تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّ حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة، في عدوان مستمر منذ أكثر من 600 يوم، وتحديدًا منذ استئناف العمليات العسكرية قبل 72 يومًا، عقب تراجع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد جاء هذا التراجع مدعومًا بإسناد سياسي وعسكري أميركي مباشر، وسط صمت دولي وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي، الذي يواصل تجاهل الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن طائرات الاحتلال شنت عشرات الغارات الجوية خلال الساعات الماضية، فيما تواصل قوات الاحتلال منع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ مطلع مارس/آذار الماضي، ما فاقم الأزمة الإنسانية وعمّق مشهد المجاعة المتفاقمة التي يواجهها سكان القطاع.

وأكدت وزارة الصحة في غزة استشهاد 14 مواطنًا منذ فجر اليوم، جراء سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مناطق مختلفة في القطاع.

وفي تفاصيل الاعتداءات الميدانية، قصفت طائرة مُسيّرة تابعة للاحتلال موقعًا في منطقة ارميضة ببني سهيلا شرق مدينة خان يونس، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية وسط القطاع، تزامنًا مع إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال باتجاه بلدة القرارة شمالي خان يونس.

وفي تصعيد نوعي لاستهداف المنازل المدنية، استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الصحفي أسامة العربيد في مدينة غزة. كما ارتقى ستة شهداء وأُصيب عدد من المدنيين في قصف آخر استهدف منزلًا لعائلة عقيلان في مدينة دير البلح وسط القطاع.

واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا في حي الصفطاوي شمالي مدينة غزة، في حين فجّرت وحدات الاحتلال مبانٍ سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة وجنوب مدينة خان يونس.

كما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية عند منتصف الليل استهدفت منطقة معن شرق خان يونس، في استمرار واضح لسياسة التدمير الشامل للمناطق السكنية.

ويوم أمس، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مدينة رفح جنوب القطاع، بحق مدنيين تجمّعوا في مناطق توزيع المساعدات التي يديرها الاحتلال فيما يُعرف بـ”المناطق العازلة”.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن ثلاثة مواطنين استُشهدوا، وأُصيب 46 آخرون، فيما لا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين، بعدما فتحت قوات الاحتلال النيران باتجاه المدنيين الجوعى الذين استجابت غالبيتهم لنداءات الاحتلال بالحضور لاستلام مساعدات إنسانية.

وأكد المكتب أن ما جرى في رفح يمثل مجزرة موثّقة وجريمة حرب متكاملة الأركان ارتُكبت بدم بارد ضدّ مدنيين أنهكهم الحصار والتجويع، الذين يُحاصرون منذ أكثر من 90 يومًا بإغلاق المعابر، ويعيشون تحت وطأة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 20 شهرًا، في ظل انقطاع شامل للغذاء والدواء، ضمن مخطط مفضوح للإبادة والتهجير القسري، أقرّ به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه بشكل علني.

المصدر: مواقع