في عملية وُصفت بأنها الأوسع والأكثر جرأة منذ بدء الحرب، شنّت أوكرانيا هجوماً منسقاً وغير مسبوق بالطائرات المسيّرة استهدف قواعد جوية عسكرية روسية، بما في ذلك مواقع حساسة في عمق سيبيريا، وذلك من دون سابق إنذار.

ووفق ما أعلنته الاستخبارات الأوكرانية، فقد استهدفت العملية نحو 40 طائرة استراتيجية روسية، وتمكّنت من تدمير 12 طائرة على الأقل، بما فيها قاذفات بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. وبحسب المصدر، أُطلقت المسيّرات من شاحنات تم نشرها بشكل سري بالقرب من القواعد الجوية المستهدفة، ومن بينها قاعدة في سيبيريا تقع على بُعد آلاف الكيلومترات من الأراضي الأوكرانية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف العملية بـ”الرائعة”، كاشفاً أن تنفيذها استند إلى عمل استخباري مستقل استغرق عاماً ونصف العام. وأشار إلى أن 117 طائرة مسيّرة شاركت في الهجوم، ما أدى إلى تدمير 34% من حاملات صواريخ كروز الاستراتيجية الروسية المتمركزة في تلك القواعد، والتي كانت تُستخدم في ضرب أهداف داخل أوكرانيا.

في المقابل، أعلنت روسيا تعرّض مطارات عسكرية في خمس مقاطعات لهجمات جوية، مؤكدة تصديها لعدد منها واعتقال عناصر متورطين في تنفيذ العمليات. ورداً على هذا الهجوم، شنت القوات الروسية سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق في محيط العاصمة كييف وعدد من المقاطعات شرقاً وغرباً.

من جهتها، أفادت الإدارة العسكرية في كييف بأن الهجمات الروسية الأخيرة شملت صواريخ ومسيّرات في ما وصفته بـ”هجوم مشترك”، بينما أعلن سلاح الجو الأوكراني أن الكرملين أطلق 472 طائرة مسيّرة على أوكرانيا خلال ليلة واحدة، في أكبر هجوم جوي بالطائرات المسيّرة تشنه روسيا منذ بدء الحرب.

ويأتي هذا التصعيد اللافت على الجبهات العسكرية، عشية انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول، وسط أجواء متوترة. وكانت الجولة الأولى من هذه المحادثات، التي عُقدت في 16 أيار/مايو، قد أسفرت عن تنفيذ أكبر عملية تبادل للأسرى منذ اندلاع النزاع، من دون تحقيق أي تقدّم ملموس على صعيد وقف إطلاق النار أو فتح آفاق لتسوية سياسية.

المصدر: موقع المنار