في لفتة إنسانية تعبّر عن التقدير والوفاء للكوادر التربوية، نفّذت هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية، المعروفة بـ"أفران عدن الخيرية"، صباح اليوم الأربعاء، مشروع دعم مالي مباشر لـ324 معلماً ومعلمة في مديرية سرار يافع بمحافظة أبين، بواقع 200 ألف ريال يمني لكل معلم/ة، في إطار جهود الهيئة المستمرة لدعم التعليم والعملية التربوية في المناطق النائية والمحرومة.

وجرى تنفيذ عملية التوزيع في حفل رسمي احتضنته المديرية، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والتربوية والاجتماعية والاعتبارية، الذين عبّروا عن امتنانهم العميق لهذه المبادرة النوعية التي تستهدف واحدة من أهم شرائح المجتمع.

وفي كلمته خلال الحفل، عبّر مدير عام مديرية سرار، الدكتور بسام الطالبي، عن تقديره الكبير لصمود المعلمين والمعلمات واستمرارهم في أداء رسالتهم التربوية رغم الظروف الاقتصادية القاسية. وقال الطالبي: "المعلمون هم خط الدفاع الأول عن الوطن من خلال غرسهم للقيم والمعرفة، وكل دعم يُقدَّم لهم لا يمكن أن يوازي حجم تضحياتهم الجسيمة."

من جانبه، أشاد مدير المشاريع في أفران عدن الخيرية، الأستاذ صالح البري، بجهود فاعل الخير الذي موّل هذه المكرمة، معرباً عن شكره للمعلمين الذين وصفهم بأنهم "صناع الأمل وروّاد بناء المستقبل." وأضاف البري أن التعليم رسالة سامية، لا تُقاس بالعائد المادي، بل تتطلب تضحية ودعماً متواصلاً من المجتمع والمؤسسات.

كما أُلقيت خلال الفعالية عدد من الكلمات المؤثرة، كان أبرزها كلمة رئيس المجلس الانتقالي في المديرية علي ناصر الحامدي، وكلمة ممثل مكتب التربية شيخ النوباني، بالإضافة إلى كلمة الشيخ صالح عبادي جراش، صاحب المبادرة ومهندس هذه اللفتة الإنسانية، الذين أكدوا جميعاً على أهمية استمرار دعم المعلمين معنوياً ومادياً، تقديراً لجهودهم في الحفاظ على مسيرة التعليم وسط واقع مليء بالتحديات.

وأوضح المتحدثون أن هذا النوع من المبادرات يُعد ترجمة فعلية للمسؤولية المجتمعية تجاه قطاع التعليم، ودليلاً واضحاً على الوعي المتنامي بأهمية تمكين المعلم ليواصل أداء رسالته النبيلة في ظل الظروف الاستثنائية.

وفي ختام الفعالية، قام فريق أفران عدن الخيرية بتوزيع المساعدات المالية بشكل مباشر على المستفيدين من المعلمين والمعلمات، وسط أجواء امتنان وفرح عارم في صفوفهم.

وتأتي هذه المبادرة في سياق سلسلة من المشاريع الخيرية التي تتبناها هيئة الخليج وعدن للتنمية والخدمات الإنسانية في مختلف المحافظات اليمنية، تأكيداً على دورها التنموي والإنساني في دعم القطاعات الحيوية وعلى رأسها قطاع التعليم، الذي يُعد حجر الأساس في بناء الأوطان والنهوض بالمجتمعات.