نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يقدمها لواء مصري .. نصائح ومعلومات في عالم البحث الجنائي والقانون (فيديو), اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 03:05 صباحاً
يشارك اللواء خالد الشاذلي مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق وخبير البحث الجنائي والمحاماة، عصارة خبرته الطويلة في نصائح ومعلومات قيمة تستخلص من مسيرته المهنية الحافلة، مقدماً رؤى عميقة حول العمل الأمني والقانوني.
أسس النجاح في العمل الأمني والقانوني
يؤكد اللواء الشاذلي على أن النجاح في أي مهنة، خاصة في مجالي الأمن والقانون، يتطلب مزيجًا من الشغف، الإخلاص، والتطوير المستمر للذات. يجب أن يكون هناك فرق بين "الموظف" الذي يؤدي عمله فقط، و"المحترف" الذي يبدع ويؤثر في بيئة عمله. هذا الإبداع يأتي من خلال:
- الاطلاع الدائم: قراءة كل ما يتعلق بمجال العمل وتطويره.
- مشاركة الخبرات: الاستفادة من خبرات الآخرين والأكثر منك خبرة.
- التواصل الفعال: القدرة على التحدث مع الناس بفعالية والاستماع إليهم.
فن الاستجواب وعلم النفس الجنائي
يُعد الاستجواب فنًا وعلمًا، حيث يرى اللواء الشاذلي أن الهدف ليس فقط "غزو جسد وعقل" المتهم، بل "ملك قلبه" أيضاً. فإهانة المتهم أو الصراخ عليه قد تجلب معلومات سريعة لإنهاء القضية، لكن بناء الثقة ومخاطبة العقل والقلب يمكن أن يفتح آفاقًا أوسع للحقيقة. ويشدد على أهمية علم النفس الجنائي في هذا الصدد، وضرورة فهم سيكولوجية الأشخاص من خلال:
- القراءة في لغة الجسد: فهم الإشارات غير اللفظية التي قد تكشف الكثير.
- التحدث في مواضيع متنوعة: البدء بمواضيع عامة مثل الدين، السياسة، الرياضة، الاقتصاد، أو حتى الحياة الشخصية، ثم ملاحظة أي شرارة اهتمام للتعمق فيها. هذا يكشف عن نقاط الضعف أو الاهتمامات التي يمكن استغلالها للوصول إلى المعلومات.
المحضر الجنائي: أمانة ومسؤولية
يُعتبر المحضر الجنائي وثيقة بالغة الأهمية وتؤثر في حياة الكثيرين. يرى اللواء الشاذلي أن "من يحكم على المتهم هو مُسطر المحضر". لذا، يجب على ضابط الشرطة أن يكون مؤهلاً بالكامل لجمع المعلومات وكتابة المحضر بدقة وموضوعية. ويؤكد على ضرورة:
- التأكد من المعلومات: في الماضي، كان وكيل النيابة يسأل الضابط عن مصدر معلوماته قبل إصدار الإذن، مما يضمن دقة التحريات. يجب العودة إلى هذا النهج لضمان عدم تلفيق القضايا.
- المعاينة الدقيقة لمسرح الجريمة: هذه هي أساس عمل ضابط المباحث. يجب أن يقضي الوقت الكافي في معاينة مكان الحادثة، والاستعانة بالمعمل الجنائي، والطب الشرعي لجمع كافة الأدلة الفنية.
- عدم الظلم: يؤمن بأن الضابط لا يجب أن يقفل محضراً ضد شخص إلا إذا كان متأكداً تماماً من إدانته، لأن "غلطة الضابط بمصيبة".
التحول إلى المحاماة: بوصلة أخلاقية
بعد مسيرة حافلة في الشرطة، اختار اللواء الشاذلي سلك المحاماة، مؤمناً بأن "الحق مثلث" له ثلاثة أضلاع: الضابط، المحامي، والقاضي. ويرى أن المحاماة تتطلب نفس المبادئ التي اتبعها في عمله الأمني:
- الدفاع عن المظلوم: لا يدافع عن شخص متأكد من إدانته، ويرى أن المحامي يجب أن يستغل الخلل الإجرائي لصالح العدالة وليس لصالح الجاني.
- تحليل القضية كضابط مباحث: عند استلام أي قضية، يقوم بفحصها كضابط مباحث، ينزل إلى مكان الحادثة، يصور، يسأل الجيران، ويناقش الضباط ليتأكد من براءة موكله قبل الدفاع عنه.
- حضور التشريح والاطلاع على الدليل الفني: يرى أن الدليل الفني (الطب الشرعي والمعمل الجنائي) أقوى من الدليل القولي (اعترافات المتهمين والشهود)، وعندما يحدث تناقض بين الاثنين، تكون الغلبة للدليل الفني.
قصص من الواقع: أهمية التفاصيل والإنسانية
يروي اللواء الشاذلي العديد من القصص التي شكلت مسيرته، مؤكداً على أن:
- الجريمة الكاملة وهم: لا توجد جريمة كاملة لأن "ربنا عز وجل عادل ولابد أن يترك ثغرة" للجاني.
- التقنيات الحديثة والتدريب: يؤكد على أهمية التدريب المستمر للضباط في مجالات مثل فحص مسرح الجريمة، البصمات، آثار الحريق، والتعامل مع الأسلحة، لضمان أعلى مستويات الكفاءة.
- الجانب الإنساني في العمل الأمني: يروي قصة قيامه باحتواء شخص مسلح بالبندقية كان يهدد بقتل زوجته ونفسه، وكيف استطاع بمعاملته الإنسانية واحتضانه أن يمنع كارثة ويحل المشكلة بهدوء، مشدداً على أن الضباط الصغار يجب أن يتعلموا هذه المبادئ ويطبقوها.
ويختتم اللواء الشاذلي بالإشارة إلى أن التعديلات التشريعية، مثل تعديل قانون الإجراءات الجنائية، ضرورية لمواكبة التطورات وضمان تحقيق العدالة بشكل أفضل.
0 تعليق