العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني.. كسرٌ لهيبة الردع وتبديلٌ في قواعد الاشتباك

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني.. كسرٌ لهيبة الردع وتبديلٌ في قواعد الاشتباك, اليوم الجمعة 30 مايو 2025 05:49 مساءً

تواصل القوات المسلحة اليمنية تنفيذ ضربات عسكرية نوعية استهدفت عمق كيان العدو الصهيوني، في خطوة تجاوزت البعد التضامني مع غزة، لتتحول إلى عنصر حاسم في معادلة الردع الإقليمي، وتُعيد رسم ملامح المواجهة في المنطقة.

توقيت هذه الضربات، خصوصاً تلك التي نُفذت في وضح النهار، كشف عن إدراك يمني لتأثير البعد النفسي على الجبهة الداخلية في كيان العدو، حيث ترتب على ذلك شلل جزئي في الحياة اليومية، وارتفاع ملحوظ في حالات الذعر داخل المستوطنات، كما برز في واقعة إخلاء ملعب رياضي بالكامل إثر إنذار أمني مفاجئ.

القدرات الاستخباراتية والعسكرية للعدو وحلفائه، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لم تُفلح في تعقب أو إحباط هذه الهجمات. فشل الأقمار الصناعية والمنظومات الدفاعية الأميركية في رصد مسارات الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن يشي بعجز عميق في بنية الرصد والردع لدى العدو.

وبينما تلوّح صنعاء بتوسيع بنك أهدافها ليشمل مطارات وثكنات عسكرية ورادارات، تبدو رسائل الردع اليمنية واضحة، مفادها أن استهداف غزة لن يمر دون كلفة، وأن المعركة مفتوحة زمنياً ومجالياً.

الهجمات اليمنية لم تقتصر على الجبهة العسكرية، بل امتد تأثيرها إلى مجالات اقتصادية ونفسية. فالخسائر الاقتصادية جراء توقف الرحلات الجوية، وانكماش السياحة، وتعطيل حركة الموانئ والملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، تُقدّر بمليارات الدولارات، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الإسرائيلي أصلاً تراجعاً بفعل كلفة الحرب على غزة.

المعطيات الميدانية تشير إلى حالة من الانهيار التدريجي في المعنويات داخل كيان العدو، تجلت في ازدياد طلبات المغادرة وعدم عودة شريحة من المستوطنين، بالإضافة إلى التوتر النفسي المتصاعد لدى شرائح واسعة من المجتمع، لا سيما في أوساط الطلاب والعمال.

المنظومات الدفاعية الجوية، رغم التكاليف الباهظة لتشغيلها، فشلت في ضمان “الأمن الكامل”، فيما باتت الطائرات المسيّرة اليمنية ترسل رسائل مركبة، بأن التهديد لا يقتصر على غزة أو الشمال، بل يطال العمق الاستراتيجي لكيان الاحتلال.

السيطرة اليمنية على مسرح العمليات: إعلان مبكر لتغير قواعد الاشتباك

الواقع الميداني يؤكد أن صنعاء باتت تتحكم في مسار التصعيد، وتملك زمام المبادرة، عبر تفعيل استراتيجية “الاستنزاف المركب” ضد العدو، وهو ما يتجلّى في قدرة اليمن على فرض حظر جوي غير رسمي وتعطيل مرافئ استراتيجية، بل وتهديد منشآت بعينها كحيفا.

مجموع ما أُطلق من اليمن منذ بداية الحرب على غزة يتجاوز 70 صاروخًا وأكثر من 300 طائرة مسيّرة، ما أحدث أثراً واضحاً في ديناميكية الصراع وبدّل معادلات الردع، وأدخل الاحتلال في حالة من الترقب والتأهب المستمر، وهو ما فاقم الكلفة السياسية والاقتصادية للعدوان.

الموقف اليمني يتجاوز الحسابات العسكرية ليعكس التزاماً أخلاقياً وقومياً واضحاً في مواجهة العدوان المستمر على قطاع غزة. فرغم القصف المستمر الذي يطال البنى التحتية في صنعاء ومحيطها، تُصرّ القيادة اليمنية على مواصلة عملياتها كجزء من مسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني ومقاومته.

هذه المقاربة عززت من حضور اليمن السياسي في معادلة الصراع، وأربكت حسابات الاحتلال الذي لطالما راهن على التفكك العربي والإسلامي. كما ساهمت الهجمات اليمنية في دعم الموقف التفاوضي للمقاومة الفلسطينية، التي رفضت عروض التهدئة المقتصرة على تلبية مطالب الاحتلال.

في مواجهة العزلة العربية الرسمية.. اليمن يكسر الصمت

في وقت تلتزم فيه معظم الأنظمة العربية بالصمت إزاء المجازر والانتهاكات التي تُرتكب في غزة، يبرز الموقف اليمني كاستثناء، سواء من خلال العمليات العسكرية، أو من خلال الخطاب السياسي الصريح الذي يشدد على “الرد الفعّال والموجع” حال استمرار العدوان.

الرسائل اليمنية امتدت أيضًا لتشمل ملفات كبرى مثل التهديد بتهجير ملايين الفلسطينيين إلى خارج فلسطين، والخطط الصهيونية لفرض وقائع ديموغرافية جديدة في الضفة وغزة، وهي قضايا حذّر منها الموقف اليمني بوضوح، ورفض التعاطي معها كأمر واقع.

الهجمات المتواصلة من اليمن تندرج ضمن استراتيجية الردع المستمر، وتكريس وحدة الميادين والساحات في مواجهة الاحتلال. ومع كل إعلان عن استهداف جديد، تتعمق الأزمة الأمنية داخل كيان العدو، ويغدو مشهد الحرب أكثر تعقيدًا وتعددًا في الجبهات.

في ظل هذا التصعيد، يبدو أن اليمن قد فرض معادلة جديدة: “تصعيد مقابل تصعيد”، وحرب استنزاف مقابل حرب إبادة، وهو ما ينذر بتحوّل نوعي في موازين القوى في الإقليم، حيث لم تعد “أُسطورة الردع” الصهيونية سوى صورة باهتة تتآكل تحت وقع الهجمات اليمنية المتواصلة.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق