بدأت قمَّة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تُختتم اليوم في مدينة لاهاي بهولندا، في ظل توتر شديد؛ بسبب ما يحدث في الشرق الأوسط، والحرب الإيرانيَّة الإسرائيليَّة. ويسعى المشاركون في هذه القمَّة إلى طمأنة الرأي العام الدولي بشأن وحدة الحلف، لاسيَّما في ضوء الضغوط المتزايدة التي يمارسها عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبهدف تفادي أزمة جديدة داخليَّة، يستعد أعضاء الناتو للإعلان عن زيادة تاريخيَّة في الإنفاق الدفاعي، في سياق توازن هش بين المطالب الأمريكيَّة والمخاوف الأوروبيَّة.

كما تهدف القمَّة -أيضًا-، إلى رسم معالم مستقبليَّة وجديدة للحلف، مع تفادي الدخول في صراع مباشر مع الرئيس الأمريكي، الذي أعلن مرارًا أنَّ على الدول الغربيَّة أنْ تتولَّى الدفاع عن نفسها عسكريًّا، وعدم الاتكال على الولايات المتحدة.

ويأتي هذا اللقاء بعد ساعات قليلة من إعلان ترامب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يومًا من الحرب والقصف المتبادل بين البلدين.

فيما يأمل الأمين العام للحلف، مارك روته ألَّا تقلب تطوُّرات الشرق الأوسط، وقرار وقف الحرب بين طهران وتل أبيب، جدول أعمال القمَّة التي وصفها أنَّها «تاريخيَّة»، خاصة بعد تصاعد المخاوف من انسحاب أمريكي محتمل من الحلف.

ويُعتبر بلوغ نسبة 3.5% بحد ذاته جهدًا كبيرًا، حيث يتطلَّب مئات المليارات من اليوروهات، خاصَّةً أنَّ العديد من الدول لا تزال تكافح للوصول إلى الحد الأدنى المتَّفق عليه في 2014 والبالغ 2%.

من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، التزام بلاده بالوصول إلى 5% من الزيادة في الإنفاق العسكريِّ، وقال: «علينا أنْ نتحلَّى بالمرونة والسرعة والرُّؤية الوطنيَّة الواضحة، من أجل ضمان أمن المواطنين».

فيما شدَّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والزعيم الألماني فريدريش ميرتس، في مقال مشترك نُشر مساء الاثنين في صحيفة فايننشال تايمز، على أنَّ أوروبا بحاجة لإعادة التسلُّح، «ليس لأنَّ أحدًا يفرض علينا ذلك، بل لأننَّا واعون بواجبنا تجاه مواطنينا».