر السياسيّ
بعد حملة دعائيّة رافقت ولادة شركة لتنظيم تسليم المساعدات لسكان غزة في جنوب القطاع، تقول المقاومة إنها مجرد واجهة لمهام أمنية تنفذها مجموعات من المرتزقة الذين تمّ تجنيدهم للمهمة، انهار المشروع دفعة واحدة، عندما تسبّب بمقتل وجرح أكثر من 50 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال حراس الشركة، على طالبي المساعدات الذين دخلوا بالآلاف وفقد المرتزقة الأميركيون السيطرة على الموقع وقاموا باستدعاء جيش الاحتلال الذي فتح النار على الجائعين الذين وصلوا مقرّ الشركة، ووفقاً لمصادر معنيّة بالمساعدات يشكل هذا الفشل المتوقع تصويتاً لصالح العودة الحصرية لتولي المهمة بالطريقة السابقة من خلال تعاون المنظمات الأمميّة مع السلطات الإدارية المحلية في غزة المقرّبة من حركة حماس.
بالتوازي قالت مصادر دبلوماسية إن التوتر والطريق المسدود لفرص الحرب، يجمع مسارات التفاوض الخاصة بالملفات الساخنة، في حرب أوكرانيا والملف النووي الإيراني والحرب في غزة، وقالت المصادر إن التوتر الأميركي الروسي الناجم عن تقدير أميركي بأن الأولوية الروسية ليست لوقف الحرب بل لفرض أمر واقع يتيح فرض الشروط الروسية، والخروج من هذا التوتر مصلحة مشتركة أميركية روسية وهو ما لا يمكن تحقيقه دون التحضير لمسار تفاوضي قابل للحياة، إحداث اختراق في اتجاه الحل السياسي، بينما في الملف النووي الإيراني ورغم تعقيد ملف تخصيب اليورانيوم وتمثيله مفصلاً حساساً بنظر الفريقين الأميركي والإيراني، وتمسك كل من الفريقين بموقفه المبدئي، فإن القناعة قائمة بوجود مصلحة مشتركة بعد فشل التفاوض والعودة إلى أحد نوعين من المواجهة غير المجدية، المواجهة الباردة وعنوانها العقوبات الأميركية ورفع مستوى التخصيب الإيراني، أو المواجهة الساخنة وعنوانها حرب لا يريدها الطرفان، فيصبح التفاوض والبحث عن مخارج للعقد التفاوضية إلزامياً، وهذا هو ما عملت عليه مسقط لابتكار حلول ومخارج تلاقي قبول الطرفين، وتقديم تنازلات متبادلة بينهما. وبالعودة إلى غزة تؤكد المصادر أن الطريق المسدود لخيار الحرب الإسرائيلية وضغط الحكومات والشارع في دول الغرب بلا استثناء، وتصدّع الوضع الداخلي الى حد يصعب تحمل تداعياته فيما جيش الاحتلال لا يملك أي أفق لتحقيق انتصارات تذكر وهو يعاني التفكك والعجز البشريّ وتراجع الروح القتالية، بينما القتل والتجويع والتدمير سياسات تكفلت بتدمير سمعة “إسرائيل” في الغرب وأشعلت غضب الشارع والحكومات، وكلها عناصر تضغط لطلب إيجاد حل سياسي، ما يجعل الأسبوع القادم مفصلياً في هذا السياق ليس في غزة فقط، بل في أوكرانيا والملف النووي ايضاً.
لبنانيا كشفت مصادر نيابية عن عزم الثنائي الوطني على خوض معركة إعادة الإعمار بوجه تلكؤ الحكومة ورئيسها، بعدما صار واضحا للثنائي أن التركيز على سلاح المقاومة يجري لحساب التغطية على التهرب من المسؤوليات في إطلاق ورشة إعادة الإعمار، ولم تستبعد المصادر ان تخرج الى الواجهة تحركات شعبية ضاغطة.
يتحرّك لبنان على خطوط متشابكة من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسط محاولات حثيثة لإعادة التموضع عربياً ودولياً، بينما تبقى ملفات أساسيّة، كالإصلاحات والسيادة، رهينة التجاذبات الداخليّة والمصالح المتقاطعة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.
وبينما يترقّب لبنان زيارة المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس إلى بيروت، تتجه الأنظار إلى زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى بغداد الأحد ولقائه المرجع الدينيّ السيد علي السيستاني والرئيس العراقي، في محاولة لبناء جسور تعاون مع العراق، خصوصًا في ملف إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي. هذه الزيارات تأتي في سياق حراك دبلوماسي متشعّب يشمل أيضًا انفتاحًا متزايدًا على دول الخليج، كما تؤكده زيارة الوفد الإماراتي إلى بيروت، والدعم السعوديّ للبنان، ما يعكس دينامية إقليمية جديدة تهدف إلى إعادة وصل لبنان بمحيطه العربي.
وفي الداخل، تتقاطع الضغوط بين متطلبات الإصلاحات والملفات السيادية. رئيس الجمهورية جوزاف عون يُصرّ على مقاربة ملف السلاح بواقعيّة، مع التمسك بمبدأ حصره بيد الدولة، لكن من دون تجاهل التوازنات الداخلية، حيث يشدد على الحوار مع حزب الله لتجنب أي انزلاق نحو المواجهة. في المقابل، يتمسّك الحزب بسلاحه كضمانة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة وجود ضمانات دولية، وهو ما يعقّد الملف، في ظل تأخّر الحسم الأميركي في هذا الشأن.
وفي المقابل يدفع رئيس الحكومة نواف سلام نحو مسار مغاير، يركز على بناء دولة القانون والسيادة، مع التأكيد على إنهاء ثنائية السلاح التي عطلت مشروع الدولة لعقود، مجددًا الدعوة للانتماء العربيّ ورفض الارتهان للمحاور. وأكد سلام خلال مشاركته في قمة الاعلام العربي في دبي أن “لبنان ينهض اليوم من ركام أزماته. بلدنا الذي أنهكته الانقسامات والحروب والوصايات، قرّر أن يستعيد نفسه، أن يستعيد كلمته، أن يستعيد دولته. مشروعنا يقوم على تلازم الإصلاح والسيادة التي تستوجب حصرية السلاح، أي أن نتحرّر من ثنائية السلاح التي كانت تؤدي الى ثنائية القرار وضياع مشروع الدولة الوطنية. ورؤيتنا للبنان ليست خيالاً، بل مشروعاً واقعياً: دولة قانون ومؤسسات لا دولة محاصصة وزبائنيّة. دولة سيادة لا ارتهان. دولة قرار لا ساحة صراعات. إننا نريد لبنان الذي يمتلك قراره في السلم والحرب. نريد لبنان متجذراً في هويته وانتمائه العربيين، المنفتح على العالم القادر أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب”. أضاف “اليوم بعدما عاد لبنان إلى العرب، فهو مشتاق إلى عودة أشقائه العرب إليه، عودة فاعلة قائمة على الشراكة والتكامل. لكن دعوني اذكر هنا أننا فيما نعمل على تنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن 1701، ونلتزم وقف الأعمال العدائية، لا نزال نواجه احتلالاً لأراضينا وخروقاً إسرائيلية يومية لسيادتنا”. اضاف “ولا ينسى لبنان لفتات الأشقاء في الخليج العربي وأشير شاكراً الى قرارات الدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الذي وعد ووفى، وسمح بعودة زيارة الاخوة الإماراتيين لبلدهم الثاني لبنان. كما لا ننسى أن نحو 190 ألف لبناني يعيشون ويعملون بكل تفان وإخلاص في بلدهم الثاني، الإمارات، وينعمون فيها بالأمن والأمان وجودة الحياة”.
وأمس، التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون وفدًا إماراتيًا حضر للاطلاع على حاجات الدولة اللبنانيّة، ترجمةً لنتائج القمة اللبنانيّة – الإماراتيّة. وأكد رئيس الجمهورية أن “الاهتمام الذي أبداه الشيخ محمد بن زايد بدعم لبنان يؤكّد عمق العلاقة الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”. وقال “وجود البعثة الإماراتية في بيروت اليوم يُشكّل ترجمةً عمليةً لهذه العلاقة التي تنمو يومًا بعد يوم، وهي مصدر شكر وتقدير من الشعب اللبنانيّ بكل أطيافه”. وتمّ التأكيد على أن “زيارة الوفد الإماراتي إلى لبنان تُشكّل امتدادًا لزيارة الرئيس عون الأخيرة إلى أبو ظبي”.
واستقبل وزير المال ياسين جابر صباح سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري وجرى عرض للأوضاع العامة والخطوات الإصلاحيّة التي تقوم بها وزارة المال. وتوقف الطرفان عند الديناميّة الجديدة المتبعة من قبل الوزارة، والمتمثلة بإجراءات تسرّع متطلبات الاستقرارين المالي والنقدي وتحّفز النمو. كما جرى عرض للعلاقات الثنائية اللبنانية السعودية والأجواء الإيجابيّة التي أرختها مواقف المملكة تجاه لبنان، والتي من دون شك ستُعزز العلاقات الفُضلى والمميزة بين الدولتين والشعبين الشقيقين، والتي يؤمل أن تعطي أيضاً دفعاً لتنشيط عوامل الاستثمار وتشجيعه لتعود الدورة الاقتصادية في البلاد إلى حال التعافي. وأبدى جابر ارتياحاً للأجواء التي سادت اللقاء، كما أبدى تفاؤلاً بأن تنتج الخطوات الإصلاحية المتسارعة التي يقوم بها لبنان سواء على المستوى الحكومي أو التشريعي، واقعاً نهضوياً يؤشر إلى مرحلة انفراج مقبلة.
وعقدت اللجنة الفرعيّة لقانون إصلاح المصارف اجتماعاً برئاسة النائب إبراهيم كنعان وحضور وزيري المال والاقتصاد ياسين جابر وعامر بساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، ورئيسة لجنة الرقابة على المصارف مايا دباغ. وناقش الاجتماع المادة 5 التي تتعلّق بتكوين الهيئة المصرفيّة العليا، التي تناط بها عملياً مسألة البتّ بأي موضوع يتعلّق بتصفية المصارف أو دمجها، أو بإصلاح وضعها بحسب ظروفها، بعد التقييم المستقلّ لأوضاع هذه المصارف. وقد تقدم حاكم مصرف لبنان باقتراح عملي لتعديل مشروع الحكومة. وقد نوقش بشكل مبدئي مع الحاضرين، بمن فيهم الوزراء ولجنة الرقابة على المصارف. واتخذ القرار بإعطاء المجال بضعة أيام للمعنيين لدراسة الموضوع، خصوصاً أنه يركز على استقلاليّة مصرف لبنان والهيئة العليا عن أي تداخل سياسيّ من قبل الحكومة أو مصرفي من قبل المصارف”.
وبحسب أعضاء اللجنة فإن الاقتراح يرمي الى هيئة مستقلة، لا يتمّ تعيين خبراء فيها من قبل الحكومة، أو ممثلين عن المصارف في الهيئة لأنها تتعلّق باتخاذ قرار بأوضاع المصارف. وهذا الاقتراح سيبحث لاتخاذ القرار المناسب في شأنه والبتّ به في الجلسة المقبلة، إضافة الى المادة 6 المتعلقة بموجبات أعضاء الهيئة المصرفية العليا.
وفي سياق متابعة عمليات المسح الهندسي في المناطق الجنوبية، عثرت وحدة عسكرية مختصة على جهاز تجسس للعدو الإسرائيلي، مموّه ومزود بآلة تصوير في خراج بلدة بليدا – مرجعيون، وعملت على تفكيكه. كما عملت الوحدة على إزالة ساترَين ترابيَّين بعد إقامتهما في بلدتَي بليدا وميس الجبل – مرجعيون من قبل العدو. وتتابع قيادة الجيش الوضع في الجنوب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وسط استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واعتداءاته على اللبنانيين ولا سيما في منطقة الجنوب. أيضاً، توجهت آليات فوج التدخل في الجيش اللبناني برفقة مديرية المخابرات (مكتب تبنين) وجرافات فوج الأشغال إلى منطقة كروم المراح شرقي مدينة ميس الجبل، لإزالة الساتر الترابيّ الذي رفعه الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وكانت انسحبت القوة الإسرائيلية التي توغّلت إلى كروم المراح عند أطراف ميس الجبل فجر أمس، بعد رفعها ساتراً ترابياً وقضمها عشرات الأمتار من الأراضي اللبنانية هذا وأغار الطيران الإسرائيلي مستهدفاً محيط بلدة ياطر، ما أدّى إلى وقوع شهيد جراء الغارة عملت فرق الإسعاف على نقلها إلى أحد مستشفيات المنطقة.
واستقبل وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في مكتبه في اليرزة، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا. وتمّ في خلال اللقاء التداول في أهمية تعزيز التنسيق المستمر مع منظمات الأمم المتحدة، خصوصاً قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وفي هذا السياق، شدّد الوزير منسى على “أهميّة التمديد لمهمة اليونيفيل في جنوب لبنان خلال شهر آب المقبل من دون إدخال أي تعديلات عليها، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي تؤديه هذه القوة في دعم الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة”. وتناول البحث ملف النازحين السوريين في لبنان وضرورة وضع خطة واضحة لعودتهم إلى بلادهم، في ظل المتغيرات التي طرأت على الساحة السورية. وشمل النقاش أيضاً الوضع على الحدود اللبنانية السورية والإجراءات المتخذة لمراقبة وضبط الحدود.
وكتب سفير بريطانيا هاميش كاول على منصة “إكس”: “الحدود الشرقيّة مع سوريا. رأيت الأسبوع الماضي كيف تدعم قواعد التشغيل الأمامية الجديدة للجيش اللبناني مكافحة التهريب وتعزز أمن الحدود. أشدت بجنود فوج الحدود البري الثالث لعملهم الدؤوب في الدفاع عن لبنان. دعم المملكة المتحدة مستمر”.
المصدر: صحف
0 تعليق