نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفن السوري يستذكر أرواح المغيبين قسراً في المتحف الوطني بدمشق, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 10:19 صباحاً
دمشق-سانا
استعاد الفن السوري بالريشة والموسيقا ملف المعتقلين والمغيبين قسراً، في الفعالية التي انطلقت بمتحف دمشق الوطني تحت عنوان ثلاثة أيام من الفن والذاكرة.
الفعالية التي ترعاها وزارة الثقافة قدمت لزائريها في يومها الأول معرضاً فنياً مميزاً بعنوان “لمن لم يُذكر.. ولن يُنسى”، للفنانة رانيا النجدي، التي جسدت من خلاله مشهداً مؤثراً عبر طائرات ورقية متدلية من سقف القاعة، تعبيراً عن الحرية والذاكرة، ومستحضرةً أرواح المعتقلين والمغيبين قسراً على يد النظام البائد، في لوحة فنية تناغمت مع أصالة وجمالية القاعة الشامية في المتحف.
رسالة المعرض.. الفن صوت الحرية والذاكرةالفنانة النجدي مهندسة الديكور والناشطة في الثورة السورية منذ انطلاقها عام 2011 قالت في تصريح لمراسل سانا: “عشت تجربة الاعتقال في سجون النظام البائد ثلاث مرات، لذا أعرف جيداً معاناة المعتقلين وأهاليهم الذين يشعرون بالخذلان والوحدة، ومن خلال هذا المعرض، نريد أن نوصل رسالة لهم بأنهم ليسوا وحدهم، وأننا سنظل نذكر قصصهم وأسماءهم ونطالب بالعدالة الحقيقية”.
وأضافت النجدي: “إن العمل الفني تمثل في طيور ورقية مصنوعة بطريقة الأوريجامي اليابانية، حيث رمزت هذه الطيور إلى الحرية، وتم تصميمها بشكل معماري مدروس لتُعلّق في فراغ القاعة”، مشيرة إلى أن الهدف هو إيصال رسالة التضامن والدعم لأهالي الضحايا.
عزف حي للموسيقي العالمي كنان العظمةشهدت الفعالية عزفاً حياً لعازف الكلارينيت السوري العالمي كنان العظمة، الذي قدم ثلاث مقطوعات موسيقية من تأليفه خلال 22 دقيقة، مستوحاةً من الثورة وكان قد كتبها خلال غربته عن سوريا، وعبّر العظمة عن مشاعره بالقول: “في هذه القاعة الصغيرة، شعرت بأن أرواح المغيبين حاضرة معنا، وكأن الطيور الورقية تمثلهم، ربما الموسيقا ليست قادرةً على إعادة المغيبين، لكنها بلسم صغير للروح، ورسالة فنية تحمل صوت الضحايا وأملنا في المستقبل”.
وأشار العظمة إلى أن تقديم هذه المقطوعات في دمشق لأول مرة بعد انقطاع طويل يحمل رسالة تفاؤل رغم الألم، مؤكداً أن الظلم لن يدوم وأن هناك دائماً أمل في انفتاح البلاد أمام حرية التعبير والمشاركة.
صوت الناجين والناشطات.. جرح مفتوح وأمل مستمرفي سياق الفعالية، حاورت سانا الناشطة وفا علي مصطفى، من منظمي المعرض، والتي غيب النظام البائد والدها في المعتقلات عام 2013، ، حيث أكدت أن المعرض هو محاولة جديدة لرفع صوت أهالي المعتقلين والمغيبين، مشيرةً إلى أن القضية ليست فقط قضية أهلهم، بل قضية وطنية إنسانية تمس كل السوريين.
وأضافت مصطفى: “نحن مجموعة من الأصدقاء والناشطين، نعمل من أجل العدالة والحرية، ونسعى لجمع الجهود والأصوات لدعم هذه القضية”.
وشارك في تنظيم الفعالية أيضاً الناجي من معتقلات النظام البائد بعد أكثر من 14 عاماً سنان آل رشي، الذي اعتقل عام 2011 وعاد لاستكمال دراسته في كلية الحقوق، معبراً عن الألم المستمر بسبب غياب رفاقه وأحبائه، وقال: “رغم خروجنا من المعتقلات، جرحنا ما زال مفتوحاً، وأهم ما نعمل عليه هو دعم أهالي المختفين الذين هم محور حياتنا وأملنا في المستقبل”.
وتأتي هذه الفعالية الفنية والإنسانية لتؤكد أن الفن والثقافة يمكن أن يكونا منبراً قوياً لتسليط الضوء على قضايا العدالة والحرية، وأن ذكرى الضحايا والمعتقلين ستظل حيةً في وجدان السوريين، حتى تتحقق العدالة ويعم السلام في وطنهم.
يذكر أن الفعالية التي توقفت حداداً على أرواح ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق، ستتابع فعالياتها يوم الخميس القادم من خلال نشاط كتابة رسائل من أهالي المعتقلين والمفقودين، وجلسة حوارية عن أثر الغياب وأهمية الذاكرة والعدالة، على أن يعرض أيضاً في إطارها الفيلم الوثائقي “عيوني” للمخرجة ياسمين فضة يوم الجمعة القادم.
تابعوا أخبار سانا على التلغرام و الواتساب
0 تعليق